كرازة

كلمة كرازة باللغة الإنجليزية
Proclamation
، وباليونانية
κήρυγμα
، والفعل اليونانى
κήρυσσω
(كيريسسو) أى “يكرز – ينادى – يبشر – يهتف”، جاء منه الأسم (كيريجما) أى كرازة. ويُقال: العمل الكرازي، ومن يكرز هو “كارِز” – والأمر: “اكرز” – والمُثنّى: كارِزان، الكارزان.

 

والفعل كرز هو سريانى الأصل، يعنى وعظ ونادى ببشارة الإنجيل للخلاص. و”الكرازة” هى الوعظ والتبشير علانية بالحقائق الإنجيلية خصوصاً والمسيحية عموما. والكارز أو الكاروز هو الواعظ أو المنادى بهذه البشارة.

 

والقديس مرقس الرسول أحد السبعين رسولاً يدعى “كاروز الديار المصرية” لأنه هو الذى أسس الكنيسة فى مصر وهى الكنيسة التى تدعى كنيسة الإسكندرية. وإلى زمن قريب كان يوسابيوس القيصرى (260-340 م) هو المصدر المبكر الذى أشار إلى كرازة القديس مرقس بالمسيحية فى مصر. حين يتحدث عن نشاط القديس مرقس فى الإسكندرية بعد ذكرة لنشاطه حينما كان مرافقا للقديس بطرس فى روما فيقول: “ويقولون (يوضح يوسابيوس بكلمة “يقولون” أنه يشير إلى تقليد سابق عليه) إن مرقس هذا كان أول من أرسل إلى مصر، وأنه نادى بلإنجيل الذى كتبه، وأسس الكنائس فى الإسكندرية أولاُ..”. ويشير يوسابيوس أيضاً إلى إقامة أنيانوس سنة 62 م، كما يلى: “وفى السنة الثامنة من ملك نيرون سلمت إلى أنيانوس إدارة إيبارشية الأسكندرية خلفاُ لمرقس الإنجيلى” (2: 24).

 

هذا ما يذكره يوسابيوس عن نشأة الكنيسة المسيحية فى مصر بكرازة القديس مرقس البشير. ولكن لدينا الآن خطاب وثائقى أقدم من شهادة يوسابيوس، وهو للعلامة كليمندس الإسكندرى (150 215 م) نشره العالم مورتن سميث
Morton Smith
، ونعرف منه أن القديس مرقس كتب إنجيله أثناء إقامة القديس بطرس فى روما، وبعد إستشهاد القديس بطرس جاء القديس مرقس إلى الإسكندرية. وفى مصر استفاض فى كتابة إنجيله الروحانى معتمداً على نفسه، وعلى مذكرات القديس بطرس، لتستخدمه كنيسة الإسكندرية.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس قاموس الكنيسة مجمرة – مبخرة ة

 

أما تفصيلات قصة دخول القديس مرقس إلى الإسكندرية وكرازته بالمسيح فيها، فأقدم وثيقة تتحدث عن ذلك تدعى “أعمال مرقس”، ويرجعها بعض العلماء أمثال بريكولى
F. Pericoli
، وريدورفينى
Ridorfini
إلى أواخر القرن الرابع أو أوائل الخامس للميلاد. وهذه الوثيقة توجد فى نصين باليونانية وقد ترجمت إلى عدة لغات أخرى.

 

وهناك فرق بين الكرازة والتعليم، وفى ذلك يقول القديس متى البشير: “وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ
διδάσκων
فِي مَجَامِعِهِمْ، وَيَكْرِزُ
κηρύσσων
بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْب” (إنجيل متى 4: 23). لذلك ففى العهد الجديد فإن يسوع المسيح إبن الله الآب. فالكارز هوالمبشر، فنقول: “القديس مرقس الكاروز”، أو “القديس مرقس البشير”.

 

ومع اختلاف الكرازة عن التعليم فى كنيسة العهد الجديد، إلا ان أساسهما واحد، هو إعلان عمل يسوع المسيح الذى أكلمه من أجل خلاصنا، أى تجسده وموته وقيامته وصعوده إلى السماء، وجلوسه عن يمين الآب فى الأعالى.

 

والفرق الدقيق بين الكرازة والتعليم، هو أن الكرازة تكون غالباً لغير المؤمنين. وعلى ذلك فهناك علاقة بين الكرازة والتبشير والوعظ، فهذه المسميات ترمى إلى غرض واحد هو توصيل الإيمان بالمسيح إلى الناس، أما التعليم فهو شرح حقائق هذا الإيمان لهم.

 

ومطلوب من كل مسيحى أن يبشر بعمل الرب الخلاصى. وهو ما نقوله فى القداس كل يوم: “أمين بموتك يارب نبشر..”.

 

ومن الجدير بالذكر هنا ان سفر إرميا يرد به تعبير “الكرَّاز”، وجمعها “كراريز”. والكراز من الغنم هو الذى يجعل الراعى فى عنقه جرساً لتتبعه بقية الأغنام. فيقول إرميا النبى: “.. وَكُونُوا مِثْلَ كَرَارِيِزَ أَمَامَ الْغَنَمِ” (سفر إرميا 50: 8)، أى كونوا قادة للشعب تسيرون أمامه فيتبعكم، لأن أهم صفة فى الراعى الحقيقىِ هى أن خرافه تسمع صوته فتتبعه كقول الرب.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس الكتاب الشريف عهد قديم سفر إرميا 31

ومن الجدير بالذكر أن المجلة المتحدثة باسم الكنيسة القبطية تحمل اسم مجلة الكرازة.

* انظر أيضاً: الكرازة في الكتاب المقدس.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي