يبوس

 

ومعناها ” موضع مدوس ” ، وكانت مدينة محصنة تقع على الحدود الفاصلة بين سبطي يهوذا وبنيامين ، فتحها داود في أيامه ، فعرفت باسم ” مدينة داود ” وهى أورشليم أو ” شاليم ” ( تك 14 : 18 ) ، وهي مدينة كنعانية قديمة ورد ذكرها باسم ” يوروسليمان ” فى خطابات تل العمارنة التى ترجع إلى عهد الأسرة الفرعونية الثامنة عشرة . ولكن بعد ذلك احتلها اليبوسيون وأسلقوا عليها اسمهم ، فدعوها ” يبوس ” ( قض 19 : 10 ) ، وأصبحت تعرف ى بمدينة اليبوسيين ” على مدى قرون ، قبل أن يستولى عليها داود الملك ويجعل منها عاصمة الملكة ، ويستعيد لها اسمها القديم ” أورشليم
” .

وكانت بلاد اليبوسيين من البلاد التى وعد الله مراراً أن يعطيها لنسل إبراهيم مع غيرها من البلاد المجـــــارة ( تك 15 : 18 – 20 ، خر3 : 8 ، 13 : 5 ، 23 :23 ، 33 : 2 ،34 : 11، عد13 : 29 ، تث 7 : 1 ، 20 : 17) . وقد تم هذا الوعد جزئيا فى زمن يشوع ( يش 3 : 10 ، 12 : 8 ، 18 ، 24 : 11 ). ونقرأ : و” حارب بنو يهوذا أورشليم وأخذوها ” ( قض 1 : 8 ) . كما نقرأ أن بنى بنيامين لم يطردوا اليبوسيين سكان أورشليم ، فسكن اليبوسيون مع بني بنيامين في أورشليم إلى هذا اليـــوم ” ( قض 1 : 21 ) . وواضح من ذلك أن بني يهوذا استولوا على أورشليم ، ولكنهم لم يقضوا على سكانها اليبوسيين ، الذين استطاعوا بعد ذلك أن يستردوا المدينة ( ارجع إلى يش 15 : 63
)

وتقع ” يبوس ” ( أو أورشليم ) على الحدود الفاصلة بين سبطي يهوذا وبنيامين – كما سبقت الإشارة – إذ نقرأ أن تخم سبط يهوذا ” صعد في وادي ابن هنوم إلى جانب اليبوسي من الجنوب ، هي أورشليم . وصعد التخم إلى رأس الجبل الذي قبالة وادى هنوم غرباً ( يش 15 : 8 ) ، ثم نزل إلى وادي هنوم إلى جانب اليبوسيين من الجنوب ، ونزل إلى عين روجل ” ( يش 18 : 16 ) . وليس ثمة تعارض بين القولين ، فتحديد تخم يهوذا يسير غرباً ، بينما تحديد تخم بنيامين يسير شرقا ، وكلاهما يدلان علـــى أن ” يبوس ” كان تقع على المنحدر الجنوبى ” للجبل ” شمالي وادي هنوم ، وهو موقع أورشليم الشرقية الآن
.

هل تبحث عن  م التاريخ كنيسة الأقباط الأرثوذكس مذكرات في تاريخ الكنيسة 59

وكان ثمة مورد مائي دائم يمد المدينة بالماء ، ويستمد ماءه من نبع جيحون ، كما كانت المدينة فى موقع حصين طبيعيا ، يسهل الدفاع عنه إذ كانت محاطة بوديان عميقة من ثلاث جهات ، فكان يحيط بها وادى قدرون من الشرق ، ووادي هنوم من الجنوب والغرب ، ولذلك كان اليبوسيون يعتبرون مدينتهم أمنع من أن يستطيع أحد اقتحامها ، مما دفعهم إلى نوع من الغرور والاطمئنان . وبعد موت الملك شاول ، أراد داود أن يوجد رفعة المملكة ، فسخر منه اليبوسيون وتحدوه أن يستولي على مدينتهم الحصينة ، قائلين له ما معناه : إنك لا تقدر على الدخول إلى هنا ، فالعميان والعرج قادرون وحدهم على ردك على أعقابك ( 2 صم 5 : 6 ، 1 أخ 11 : 5 ) . ولكن يوآب استطاع أن يقود الهجوم عن طريق القناة ، ويستولى على المدينة ( 1 أخ 11 : 6
).

ولأسباب استراتيجية وسياسية ، نقل داود العاصمة من حبرون إلى يبوس . فقد كان سياسيا تقع في منطقة محايدة بين يهوذا وبنيامين . وذلك لا تثير غيرة . واستراتيجيا كان يسهل الدفاع عنها . كما أنها كانت تتوسط البلاد . وقد ثبت أنه كان اختياراً حكيماً . فبالرغم من أنها لا تقع على ممر بحري ، أو على طريق رئيسي ، إلا أنها أصبحت – على مر القرون – ” العاصمة الروحية ” للعالم . ففي أيام داود وسليمان أصبحت العاصمة الدينية لإسرائيل . والآن لها أهميتها العظمى لأصحاب دينانات التوحيد الثلاث . وفي 1947 قررت الأمم المتحدة أن تكون ” مدينة مؤممة ” مفتوحة أمام جميع الشعوب . وهكذا أصبح الحصن اليبوسي هو ” جبل بيت الرب ” ( إش 2 : 2 . ارجع أيضاً إلى رؤ 21 :2 يمكن الرجوع إلى مــــــادة ” أورشليم

هل تبحث عن  الكتاب المقدس الكتاب الشريف عهد قديم سفر إشعياء 64

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي