تناقض أعداد


عزرا ونحميا

شبهة التناقض بين سفري عزرا اصحاح 2، ونحميا 7

سنورد قائمتين بالأسماء والأعداد لنرى الفروق بينهما:

 

(هذا الجدول يضم أعداد العشائر والكهنة والمغنين.. إلخ)

إذن نحن أمام نقطتين نتكلم عنهما..

1-
         


الاختلاف في الأرقام بين قائمتي كل من عزرا ونحميا

2-
         


الأعداد التي أعطاها كل من عزرا ونحميا، مجموعهم ليس 42360

لأن مجموع الأعداد المُعطاه في عزرا هو 29818، أما في نحميا فهو 31089

يفترض العديد من الناس والمفسرون أن عزرا قد قام بعمل تعداد للعائدين من السبي، وتبعه نحميا بعمل تعداد آخر..

هذا الكلام خاطيء تماما، ولا أساس له من الصحة في الكتاب المقدس، لماذا؟

 

كيف نتأكد من هذا؟؟

(عزرا1: 1)”
وَفِي السَّنَةِ الأُولَى لِكُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ عِنْدَ تَمَامِ كَلاَمِ الرَّبِّ بِفَمِ إِرْمِيَا نَبَّهَ الرَّبُّ رُوحَ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ فَأَطْلَقَ نِدَاءً فِي كُلِّ مَمْلَكَتِهِ وَبِالْكِتَابَةِ أَيْضاً..”

لقد صدر قرار عودة اليهود المسبيين إلى أراضيهم في عام


538 ق.م

، وعاد اليهود خلال سنة إلى أورشليم


537 ق.م

وقد قادهم إلى أورشليم.

وكان قائد العائدين إلى أورشليم هو

زربابل
كما نقرأ في:

(عزرا2: 1-2)”

وَهَؤُلاَءِ هُمْ بَنُو الْكُورَةِ الصَّاعِدُونَ

مِنْ سَبْيِ الْمَسْبِيِّينَ الَّذِينَ سَبَاهُمْ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ إِلَى بَابِلَ وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ. –

الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ زَرُبَّابَِلَ

: يَشُوعُ نَحَمْيَا سَرَايَا رَعْلاَيَا مُرْدَخَايُ بِلْشَانُ مِسْفَارُ بَغْوَايُ رَحُومُ بَعْنَةَ. عَدَدُ رِجَالِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ.

إذن قائمة تعداد الأفراد التي وردت في (عزرا 2) هي قائمة بالذين عادوا إلى أورشليم

تحت قيادة زربابل وليس عزرا في أثناء حكم الملك كورش

 

إذن عزرا لم يقم بعمل هذا التعداد، لماذا؟؟

لأن عزرا عاد إلى أورشليم حوالي عام 459-457 ق.م







[1]






، وقاد معه من المسبيين أقل من 2000 فرد، ونقرأ هذا في:

(عزرا8: 1)”
وَهَؤُلاَءِ هُمْ رُؤُوسُ آبَائِهِمْ وَنِسْبَةُ الَّذِينَ
صَعِدُوا مَعِي
فِي
مُلْكِ
أَرْتَحْشَسْتَا
الْمَلِكِ مِنْ بَابَِلَ.”

أي أن عزرا قاد مجموعة صغيرة من المسبيين إلى أورشليم، وكان هذا في أثناء حكم الملك أرتحشستا

و أعطى عزرا تعداد في إصحاح 8 غير ذاك الموجود في إصحاح 2، تعداد آخر لا علاقة له بالموجود في الإصحاح الثاني.

 

إذن وصلنا إلى أن عزرا لم يكن هو صاحب التعداد المذكور في الإصحاح الثاني، لأن هذا التعداد تم قبل تحرك عزرا إلى أورشليم بأكثر من سبعين سنة، كما أنه لم يكن بقيادته.

 

إذن من أين حصل عزرا على هذا التعداد؟؟؟

هذا التعداد كان موجودا في الوثائق العبرية لدي اليهود







[2]

و من الواضح أن هذا التعداد قام به زربابل أو أي من القادة أو الشيوخ أو الكهنة، وتم حفظه في بابل، لدي اليهود الباقين فيها ولم يعودوا لأورشليم.

ومن هناك حصل عليه عزرا،أثناء وجوده في بابل، ونقله في سفره بإرشاد من الرب.

 

حتى الآن لا توجد أي مشاكل، سوي الخلط الذي يحدث لبعض المُفسرين، بين التعداد الذي تم للعائدين من السبي إلى أورشليم بقيادة زربابل، قبل عزرا بعشرات السنوات
538 ق.م
(وهذا هو التعداد الذي لم يتم بواسطة عزرا، وموجود في الإصحاح الثاني من سفر عزرا)، وبين التعداد الذي قام به عزرا للعائدين في المرحلة الثانية بقيادته عام
457/458ق.م،
(فرق أكثر من 70 عام)

 

ننتقل إلى نحميا..

متى عاد نحميا إلى أورشليم؟؟؟

عاد نحميا إلى أورشليم في

السنة ال20 لأرتحشستا
الملك، أي حوالي عام

445/444 ق.م





[3]

(نحميا2: 1)”

وَفِي شَهْرِ نِيسَانَ فِي السَّنَةِ الْعِشْرِينَ لأَرْتَحْشَسْتَا الْمَلِكِ

.
كَانَتْ خَمْرٌ أَمَامَهُ فَحَمَلْتُ الْخَمْرَ وَأَعْطَيْتُ الْمَلِكَ. وَلَمْ أَكُنْ قَبْلُ مُكَمَّداً أَمَامَهُ.”

 

وبعدما عاد، نقرأ في الإصحاح السابع من سفر نحميا:

(نحميا7: 5،7)”

فَأَلْهَمَنِي إِلَهِي أَنْ أَجْمَعَ الْعُظَمَاءَ وَالْوُلاَةَ وَالشَّعْبَ لأَجْلِ الاِنْتِسَابِ. فَوَجَدْتُ سِفْرَ انْتِسَابِ الَّذِينَ صَعِدُوا أَوَّلاً وَوَجَدْتُ مَكْتُوباً فِيهِ: – ا


لَّذِينَ جَاءُوا مَعَ زَرُبَّابَِلَ

: يَشُوعُ نَحَمْيَا عَزَرْيَا رَعَمْيَا نَحَمَانِي مُرْدَخَايُ بِلْشَانُ مِسْفَارَثُ بِغْوَايُ نَحُومُ وَبَعْنَةُ. عَدَدُ رِجَالِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ.

 

أن الله ألهم نحميا بأن يدون تعداد الناس، وفي نفس الوقت أرشده الرب إلى قائمة تحتوي هذه القائمة على أعداد من خرجوا في المرحلة الاولى بقيادة زربابل عام

538/537 ق.م

 

هنا تظهر الإشكالية، فبمقارنة القائمة التي أوردها عزرا مع القائمة التي أوردها نحميا، قد أوردا حوالي 33 عشيرة مع أعدادهم، هناك اختلاف في أعداد 14 عشيرة من هذه العشائر.

فمن أين جاء هذا الغختلاف؟ ومن المفترض أن عزرا ونحميا يدونان نفس التعداد؟؟؟

 

حدث التعداد للمسبيين الراغبين في العودة إلى بلادهم، كتعداد أولي، لإدراك كم من الأفراد سيعودون، لرسم خطوط خارجية لكيفية العودة إلى بلادهم
(وهذا كان الهدف من التعداد المبدأي الذي تم عمله في بابل قبل التحرك في طريق العودة إلى أورشليم ويهوذا حيث أن العودة ستكون محفوفة بالمخاطر، ويجب ان يعدوا العدة لرحلة العودة هذه، فكان يجب إدراك عدد المنضمين لهذه الرحلة)

وتم ترك القائمة الأساسية في بابل، ومنها نقل عزرا ما كتبه في إصحاحه الثاني من سفره..

ولكن قام بعض الأشخاص بعمل نسخ من هذه القائمة الأولية، وأخذوها معهم حتى وصلوا لأورشليم، وهناك قاموا بعمل تعديل على نسخة من نسخ قائمة التعداد التي تركوها في بابل، لإحصاء العدد الفعلي الذي وصل إلى أورشليم.

ومن هنا ظهر الإختلاف بين القائمتين، لماذا؟؟

 

استغرقت التجهيزات للرحلة والرحلة نفسها ما يقرب من عام







[4]






.

فماذا يمكن أن يحدث للتعداد المبدأي خلال هذا العام


(من بداية التجهيزات، حتى الوصول لأورشليم ويهوذا)؟؟؟

 

أحداث تؤدي إلى نقص عدد المُسجلين في العشائر:

1-
         


مات أشخاص من الذين دونوا أنفسهم في القائمة الاولية التي نقل منها عزرا، وبالتالي حذفوهم من القائمة في التعديلات.

2-
   


تراجع بعض الأشخاص عن رغبتهم في العودة إلى أورشليم لأي سبب من الأسباب كأن يكونوا عجائز فلا يتحملوا مشقة الرحلة، أو مصالح مادية أو إجتماعية أو سياسية

 

أحداث تؤدي إلى زيادة عدد المُسجلين في العشائر:

1-
   


أن يكون بعض الأشخاص عدلوا عن رفضهم للعودة، وانضموا للشعب أثناء رحلة العودة، ولكن تم هذا بعد أن كُتبت قائمة التعداد، فلم يُذكر عددهم في القائمة الاولية، ولكن ذُكر عددهم في القائمة المُعدّلة في أورشليم ويهوذا
(وهذا الوضع نسبة حدوثة كبيرة جدا)

 

وهذا هو السبب في أن تجميع الأعداد في القائمة التي أوردها عزرا هو 29818 في حين أن تجميع الأعداد التي أوردها نحميا هو 31089

أي أن التعديلات التي تم عملها بعد الوصول لأورشليم، غلب عليها طابع الزيادة عن القائمة الاولية التي تم تدوينها في بابل.

وهذا هو سبب الإختلاف في أعداد 14 عشيرة بين القائمة التي أوردها عزرا، والقائمة التي أوردها نحميا.

و بالطبع نعرف أن الله هو الذي أرشد نحميا للوصول لهذه القائمة المُعدلة، لأن الله هو الذي ألهم نحميا بالتعداد.

 

قد يقول شخص

: وما أدراك بأن نحميا نقل من نسخة غير تلك التي نقل منها عزرا؟؟؟

إثبات هذا الموقف بسيط، بالمقابلة المتأنية بين القائمتين، ستجد أن هناك اختلاف في الأسماء كما سنوضح الآن:

 

(عزرا2: 18)”
بَنُو
يُورَةَمِئَةٌ وَاثْنَا عَشَرَ.”

(نحميا7: 24)”
بَنُو
حَارِيفَمِئَةٌ وَاثْنَا عَشَرَ.”

يورة وحاريف هما اسمان مختلفان لنفس الشخص







[5]








،
وبكل وضوح، لم يكن الاسم حاريف موجودا في القائمة التي نقل منها عزرا.

كما أنه لم يكن الاسم يورة موجودا في القائمة التي استخدمها نحميا.

 

(عزرا2: 44)”
بَنُو قِيرُوسَ بَنُو
سِيعَهَابَنُو فَادُونَ”

(نحميا7: 47)”
بَنُو قِيرُوسَ بَنُو
سِيعَابَنُو فَادُونَ”

سيعا
sia
، وسيعها
Siaha

هما هجاءان مختلفان (شكلين مختلفين للاسم)





[6]




، وبكل وضوح نكتشف أن الهجاء سيعها هو الذي كان مدونا في في القائمة التي كان ينقل منها عزرا، أما الهجاء سيعا، فهو الذي كان موجودا في القائمة التي استخدمها نحميا.

 

(عزرا2: 20)”
بَنُو
جِبَّارَخَمْسَةٌ وَتِسْعُونَ.”

(نحميا7: 25)”
بَنُو
جِبْعُونَخَمْسَةٌ وَتِسْعُونَ.”

جبار، وجبعون.. اسمان مختلفان لنفس الشخص







[7]






، الاسم جبار هو الذي كان موجودا في القائمة التي نقل منها عزرا، أما الاسم جبعون فهو الذي كان موجودا في القائمة التي نقل منها نحميا.

 

(عزرا2: 24)”
بَنُو
عَزْمُوتَ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ.”

(نحميا7: 28)”

رِجَالُ
بَيْتِعَزْمُوتَ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ.”

في القائمة التي استخدمها عزرا، كان مكتوب بنو عزموت، أما في القائمة التي استخدمها نحميا، كان مكتوب فيها: رجال بيت عزموت.

 

يتضح لنا من الأدلة السابقة، المتمثلة في: المغايرات في الأسماء وفي التعبيرات، أن القائمة التي استخدمها عزرا، غير القائمة التي استخدمها نحميا، ولذلك نحن نقول بأن عزرا نقل من قائمة مبدئية تم عملها بواسطة زربابل أو أحد القادة في عام 538 ق.م، أما نحميا فقد نقل من قائمة قد قام العائدين بتدوينها بعد وصولهم لأورشليم، كما سبق وقلنا.

 

يظهر لنا سؤال وهو:

لماذا حدث التعديل في أعداد 14 عشيرة فقط ولم يحدث في جميع العشائر ال 33؟

 

للتوصل لسبب هذا التعديل الجزئي، يجب أن ندرك كيفية عمل التعداد..

التعداد الذي تم في بابل، كان تعداد مشهور، نظرا لأن مرسوم الملك كورش قد وصل لمسامع الجميع، لأنه مرسوم ملكي، ومع وصول هذا النبأ بالمرسوم، وصل معه نبأ التجمع للتعداد، فتجمع الأفراد للتعداد بشكل واسع وشامل، ولكن عندما وصلوا إلى بابل، فكيف سيتمكنوا من عمل تعداد؟؟ هناك طريقتين لذلك:

الطريقة الاولى:

أن يأتي الأفراد إلى مكان محدد لتدوين أسمائهم وأعدادهم وبياناتهم

الطريقة الثانية

: أن يمر شخص ما على جميع العائلات والعشائر لكي يجمع أعدادهم وبياناتهم

و في الحالتين ستوجد عدة مصاعب بسبب:

إن كان الناس يتوجهون لمكان معين لأداء هذا التعداد، فقد يكون مقر التعداد بعيد عن سكنى عشائر معينة أو أفراد معينين، فبالتالي لم يتمكنوا من تعديل تعدادهم.

أما إن كان هناك من يمر على العائلات ليقوم بتعديل التعداد، فقد يصعب على هذا الشخص الذي يمر، بأن يذهب لجميع العشائر لتعديل التعداد.

من هنا نفهم كيف لم يحدث التغيير في تعداد جميع العشائر، بل حدث في بعض العشائر فقط (14 عشيرة).

 

سؤال آخر:

لماذا بعد التعديلات في الأعداد بقي المجموع النهائي للقائمة المُعدلة التي أوردها نحميا كما هو 42360 بدون تعديله؟؟

(نحميا7: 66)”
كُلُّ الْجُمْهُورِ مَعاً أَرْبَعُ رَبَوَاتٍ وَأَلْفَانِ وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ”

هذا الرقم
(42360)يبدو أن الناس حفظوه من التعداد الأول، وانتشر هذا الرقم بشكل كبير، فبالإضافه لوجوده في قائمة عزرا
(التي وجدها في بابل)، فهو موجود في القوائم التي تناقلها الناس ووصلت لنحميا، وهي موجودة أيضا في الكتاب الأبوكريفي المُسمى
1Esdras
في الفصل رقم 5، والعدد 41 يقرأ الآتي:

1 Esdras 41
So of Israel, from them of twelve years old and upward, they were all in number
forty thousand, beside menservants and womenservants
two thousand three hundred and sixty.

أي أن هذا الكتاب الأبوكريفي يُسجل العدد الإجمالي 42360

إذن نستنتج من هذا أن جميع القوائم التي تداولها الأفراد







[8]






كانت تنتهي بنفس الرقم الإجمالي الذي ذكره عزرا في القائمة التي وجدها في بابل، بغض النظر عن التعديلات التي كانوا يقومون بها في هذه القائمة. وهذا يجعلنا نفهم أن هذا الرقم الإجمالي تُرك كما هو ولم يلمسه أحد للتدليل على أن هذا هو تعديل مُلحق للتعداد الذي تم في بابل.

لأنه بكل سهولة، أي شخص سيقوم بعمل تعديل في الأعداد الموجوده في القائمة، سيعرف بلا شك أن هذا التغيير سيؤثر على المجموع الكُلي المذكور في نهاية القائمة، ولكنهم تركوه لشهرة قائمة بابل به
(أي أنه متروك لكي يخبروا الناس أن هذا التعداد المُعدل هو تعديل للقائمة الأصلية لتعداد العائدين مع زربابل التي اشتهرت بوجود هذا الرقم 42360 في نهايتها)

أي أن هذا العدد أُعتبر العلامة المُسجلة للقائمة التي تم إحصاءها في بابل.

فلو كانوا محوا هوية التعداد الذي تم في بابل، فكيف سيتمكنوا من معرفة الفرق بين الأصل والتعديل؟؟؟

 

والآن ننتقل إلى الجزء الثاني من البحث:

وهو أن كل من عزرا ونحميا أوردا بعض الأعداد ومجموع كل منهما لم يصل إلى العدد المذكور في نهاية الإصحاح:

(عزرا2: 64)”
كُلُّ الْجُمْهُورِ مَعاً اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ
“

في حين أن عزرا أورد مجموعة من الأعداد مجموعها 29818 وليس 42360

وفي
(نحميا7: 66)”

كُلُّ الْجُمْهُورِ مَعاً أَرْبَعُ رَبَوَاتٍ وَأَلْفَانِ وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ”

ولكن الأعداد التي أوردها نحميا مجموعها 31089 وليس 42360

 

بكل بساطة، لقد شمل هذا التعداد كل من هم فوق سن 12 عام من الذكور فقط ولم يشمل الإناث..

أي أن في سفر عزرا، العدد 29818 هو عدد الذكور فقط الذين تجاوزوا سن 12 عام، ولكن عند إضافة النساء والأطفال لهذا العدد أصبح 42360

ونفس الوضع في سفر نحميا
(مع ملاحظة ما سبق وقلناه عن ثبات الرقم 42360 في جميع القوائم)

ونلاحظ أن عدد الرجال كان أكثر من عدد النساء والأطفال، وهذا يشير إلى قسوة الحياة في اثناء هذا السبي، وهذا ما جعل الرجال فقط هم من احتملوا الظروف القاسية، أما عدد النساء والأطفال فتناقص لعدم قدرتهم على الاحتمال، وتوفى منهم العديد.







[9]

 

ما الذي جعلنا نقول بأن التعداد كان يشمل الذكور فقط؟؟

لأن الكتاب عندما أراد أن يذكر النساء، ذكرهم بالتفصيل وليس بضمهم لكلمة أبناء كما نقرأ في:

(عزرا2: 65)”
فَضْلاً عَنْ عَبِيدِهِمْ
وَإِمَائِهِمْفَهَؤُلاَءِ كَانُوا سَبْعَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ وَلَهُمْ مِنَ الْمُغَنِّينَ
وَالْمُغَنِّيَاتِمِئَتَانِ.”

وفي (نحميا7: 67)”
فَضْلاً عَنْ عَبِيدِهِمْ
وَإِمَائِهِمِالَّذِينَ كَانُوا سَبْعَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ. وَلَهُمْ مِنَ الْمُغَنِّينَ
وَالْمُغَنِّيَاتِمِئَتَانِ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ.”

 

هل تلاحظ معي هنا كيف فصل بين الذكور والإناث؟؟؟

ولكن في القائمة نفسها بخصوص العشائر، لم يشر إلى هذ1ا التفصيل، وبالتالي ندرك أن المقصود هم الرجال.

وللتدليل على هذا الكلام، نلاحظ سلوك الوحي المقدس في سرد التعدادات في مختلف الاماكن:

(خروج12: 37)”
فَارْتَحَلَ بَنُو اسْرَائِيلَ مِنْ رَعَمْسِيسَ الَى سُكُّوتَ نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ الْفِ مَاشٍ مِنَ الرِّجَالِ

عَدَا الاوْلادِ

.”

لقد تم حساب الرجال فقط دون الاولاد، وأُعطى تعداد للرجال فقط.

ونقرأ في:

(متى14: 21)”
وَالآكِلُونَ كَانُوا نَحْوَ

خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُلٍ مَا عَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ
.”

ولكن بمقارنة نفس التعداد في بقية الأناجيل تجد الآتي:

(مرقس6: 44)”
وَكَانَ الَّذِينَ أَكَلُوا مِنَ الأَرْغِفَةِ نَحْوَ

خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُلٍ
.”

(لوقا9: 14)”
لأَنَّهُمْ كَانُوا نَحْوَ

خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُلٍ
“

هذه الأعداد الثلاثة تصف نفس الحدث،و تجد أن كلمة خمسة آلاف رجل، لا يُقصد بها الذكور والإناث، ولكن قُصد بها الذكور فقط، كما يتضح بمقابلة هذه الأعداد.. أي أن التعداد كان للرجال، بدون النساء والاطفال.

وهذا هو نفس الوضع في قائمتي تعداد عزرا ونحميا.

 

كما أننا نلاحظ، أن افتتاحيه القائمتين تبدأ بالآتي:

(عزرا2: 2)”
الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ زَرُبَّابَِلَ: يَشُوعُ نَحَمْيَا سَرَايَا رَعْلاَيَا مُرْدَخَايُ بِلْشَانُ مِسْفَارُ بَغْوَايُ رَحُومُ بَعْنَةَ.

عَدَدُ رِجَالِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ
.”

 

(نحميا7: 7)”
الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ زَرُبَّابَِلَ: يَشُوعُ نَحَمْيَا عَزَرْيَا رَعَمْيَا نَحَمَانِي مُرْدَخَايُ بِلْشَانُ مِسْفَارَثُ بِغْوَايُ نَحُومُ وَبَعْنَةُ.

عَدَدُ رِجَالِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ
.”

كل من القائمتين، قائمة عزرا، وقائمة نحميا.. تبدأ بإفادة أن هذا التفصيل هو تفصيل لأعداد الذكور (اكبر من سن 12) من كل عشيرة.

ولكن تم إضافة مجموع النساء والاطفال على هذا التعداد لنجد أن إجمالي التعداد وصل في النهاية إلى 42360 فرد (ذكور وإناث وربما معهم الأطفال)

 

يمكنك تشبيه التعداد الذي حدث والتعديل عليه، بالتعداد الذي يحدث في جميع بلاد العالم، فقد يمر عليك أفراد ليجمعوا عنك وعن أسرتك معلومات، أو قد تذهب أنت انت إلى السجل المدني لأداء هذه المهمه، ولا يمكن أن يوجد ما يُسمى بالتعداد النهائي، ولكن التعداد يتغير بشكل مستمر.

 

نقاط يجب أن نتذكر ها:

1-
         


عزرا ونحميا، لم يقوما بعمل أي تعداد بأنفسهم، ولكن كل منهم نقل التعداد الذي أورده من قائمة وجدها.

2-
   


القائمة التي نقل منها عزرا هي قائمة عبرية تم عملها حوالي عام 538 ق.م وكانت محفوظة في بابل حيث وجدها هناك عزرا ونقل منها

3-
   


القائمة التي نقل منها نحميل، هي قائمة مُعدلة ، أي أنها قائمة إحتوت تعديلات على القائمة الأولية المحفوظة في بابل، وهذه القائمة التي نقل منها نحميا هي قائمة تم عمل التعديلات فيها بعد الوصول لأورشليم ويهوذا.

4-
         


ذكرنا أسباب حدوث هذا التعديل على القوائم وطرق عمل التعداد.

5-
   


تكلمنا عن سبب اختلاف الأعداد التي أوردتها كل قائمة عن الرقم الكلي المكتوب في نهاية كل قائمة وقلنا لأن الأعداد في متن القائمة كانت أعداد الذكور فوق 12 سنة، ولكن عند إضافة النساء والأطفال لهم وصلوا إلى العدد 42360

6-
   


تكلمنا عن سبب ثبات المجموع النهائي 42360 بالرغم من عمل تعديلات على القائمة، وذلك لأن العدد 42360 تم اعتباره هو المُميز للقائمة التي تم عملها في بابل، وبالتالي تُرك ليكون بصمة واضحة للقائمة الأصلية لكي يتم إدراك الاختلاف بين القائمة الأصلية
(ذات المجموع الاولي)وبين التعديل.

---