هل الحية تأكل تراب؟

(التكوين 3: 14) فقال الرب الاله للحيّة لأنك فعلت هذا ملعونة انت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية.على بطنك تسعين وترابا تأكلين كل ايام حياتك

 

الرد:

ثبت علميا أن حلق الثعابين من النوع يسمى (لحمي دموي) ولا يمكن أن تبلع فريستها من هذا النوع بدون ان تبتلع معه بعض الاتربة (لعمل تخشينة) ليمكنه ان يبتلع مثل ما يقال (يسف تراب)

و
يجب أن نعرف أن هذا التعبير هو أسلوب بلاغي.. وهو ليس غريباً عن لغة الكتاب المقدس.. فيقول الكتاب في سفر ميخا 7: 17″يَلْحَسُونَ التُّرَابَ كَالْحَيَّةِ، كَزَوَاحِفِ الأَرْضِ. يَخْرُجُونَ بِالرِّعْدَةِ مِنْ حُصُونِهِمْ، يَأْتُونَ بِالرُّعْبِ إِلَى الرَّبِّ إِلهِنَا وَيَخَافُونَ مِنْكَ.” وهذا التعبير يوضح استخدام لغة البلاغة التي تعبر عن الإذلال.

وبرغم أن الحية لا تأكل تراب الأرض كغذاء لها إلا أنها تأكل طعامها من التراب، فالحيات تزحف على الأرض وطعامها هو ما يسقط على الأرض، في التراب، وليس طعامها فقط, بل كل حياتها زحف في التراب، فهي دائماً محاطة بالتراب والقذارة. والكلمة العبرية التي تعبر عن الحية هي “
נחשׁ –
nâchâsh

من الفعل العبري الذي يعني “يهمس” يطلق أصواتاً شبيهة بالحية (الفحيح), ولها معان دلالية مثل الهمس السحري، وهذا الهمس الذي للحية يوضح معنى التراب هنا، أي كل أيامك تهمسين همساً قذراً.. وهذا تعبير واضح عن عمل الشيطان الذي مارسه مع حواء من خلال الحية.. وهنا يكون المقصود بهذا الوصف الشيطان.. ومن هنا نفهم أن الكلام يعبر عن وصف ما سوف يحدث في المستقبل من محاولات الشيطان أن يهمس في آذان البشر الهمس القذر الذي من خلاله يحاول أن يبعدنا عن الله.. وهذا فكر طبيعي لأنه أيضاً وضع توصيفاً للحياة التي سيعيشها آدم بعد الخطيئة, وحواء بعد الخطيئة.. وبالتالي من المنطقي أن يضع توصيفاً للحية بعد الخطيئة.. ذلك التوصيف الذي شمل الشيطان أيضاً.. الذي سيعيش حياة الإنسان محاولاً أن يهمس في أذنه الهمس القذر الذي من خلاله يبعده عن محبة الله!!!

وعلى الرغم من الشرح الروحي الذي وصفنا به المقصود من عقاب الله للحية نرجع من جديد لذلك الحيوان الذي استخدمه الشيطان –الحية- ولا يزال السؤال كما هو:

ما هي علاقة الحية بالتراب؟

وعلينا ان نلجأ للعلم ونرى إن كانت الحية تأكل التراب أثناء حصولها على الطعام أم لأ

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس م مساء ء

يجيبنا العلم بشكل واضح ويقول:

أنه يوجد عضو في سقف فم الحية يسمى
(Jacobson’s Organ)
(
جاكوبسنس أورجان)

أي عضو جاكوب، وهذا العضو يساعد الحيات على الشم بالإضافة للأنف، وعندما تبدأ الحية في التهام طعامها تبدأ الحية في العض، فيدخل الطعام في الفم وينقض الفك بلسان متشعب ويعض ما يقدم إليه بالأسنان ويلتقطه العضو جاكوب في نقاط التشعب في الأعضاء الحسية داخل فم الحيات، وهنا تشم التراب مرة بهذه الطريقة، ثم تنظف اللسان وتكرر العملية في الحال. ومن ثم فالحية تشم التراب وتأكله مع كل وجبة طعام.

 

ملاحظة هامة: المراجع الاسلامية ذكرت نفس الشئ ونقلت نفس الرواية من الكتاب المقدس ولكن للأسف لم يقرأها
المعترض المسلم
:

(البقرة 36)
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ


تفسير الطبري

عَنْ وَهْب بْن مُنَبَّه فِي ذَلِكَ مَا حَدَّثَنَا بِهِ الْحَسَن بْن يَحْيَى, قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مهرب, قَالَ: سَمِعْت وَهْب بْن مُنَبَّه يَقُول: لَمَّا أَسْكَنَ اللَّه آدَم وَذُرِّيَّته, أَوْ زَوْجَته، الشَّكّ مِنْ أَبِي جَعْفَر, وَهُوَ فِي أَصْلِ كِتَابه: وَذُرِّيَّته – وَنَهَاهُ عَنْ الشَّجَرَة, وَكَانَتْ الْمَلَائِكَة لِخُلْدِهِمْ, وَهِيَ الثَّمَرَة الَّتِي نَهَى اللَّه آدَم عَنْهَا وَزَوْجَته.
فَلَمَّا أَرَادَ إبْلِيس أَنْ يَسْتَزِلّهُمَا دَخَلَ فِي جَوْف الْحَيَّة، وَكَانَتْ لِلْحَيَّةِ أَرْبَع قَوَائِم كَأَنَّهَا بُخْتِيَّة مِنْ أَحَسَن دَابَّة خَلَقَهَا اللَّه. فَلَمَّا دَخَلَتْ الْحَيَّة الْجَنَّة, خَرَجَ مِنْ جَوْفهَا إبْلِيس, فَأَخَذَ مِنْ الشَّجَرَة الَّتِي نَهَى اللَّه عَنْهَا آدَم وَزَوْجَته, فَجَاءَ بِهَا إلَى حَوَّاء, فَقَالَ: اُنْظُرِي إلَى هَذِهِ الشَّجَرَة, مَا أَطْيَب رِيحهَا, وَأَطْيَب طَعْمهَا, وَأَحْسَن لَوْنهَا! فَأَخَذَتْ حَوَّاء فَأَكَلَتْ مِنْهَا, ثُمَّ ذَهَبَتْ بِهَا إلَى آدَم، فَقَالَتْ: اُنْظُرْ إلَى هَذِهِ الشَّجَرَة, مَا أَطْيَب رِيحهَا, وَأَطْيَب طَعْمهَا, وَأَحْسَن لَوْنهَا! فَأَكَلَ مِنْهَا آدَم, فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتهمَا, فَدَخَلَ آدَم فِي جَوْف الشَّجَرَة، فَنَادَاهُ رَبّه: يَا آدَم أَيْنَ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا هُنَا يَا رَبّ, قَالَ: أَلَا تَخْرُج؟ قَالَ: أَسْتَحْيِي مِنْك يَا رَبّ, قَالَ: مَلْعُونَة الْأَرْض الَّتِي خُلِقْت مِنْهَا لَعْنَة يَتَحَوَّل ثَمَرهَا شَوْكًا. قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ فِي الْجَنَّة وَلَا فِي الْأَرْض شَجَرَة كَانَ أَفَضْل مِنْ الطَّلْع وَالسِّدْر؛ ثُمَّ قَالَ: يَا حَوَّاء أَنْتِ الَّتِي غَرَرْت عَبْدِي, فَإِنَّك لَا تَحْمِلِينَ حَمْلًا إلَّا حَمَلْتِيهِ كَرْهًا, فَإِذَا أَرَدْت أَنْ تَضَعِي مَا فِي بَطْنك أَشْرَفْت عَلَى الْمَوْت مِرَارًا.
وَقَالَ لِلْحَيَّةِ: أَنْتِ الَّتِي دَخَلَ الْمَلْعُون فِي جَوْفك حَتَّى غَرَّ عَبْدِي, مَلْعُونَة أَنْتِ لَعْنَة تَتَحَوَّل قَوَائِمك فِي بَطْنك,
وَلَا يَكُنْ لَك رِزْق إلَّا التُّرَاب، أَنْتِ عَدُوَّة بَنِي آدَم وَهُمْ أَعْدَاؤُك حَيْثُ لَقِيت أَحَدًا مِنْهُمْ أَخَذْت بِعَقِبِهِ, وَحَيْثُ لَقِيَك شَدَخَ رَأْسك. قَالَ عُمَر: قِيلَ لِوَهْبٍ: وَمَا كَانَتْ الْمَلَائِكَة تَأْكُل؟ قَالَ: يَفْعَل اللَّه مَا يَشَاء.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد قديم سفر دانيال لبيب ميخائيل 01

 

فا
لحية
هى
رمزا لأبليس

كورنثوس الثانية 11: 3وَلَكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هَكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ.

رؤيا 12: 7 وَحَارَبَ التِّنِّينُ وَمَلاَئِكَتُهُ 8وَلَمْ يَقْوُوا، فَلَمْ يُوجَدْ مَكَانُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي السَّمَاءِ. 9فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ، الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ – طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ.

ومعنى
تأكلين من التراب معناها فناء عمل
الشيطان
و
إ
ن
عمل
الشيطان أرضي زائل وليس سماوي خالد.

والسعي على البطن معناها أن سعيه الى زوال وتعبه الى فناء كما أوضح الكتاب المقدس في التالي:

أرميا 18: فَارْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيءِ وَأَصْلِحُوا طُرُقَكُمْ وَأَعْمَالَكُمْ. 12فَقَالُوا: بَاطِلٌ! لأَنَّنَا نَسْعَى وَرَاءَ أَفْكَارِنَا وَكُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ حَسَبَ عِنَادِ قَلْبِهِ الرَّدِيءِ

لهذا قال الله لآدم أنت من التراب والى التراب تعود أي تصبح زائلا مصيرك الموت وهنا التراب يرمز للفناء.

والكتاب المقدس يقدم لنا ما حدث للحية من عقوبة بسبب غوايتها لحواء ومن ثم لآدم بعدم إطاعة وصية الله. وهذه العقوبة ارتبطت بالتراب والذي يستخدم في الكتاب المقدس كناية عن الهزيمة والإذلال للأعداء حيث يقول الكتاب:

” أمامه تجثو أهل البرية وأعداؤه يلحسون التراب ” (مز72: 9)،

” ويكون الملوك حاضنيك وسيداتهم مرضعاتك. بالوجوه إلى الأرض يسجدون لك ويلحسون غبار رجليك فتعلمين أني أنا الرب الذي لا يخزى منتظروه ” (أش49: 23)،

” يلحسون التراب كالحية. كزواحف الأرض يخرجون بالرعدة من حصونهم يأتون بالرعب إلى الرب إلهنا ويخافون منك ” (ميخا7: 17).

كما أن كلمة ” يأكل ” استخدمت كأسلوب بلاغي (طباق شعري) مقابل أكل آدم وحواء من الشجرة المحرمة.

و
لعنه الحية لا تفترض بالضرورة أن الحية كانت تمشي على رجلين أو قدمين، فالكتاب لم يقل ذلك، ولكن التركيز هنا على أن زحفها على بطنها هو نتيجة للعنة التي وقعت عليها، وزحفها في التراب وأكلها عن طريقه هو عقوبة مادية لا تتعدى طبيعتها.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس يسوعية كاثوليكية عهد قديم سفر يهوديت 06

كما أن الحية كانت هي الشيطان نفسه أو الأداة التي استخدمها الشيطان في سقوط آدم وحواء، ولم تكن مجرد حية عادية. ومن الكتاب نجد أننا أمام خيارين وهما أما أن الحية كانت هي الشيطان نفسه وقد ظهر في صورتها كما يقول العهد الجديد:

” ولكنني أخاف انه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح ” (2كو11: 3)، والمقصود هنا بالطبع الشيطان. كما يقول أيضاً: ” واله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعا. نعمة ربنا يسوع المسيح معكم ” (رو16: 20)، وأيضاً ” ولا عجب. لأن الشيطان نفسه يغيّر شكله إلى شبه ملاك نور ” (كو11: 14)

ويقول الوحي الإلهي في سفر الرؤيا: ” فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان الذي يضل العالم كله طرح إلى الأرض وطرحت معه ملائكته ” (رؤ12: 9)، ” فقبض على التنين الحية القديمة الذي هو إبليس والشيطان وقيّده ألف سنة ” (رؤ20: 2). والمعنى واضح تماماً.

أما أن الحية كانت هي الأداة التي دخل فيها واستخدمها الشيطان، أي استخدم حية كانت موجودة بالفعل. وفي الحالتين فاللعنة أصلاً تقع على الشيطان وبسببه.

وأهم ما تركز علية الآية هنا في سفر التكوين (3: 14و15) هو دينونة الشيطان، فكما تزحف الحية على بطنها وتأكل فقط مما هو ملقي على الأرض، من قذارة الأرض، فالشيطان الذي أختار شكل الحية أو استخدم الحية سيلقى من مكانته التي كانت سامية في السماء على الأرض، يزحف على الأرض، كقول الرب يسوع المسيح ” رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء ” (لو10: 18)، وما جاء في رسالة يهوذا (6): ” والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم إلى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام “.

كما أن الذين يرون زحف الحية على الأرض في التراب يتذكرون دائماً سقوط الإنسان، وما يؤكد أن المقصود هو الإذلال هو قول الكتاب نفسه في اشعياء (65: 25) في تصويره الرمزي للحياة في ملكوت المسيح من أن ” الذئب والحمل يرعيان معا والأسد يأكل التبن كالبقر. أما الحية فالتراب طعامها “، أي أن الحية ستظل في عقوبتها، تحت اللعنة

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي