سفر ناثان النبى وجاد الرائى

(أخبار الأيام الأول 29: 29)
وَأُمُورُ دَاوُدَ الْمَلِكِ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ صَمُوئِيلَ الرَّائِي, وَأَخْبَارِ نَاثَانَ النَّبِيِّ, وَأَخْبَارِ جَادَ الرَّائِي

 

يقول المعترض: هل يستشهد كاتب سفر الأخبار هنا بثلاثة أسفار هم سفر أخبار صموئيل الرائى وسفر أخبار ناثان النبى وسفر أخبار جاد الرائي. ولكننا لا نجد في الكتاب المقدس إلا سفر صموئيل النبى أما السفرين الأخريين مفقودين؟

 

الرد:

لو دقق المعترض الكريم النظر فى النص جيداً لفهم أن النص يشير لسفر واحد فقط وليس ثلاثة أسفار منفصلين، فالنص يقول ((سفر أخبار صموئيل الرائى وأخبار ناثان النبى وأخبار جاد الرائى)) أى أن صموئيل الرائى وناثان النبى وجاد الرائى هؤلاء الثلاثة لهم سفر واحد فقط وهو بهذا يشير لسفرى صموئيل النبى الأول والثانى الذين كانا فى عصر ووقت كتابة هذا النص سفر واحد تم تقسيمهما بعد ذلك فى الترجمة السبعينية لسفرين هما سفر صموئيل الأول وسفر صموئيل الثانى وسيُحل الإشكال عند المعترض الكريم عندما يعلم أن سفر صموئيل النبي لم يكتبه صموئيل النبى وحده بل كتبه ثلاثة أشخاص هم صموئيل النبى وناثان النبى وجاد الرائى، فصموئيل النبى كتب من السفر إلى ما قبل خبر وفاته(من الإصحاح الأول إلى الإصحاح الرابع والعشرون) وبعد وفاته وبأمر من الله أكمل النبيين ناثان النبى وجاد الرائى (من الإصحاح الخامس والعشرون إلى نهاية السفر) تكملة كتابة السفر إلى نهايته وهما كانا نبيين من ضمن مدرسة الأنبياء التى أسسها صموئيل النبى بنفسه،وسبب تسمية السفر بإسم صموئيل راجع لإنه هو الشخصية الرئيسية فى كتابة السفر وهو النبي الذى كان له دور كبير فى حياة الملك شاول والملك داود فهو الذى مسحهما ملوكاً لبنى إسرائيل، هذا غير أن السفر تناول تفاصيل حياته هو شخصياً وكيف دُعى للنبوة منذ صغره من قَِبل الله.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ت تطلق الآن عبدك بسلام م

 

ومن يراجع ويقرأ سفرى صموئيل الأول والثانى سيجد فعلاً أن صموئيل النبى وناثان النبى وجاد الرائى كتبوا لنا فى سفر صموئيل كل أمور داود الأولى والأخيرة بالتفصيل منذ نشأته حتى وفاته وهذا ما أشار إليه سفر الأخبار بقوله ((وأمور داود الملك الأولى والأخيرة مكتوبة في سفر أخبار صموئيل الرائي, وأخبار ناثان النبي, وأخبار جاد الرائي)) ويقصد بهذا الإشارة لسفر صموئيل النبى الذى كُتب بواسطة صموئيل النبى وناثان النبى وجاد الرائى.

 

وإليك بعض المصادر التى تثبت أن كاتب سفرى صموئيل ثلاثة أشخاص هم صموئيل النبى وناثان النبى وجاد الرائى.

 

القس أنطونيوس فكرى فى مقدمته لتفسير سفر صموئيل الأول

يقول فى الفقرة رقم 6

 6- قُسّم السفر إلى إثنين (1صم، 2صم) فى الترجمة السبعينية، وذلك لأسباب عملية إذ كانت هناك حاجة إلى إستخدام دَرَجَيْن (لفتين 2
rolls
) عوض دَرَجْ واحد والترجمة السبعينية إعتبرت أسفار صموئيل والملوك هم أسفار المملكة.

 

ويقول فى الفقرة رقم 14

14- كاتب سفرى صموئيل: – بحسب التقليد اليهودى الذى تسلمته كنيسة العهد الجديد فكاتب السفرين هما صموئيل النبى رئيس مدرسة الآنبياء ومؤسسها إلى ما قبل خبر نياحته وجاد وناثان النبيين لتكملة السفرين.

 

القمص تادرس يعقوب ملطى فى مقدمته لسفر صموئيل الأول يقول

سفرا صموئيل الأول والثاني في الأصل العبري سفر واحد يحمل اسم “صموئيل”، ليس فقط لأن صموئيل يحتل الدور الرئيسي في الجزء الأول من السفر، وإنما أيضًا لأنه هو أول من مسح ملوكًا لإسرائيل: شاول، داود، وهو أول من قدم هذا النوع من الكتابة النبوية التاريخية بوحي الروح القدس، كما قام بأدوار رئيسية أخرى وردت في هذا لسفر.

 

قُسم السفر إلى اثنين في الترجمة السبعينية لمجرد أسباب عملية، إذ كانت هناك حاجة إلى استخدام درجين (لفتين
roll
) عوض درج واحد. واعتبرتهما ضمن “أسفار المملكة”، حيث ضمت الأسفار الحالية الأربعة (1 صم، 2 صم، 1 مل، 2 مل) بكونها تحوي تاريخًا كاملاً لمملكتي إسرائيل ويهوذا.

هل تبحث عن  م الملائكة ملائكة أبرار الملاك الخامس س

 

كاتبهما: بحسب التقليد اليهودي الذي تسلمته كنيسة العهد الجديد كاتب السفرين هما صموئيل النبي – رئيس مدرسة الأنبياء ومؤسسها – إلى ما قبل خبر نياحته وجاد وناثان لتكملة السفرين (1 أي 29: 29-30).

 

دائرة المعارف المسيحية تحت كلمة صموئيل – سفر صموئيل

كان سفر صموئيل في العبرية، سفر واحداً أصلاً. ويذكرهما يوسيفوس كسفر واحد. كما أن علماء اليهود في تعليقهم على الآية الرابعة والعشرين من الأصحاح الثامن والعشرين من سفر صموئيل الأول، يعتبرونها الآية الوسطي في سفر صموئيل (على أساس أن السفرين سفر واحد)، ولكن الترجمة السبعينية قسمت سفر صموئيل إلي سفرين، وكذلك فعلت في سفر الملوك.

 

ومع أننا لا نعرف كاتب هذين السفرين، إلا أن هناك دلائل في الكتاب المقدس على أن صموئيل النبي وناثان النبي وجاد الرائي هم الذين كتبوهما.

 

* إذاً أخبار صموئيل الرائي, وأخبار ناثان النبي, وأخبار جاد الرائي هما سفر واحد وهو ما يوجد بين أيدينا اليوم بأسم سفر صموئيل الأول وصموئيل الثانى

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي