التناقض فى عدد سنوات الجوع

+(صموئيل الثانى 24: 13)
13فَأَتَى جَادُ إِلَى دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: «
أَتَأْتِي عَلَيْكَ سَبْعُ سِنِي جُوعٍ فِي أَرْضِكَ
، أَمْ تَهْرُبُ
ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ
أَمَامَ أَعْدَائِكَ وَهُمْ يَتْبَعُونَكَ، أَمْ يَكُونُ
ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ
وَبَأٌ فِي أَرْضِكَ؟

+(أخبار الأيام الأول 21: 11-12)
11فَجَاءَ جَادُ إِلَى دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: اقْبَلْ لِنَفْسِكَ 12إ
ِمَّا ثَلاَثَ سِنِينَ جُوعٌ
, أَوْ
ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ
هَلاَكٌ أَمَامَ مُضَايِقِيكَ وَسَيْفُ أَعْدَائِكَ يُدْرِكُكَ, أَوْ
ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ
يَكُونُ فِيهَا سَيْفُ الرَّبِّ وَوَبَأٌ فِي الأَرْضِ, وَمَلاَكُ الرَّبِّ يَعْثُو فِي كُلِّ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ

 

نلاحظ الآتى:

(1) في سفر (صموئيل الثاني 24: 13) يذكر:

 7 سنوات جوع – ثلاثة شهور هروب من الأعداء – ثلاثة أيام وباء.

(2) في سفر (أخبار أيام الأول 21: 12) يذكر:

 3 سنوات جوع – ثلاثة شهور هروب من الأعداء – ثلاثة أيام وباء.

الخلاف هنا فى عدد سنوات الجوع فقط فيكون هناك فرق 4 سنوات.

فما تفسير ذلك؟؟؟

الجواب:

المقصود بسبع سنوات الجوع فى سفر صموئيل الثانى هى بداية فترة المجاعة منذ قدومها أو إتيانها وحتى نهايتها بالكامل، فلا يوجد مجاعة تأتى فجأة للشعب لأنه لابد أن هناك زرع مازال موجود بالأرض وحيوانات ومواشى يمكن للشعب أن يأكل منها لفترة، فضلاً عن وجود مخزون من الحبوب والسلع يمكن إستهلاكها لفترة قادمة فى المستقبل.

وللقارئ الملاحظة والتدقيق فى المعنى ”

أَتَأْتِي

عَلَيْكَ سَبْعُ سِنِي جُوعٍ فِي أَرْضِكَ”(صموئيل الثانى 24: 13)، أن بداية المجاعة.

أما الثلاث سنوات المذكورة فى سفر أخبار الأيام الأول فهى فترة الجوع والقحط الفعلى للمجاعة والتى فيها تفرغ المخازن تماماً من الحبوب وهذه يسبقها فترة أربع سنوات من الجفاف وندرة المياه ونفاذ الحبوب وإستنفاذ الغذاء

راجع: الأنبا ايسذوروس
: كتاب مشكاة الطلاب فى حل مشكلات الكتاب (ص 144)



http: //www.calloflove.net/avatony/bible/mashkat_eltolab.pdf

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ق قوّات ت

وسنرى بعد قليل أن شعب إسرائيل تعرض لمجاعة فيها أكلوا الحمير وذبل الحمام، بل وأكلوا أبناءهم أيضا.

ولو رجعنا إلى فترة الجوع التى حدثت في أرض مصر أيام يوسف الصديق المذكورة في (سفر التكوين 41) نقرأ عن السبع سنين الجوع أنها كانت على مراحل:

 


المرحلة الأولى: مرحلة الجوع في البداية:

 يقول في (تكوين 41: 55) “

جاعت جميع أرض مصر

.

 ويقول في (تكوين41: 56) “وكان جوع على كل وجه الأرض.


[إنه مجرد جوع في بدايته]

 


المرحلة الثانية: مرحلة الجوع الشديد:

يقول عنها في (تكوين 41: 56) “واشتد الجوع في أرض مصر”

ويقول أيضا في (تكوين 41: 57) كان الجوع شديدا في كل الأرض


[وفي هذه المرحلة يصعد الجوع فيصبح شديدا]

 


المرحلة الثالثة: قمة المجاعة

:

نقرأ في (تكوين47: 13) “ولم يكن خبز في كل الأرض لأن الجوع كان شديدا جدا”

 
[وهنا نصل إلى المجاعة الحقيقية وهي أن يصبح الجوع شديدا جدا]

 

 من هذا ندرك أن العدد المذكور في (أخبار الأيام الأول 21: 12) وهو [7 سنين] شمل هذه المراحل الثلاث بدرجاتها المرحلية:

(1) المرحلة الأولى: [سنتان] حيث يبدأ الجوع فيقتاتون بالقليل الذي عندهم من مواشي وحيوانات هزيلة.

(2) المرحلة الثانية: [سنتان] أيضا حيث مازال قليل القليل يسد الرمق من نباتات الأرض وحشائشها.

(3) أما المرحلة الثالثة: الثلاث سنوات الباقية فهي التي يشتد فيها الجوع جدا حيث لا يجدون ما يأكلونه فيأكلون الحمير وذبل الحمام، بل ويأكلون أبناءهم أيضا

راجع ما حدث في حصار السامرة وكيف أكل الشعب أولادة:

(الملوك الثانى 6: 24-29)
24وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّ بَنْهَدَدَ مَلِكَ أَرَامَ جَمَعَ كُلَّ جَيْشِهِ وَصَعِدَ فَحَاصَرَ السَّامِرَةَ. 25وَكَانَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي السَّامِرَةِ. وَهُمْ حَاصَرُوهَا حَتَّى صَارَ رَأْسُ الْحِمَارِ بِثَمَانِينَ مِنَ الْفِضَّةِ وَرُبْعُ الْقَابِ مِنْ زِبْلِ الْحَمَامِ بِخَمْسٍ مِنَ الْفِضَّةِ. 26 وَبَيْنَمَا كَانَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ جَائِزاً عَلَى السُّورِ صَرَخَتِ امْرَأَةٌ إِلَيْهِ: «خَلِّصْ يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ». 27فَقَالَ: «لاَ! يُخَلِّصْكِ الرَّبُّ. مِنْ أَيْنَ أُخَلِّصُكِ؟ أَمِنَ الْبَيْدَرِ أَوْ مِنَ الْمِعْصَرَةِ؟» 28ثُمَّ قَالَ لَهَا الْمَلِكُ: «مَا لَكِ؟» فَقَالَتْ: «هَذِهِ الْمَرْأَةُ قَالَتْ لِي: هَاتِي ابْنَكِ فَنَأْكُلَهُ الْيَوْمَ ثُمَّ نَأْكُلَ ابْنِي غَداً. 29فَسَلَقْنَا ابْنِي وَأَكَلْنَاهُ. ثُمَّ قُلْتُ لَهَا فِي الْيَوْمِ الآخَرِ: هَاتِي ابْنَكِ فَنَأْكُلَهُ فَخَبَّأَتِ ابْنَهَا».

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ أحيّا ا

 

وبهذا لا نجد خلافا بين العددين المذكورين في السفرين، فالسبع سنوات هى شاملة لكل فترة المجاعة، أما الثلاث سنوات فهى مقصودة بفترة القحط والجوع الشديد، وتشير إلى أصعب فترة في الجوع وهي الفترة الأخيرة المذكورة في (أخبار أيام الأول 21: 12)

 

وقد يسأل المعترض ويقول ولكن ماذا
قال جاد الرائى بالضبط لداود؟؟ أهل قال سبع سنوات أم ثلاث سنوات؟؟؟

للرد نقول أن هذا وحى إلهى وليس تسجيل لحوار تفصيلى بين جاد الرائى وداود النبى، ولعلة من المؤكد أن جاء الرائى أخبر داود بالعقاب الإلهى بصورة أكثر تفصيلاً عن ما هو مدون بالسفرين، ولكن كاتب سفر
صموئيل الثانى ذكر فترة المجاعة بالكامل منذ بدايتها وحتى نهايتها ولم يذكر تحديداً فترة سنوات القحط الثلاث. أما كاتب سفر أخبار الأيام الأول فحدد قصراً مدة قحط المجاعة وهى ثلاث سنوات.

وهكذا تكتمل ثلاثية أنواع العقاب بثلاث فترات مختلفة بالسنوات والشهور والأيام وهى:

– ثلاث سنوات جوع

– ثلاثة أشهر هروب من الأعداء

– ثلاثة أيام وباء.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي