يابيش جلعاد

 

ومعناها ” المكان اليابس في جلعاد ” ، وكانت مدينة في شرقي الأردن أنقذها الملك شاول من يد ” ناحاش العموني
” .

أ – تاريخها في الكتاب المقدس : يرد أول ذكر ليابيش جلعاد في نهاية قصة طويلة جاءت في الإصحاح التاسع عشر من سفر القضاة وامتدت إلى الأصحاح الحادي والعشرين ، وهي بالإيجاز : إن سكان جبعة اغتصبوا سرية الرجل اللاوي الذي مال ليبيت في جبعة . وعندما وجدها في الصباح ميتة على عتبة الباب ، أخذ السكين وقطعها مع عظامها إلى اثنتي عشرة قطعة ، وأرسلها إلى جميع تخوم إسرائيل . فقبح الأمر فى عيون سائر الأسباط ، فاجتمعوا كرجل واحد من دان إلى بئر سبع ، في المصفاة ، وأرسلوا إلى سبط بنيامين يطلبون تسليم القوم الذين فعلوا هذه القباحة فى جبعة ليقتلوهم . فلم يستمع بنو بنيامين لصوت إخوتهم بني إسرائيل . فقامت الحرب بين سبط بنيامين وباقى أسباط إسرائيل وانتهت أخيراً بهزيمة رجال بنيامين ، ولم يبق منهم سوى ست مئة رجل هربوا من ميدان الحرب ( قض 20 : 1 – 47
) .

ثم يسجل الإصحاح الحادي والعشرون أنه لم يشترك أحد من رجال يابيش جلعاد مع سائر الاسباط في محاربة سبط بنيامين ، فقرروا أن يضربوا سكان يابيش جلعاد بحد السيف مع النساء والأطفال مع الإبقاء على العذارى من الفتيات ، وكان عددهن أربع مئة فتاة ، أعطوهم زوجات لأربع مئة رجل من الباقين من سبط بنيامين ، وأوصوا المائتين الباقين بأي يخطف كل واحد منهم له بنتا من بنات شيلوه ، عندما يخرجن للرقص في الكروم ، وهو ما حـــدث ( قض 21 : 9 – 23
) .

ومن الواضح أن يابيش جلعاد عمرت بالسكان مرة أخري ، اذ نجد أن ناجاش العموني نزل عليها ، فقال له جميع أهل يابيش : اقطع لنا عهداً فنستعبد لك فطلب أن يقور كل عين يمني لهم . فطلب شيوخ يابيش أن يمهلهم سبعة أيام . وأرسلوا يستنجدون بشاول الملك ( الممسوح حديثاً ) فجمع شاول جيشاً كبيراً وهزم العمونيين ، وأنقذ يابيش جلعاد من يدهم . وقد حفظ أهل يابيش جلعاد هذا الجميل لشاول . فعندما قُتل شاول وأبناؤه في معركة جلبوع بيد الفلسطينيين ، وسمروا أجسادهم على سور بيت شان ، وسمع سكان يابيش جلعاد ذلك ، ” قام كل ذى بأس وساروا الليل كله وأخذوا جسد شاول وأجساد بنيه عن سور بيت شان ، وجاءوا بها إلى يابيش ، والذي يصب في نهر الأردن من الشرق على بعد نحو خمسة وعشرين ميلا إلى الجنوب من بحر الجليل ، نفس اسم تلك المدينة القديمة ، مما يرجح معه أن مدينة يابيش جلعاد كانت تقع على ذلك الوادى
.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد جديد سفر رؤيا يوحنا اللاهوتى 07

ويذكر يوسابيوس ، المؤرخ الكنسي ، أنها كانت تقع على بعد نحو ستة أميال إلى الجنوب من ” بلا ” ، على التل المزدوج من ” تل المقبرة وتل أبو خرز ” . وقد أسفر التنقيب في هذين التلين عن أواني فخارية ترجع إلى عصر شاول الملك ، بالقرب من نهر الأردن ، بل س في الواقع – على حافة الوادي نفسه مما يتفق تماماً مع قصة استرداد جثتي شاول ويوناثان
.

كان المرجح قبلا أن ” تل المقلوب ” الواقع بعيداً على وادي اليابس هو موقع يابيش جلعاد ، ولكن لأنه يبعد كثيراً إلى الشرق ، فإنه قد يجعل الذهاب منه إلى بيت شان ليلا ، أمراً مستحيلا . ولعل الأفضل اعتباره موقع آيل محولة موطن أليشع النبي
.

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي