هامان

 

اسم فارسى معناه ” هام أو مشهور ” . وهو هامان بن همداثا الأجاجى الذى رقاه أحشويروش ملك فارس ، ” وجعل كرسيه فوق جميع الرؤساء الذين معه . فكان عبيد الملك الذين بباب الملك يجثون لهامـــان لأن هكذا أوصى الملك ” ( أس 3 : 1 و 2
) .

وكان مردخاى – أحد رجال البلاط الفارسى – يهودياً ، فلم يجث ولم يسجد ” ( أس 3 : 2 – 4 ) ، إذ إن السجود لا يجوز إلا لله وحده . ” فامتلأ هامان ( الذى تجسدت فيه الكبرياء والغطرسة ) غضباً ، وازدرى فى عينيه أن يمد يده إلى مردخاى وحده لأنهم أخبروه عن شعب مردخاى ، فطلب هامان أن يُهلك جميع اليهود الذين فى كل مملكة أحشويرس ، شعب مردخاى ” ( أس 3 : 4 – 6 ) . واستطاع أن يستصد أمراً بذلك من الملك أحشويرش ، وحدد يوماً للتنفيذ ، وأرسل الأوامر إلى كل مقاطعات الامبراطورية الفارسية
.

وفى ثورة عضبه ، وبمشورة من زوجته ” زرش ” وكل أحبائه ، أمر بصنع خشبة ارتفاعها خمسون ذراعاً ليصلب عليها مردخاى
.

ولما علم مردخاى بالزمر الملكى بابادة اليهود ، الذى أذيع فى كل المملكة ، شق ثيابه ولبس مسحاً برماد ، كما كانت مناحة عظيمة عند اليهود وصوم وبكاء ونحيب . وبلغ خبر ذلك الملكة أستير ، فأرسلت تستطلع الخبر من مردخاى ، فأرسل إليها صورة كتابة الزمر الملكى بإبادة اليهود ، وأوصاها أن تدخل إلى الملك وتتضرع إليه وتطلب منه لأجل شعبها. ولم يكن من المتاح لأحد الدخول إلى الملك إلا بدعوة منه ، إلا أن يمد له الملك قضيب الذهب . وطلبت قبل مجازفتها بالدخول إلى الملك ، أن يجمع مردخاى كل اليهود فى شوشن ، ويصوموا لأجلها ثلاثة أيام ليلا ونهاراً ، كما تصوم هى وجواريها . وفى اليوم الثالث ، لبست أستير ثيابها الملكية ووقفت فى دار بيت الملك . فلما رآها الملك مد لها قضيب الذهب . وهكذا دعته هو وهامان إلى وليمة تعدها لهما

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ أثاث 1

وتجلت عناية الله العجيبة فى أن يتذكر الملك ما فعله مردخاى من كشف مؤامرة من بعض حرس الملك لاغتياله . فزمر هامان بأن يقوم بالباس مردخاى اللباس السلطانى ، ويركبه على الفرس السلطانى ، ويضع تاج الملك على رأسه وينادى قدامه : ” هكذا يُصنع للرجل الذى يسر الملك بأن يكرمه ” . وهكذا بدأت الزمور تنقلب على هامان
.

وفى الوليمة التى أقامتها استير للملك وهامان ، كشفت زمر المؤامرة التى دبرها هامان لإبادتها وشعبها . وقال أحدهم للملك عن الخشبة التى أعدها هامان ليصلب مردخاى عليها . فأمر الملك أن يصلب عليها هامان . ” فصلبوا هامان على الخشبة التى أعدها لمردخاى ” ( أس 6 ، 7 ) . وهكذا تحقق القول : كراجيا ، حفره فسقط فى الهوة التى صنع . يرجع تعبه على رأسه ، وعلى هامته يهبط ظلمه ” ( مز 7 : 15 و 16
) .

كما قُتل أبناء هامان العشرة ( أس 9 : 7 – 10 ) . ويحتفل اليهود بعيد العوزيم تذكاراً لنجاتهم من هامان عدوهم اللدود
.

ويلقب هامان ” بالأجاجى ” . وتنسبه بعض التقاليد اليهودية إلى ” أجاج ” ملك عماليق الذى قتله صموئيل النبى ( 1 صم 15 : 33 ) . ولكن ثبت أنه كانت فى ذلك العصر مقاطعه بهذا الاسم ملاصقة لميديا ، هى التى ينسب إليها هامان . ففى أحد النقوش التى وجدت فى خورزباد ، يقول سرجون ملك أشور ( مأبو سنحاريب) : ” لقد غزوت 34 مقاطعة فى ميديا ، وأخضعتها لسيادة أشور ، وفرضت عليها جزية من الخيل . وقد نهبت إقليم ” أجازى ” ( أجاج ) ودمرتوه وأحرقته ” . كما زن اسم ” هامان ” واسم أبيه ” همواثا ” اسمان مشتقان من لغة ” مادى وفارس
” .

 

 

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ذ ذخيرة ة

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي