بكة هل هى مكة؟

يقول المعترض أن بالمزمور 84 من سفر المزامير ذُكر إسم “بكة” أي “مكة” مشيراً إلى مكة المكرمة!

مز 84: 6عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعا.ايضا ببركات يغطون مورة

ويقول المعترض أن كلمة بكاء تحرّيف في ترجمة الفانديك وإستشهد بالترجمات الإنجليزية والإسبانية حيث يقول أن الكلمة هي “بكة” وليس “وادي البكاء”!

 

الرد:

هنا يظهر الجهل اللغوي وقواعد النطق باللغة الإنجليزية

ماذا يقول النص الإنجليزي:

PSA-84-6: Who passing through the
valley
of
Baca
make it a well; the rain also filleth the pools

وهنا أسأل أي طالب مستجد في اللغة الإنجليزية، كيف تكتب كلمة “بَكّة” بالإنجليزية؟

لو سألنا طفل في كي جي تو سيقول، تكتب هكذا: “
Bakkah
” أليس كذلك؟

وهناك خطأ فادح آخر وقع فيه المعترض: حيث ان كلمة “بَكّة” تقلب “مَكّة” في اللغة العربية فقط، حسب اللهجة، وهذه ليس لها علاقة بالإنجليزية! فنجد أن أهل المغرب ينطقوها “مقة” وليس “مكة”، وأهل جنوب العراق والشام ينطقوها “بَكّة”! فما علاقة اللهجات العربية بالنص الإنجليزي، حيث أن مكة عندما تُترجم للإنجليزية تكتب هكذ “
Mecca
” وليس “
Ba/ca
“.

 

هنا يظهر جهل المعترض بقواعد اللغة العربية والإنجليزية أيضاً

ونرى أن المعترض تجاهل تماماً، النص العبري

PSA-84-6
:
אַשְׁרֵ
֣
י אָ
֭
דָם עֹֽוז־לֹ
֥
ו בָ
֑
ךְ מְ
֝
סִלֹּ
֗
ות בִּלְבָבָֽם׃

בּכא
الكلمة العبرية,
bâkâbaw-kaw

والتي معناها

A primitive root; to weep; generally to bemoan: – X at all, bewail, complain, make lamentation, X more, mourn, X sore, X with tears, weep

والتي تُعني: “البلسان” وهو نوع من الأشجار وهذا البلسان يحصلون عليه بجرح الشجرة بفأس فيخرج العصير من قشرتها فيتلقونه في أوانٍ خزفية.

والكلمة الأصلية وادي البكا= تشير كلمة البكا إلى البكاء فعلاً وقد تعني شجرة البلسان وهذا البلسان يستعمل كدواء للأمراض والجروح (أر22: 8).

لذلك إستخدمت كلمة “وادي البكاء ” كترجمة لكلمة “بكا” أو “
Ba/Ca
” التي تترجم أيضا “البلسان”

وهناك عدة تراجم تؤكد نفس المعنى:

الترجمة الكاثوليكية: إذا مروا بوادي البلسان جعلوا منه ينابيع وباكورة الأمطار تغمرهم بالبركات

ترجمة كتاب الحياة: وإذ يعبرون في وادي البكاء الجاف، يجعلونه ينابيع ماء، ويغمرهم المطر الخريفي بالبركات.

الترجمة المشتركة: يعبرون في وادي الجفاف، فيجعلونه عيون ماء، بل بركا يغمرها المطر

الفاندايك: عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ

هذا كان إثبات جهل الزغلول بقواعد اللغة العربية والإنجليزية!

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ف فرائض ض

 

لننتقل إلى نقطة أخرى، والسؤال الهام, أين هذا الوادي الذي يشير إليه المزمور؟

وادي البكاء هو طريق مؤدي لأورشليم. ولم يكن فيه آبار أولاً. فكان المسافر إلى أورشليم أثناء عبوره في هذا الوادي معرضاً للهلاك، إلا إذا حفر بئراً ليشرب، أو يحفرون حفراً لتستقبل مياه الأمطار، ويبدو أنهم حفروا هذه الحفر وتركوها تمتلئ بمياه الأمطار لمساعدة المسافرين. والكلمة الأصلية وادي البكا

 

وعندما نقرأ المزمور نلاحظ خط السير:

طوبى لاناس عزهم بك.طرق بيتك في قلوبهم.6 عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعا.ايضا ببركات يغطون مورة 7 يذهبون من قوة الى قوة.يرون قدام الله في صهيون 8 يا رب اله الجنود اسمع صلاتي واصغ يا اله يعقوب

 

هل
Baca
هي
Mecca
؟

يدعي أحيانا بأن التوراة تذكر مكة المكرمة، فكان واضحا أن هذا يحتاج لقليل من التحقق وهذا ما أود أن افعله في هذه المقالة الصغيرة.

من أين جاء هذا الادعاء؟؟

في سورة مكة (96: 3) تعطي الاسم
Bakkah

إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ

ومن المزمور (84: 5، 6)

5 طوبى لاناس عزهم بك. طرق بيتك في قلوبهم.

6-عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعا.أيضا ببركات يغطون مورة

7 يذهبون من قوة إلى قوة. يرون قدام الله في صهيون

 

أو بلهجة وترجمة أخري

هنيئا للمقيمين في بيتك، هم علي الدوام يهللون لك، هنيئا للذين عزتهم بك، وبقلوبهم يتوجهون أليك. يعبرون في وادي الجفاف فيجعلونه عيون ماء، بل بركا يغمرها المطر ينطلقون من جبل إلي جبل ليروا أله الآلهة في صهيون.

 

هذان الأقتباسان أخذا معا لتوضيح ضمنا أن المزمور يتحدث عن جعل الحج إلي مكة. وأحد الأمثلة البارزة هو مقالة

Dr. M S M Saifullah

ولكن الجدل والحجة تم من خلال العديد من المتحدثين المسلمين ومنهم الدكتور جمال بدوي

هل هذا الادعاء مبرر؟؟

هناك عدة أسباب توضح لماذا هذا الادعاء غير مثبت ومدعم، حتى بغض النظر عن أعمال علمية، بنظرة سريعة علي المزمور نفسه تجعل الموقف واضح تماما.

يركز المزمور بأكمله علي ملجأ الله (مسكنه) – أي هيكل سليمان- وكيف أن الكاتب يحب أن يقضي وقته هناك

وهذا المزمور لبني قورح. ودليل داخلي يشير إلي أن هيكل سليمان هو المقصود هو انه كتب بعد بناء الهيكل بواسطة سليمان

ولأن المزمور يركز علي مسكن الله (الهيكل) وجد بالمزمور العديد من الجمل التي توضح ملامح هذا المسكن، لتقييم الادعاء بأنه مكة أم لا.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس د داتان ن

 

1- ما أحلى مساكنك يا رب الجنود.

2- العصفور أيضا وجد بيتا والسنونة عشّا لنفسها حيث تضع افراخها مذابحك يا رب الجنود ملكي والهي

3- طوبى للساكنين في بيتك أبدا يسبحونك. سلاه

4- يذهبون من قوة إلى قوة. يرون قدام الله في صهيون

5- اخترت الوقوف على العتبة في بيت الهي على السكن في خيام الأشرار.

 

وتعد هذه النقاط بشدة ضد الادعاء.

أولا (أنا منفتح إلي التصحيح علي النقاط)، فأنا لا اعتقد أن المسلمين يتقبلوا فكرة أن الله يسكن في الكعبة. أنا لست مدرك لهذه الطريقة في التفكير لدي الإسلام، ومن ناحية أخري أن التوراة نوهت وأشارت كثيرا إلي أن الهيكل في أورشليم كمسكن لله، علي الرغم من أن الله غير محدود.

ملوك الأول (8: 27)

 

ولكن هل تسكن يا الله حقا علي الأرض.؟ حتى السماوات وسماوات السماوات لا تتسع لك، فكيف هذا الهيكل الذي بنيته لك؟

 

هذا يجعل من الواضح أن فكرة سكن الله في الهيكل هي رمزية وان غير محدود لمبني أو حيز واحد، ومع ذلك فهي توضح أن هذه الطريقة من التفكير ذكرت في التوراة

 

ثانيا: أنا لا اعرف أي مذبح هذا الذي ذكر وأعطي شهرة وأهمية في الكعبة؟ بينما المذبح كان عنصر مكمل من المعبد وبعد ذلك معبد القدس ضروري لنظام الذبائح والمحرقات والقرابين الذي وضعه الله. ملوك الاول (64: 8)

 

ثالثا: الكعبة فارغة وبالتأكيد لا يسكنها أحد. لكن المزمور يشير إلي هؤلاء الذين يسكنون في بيت الله

هذا لا يعطي معني إلا لمعبد القدس الذي كان عنده الغرف والمخادع الداخلية. أخبار الأيام الأولي (28: 11، 12) للكهنة واللاويين وكل من يقومون بالعمل لخدمة هيكل الرب

 

رابعا: الحجاج أو قاصدي بيت الرب في المزمور لم يكونوا في طريقهم إلي مكة لأنهم كانوا متوجهين لصهيون. وجبل صهيون هو أحد التلال الموجودة في أورشليم، وغالبا ما يستخدم التوراة كلمة صهيون كمرادف لكلمة أورشليم (القدس) (_أشعياء 2: 2)

 

وهذه النقطة هي الأقوى بفحص الكلمة المستخدمة في المزمور بمعني (
pilgrimage
) أو حج.

فيمكننا نتوقع أن الكلمة العبرية ترجمت هنا
pilgrimage
لتكون مشابهة للحج العربي
Hajj
.

في الحقيقة هذا لم يحدث. فالكلمة العبرية الوحيدة المشابهة التي استطعت أن أجدها هي
Hag
، والتي غالبا ما تترجم كاحتفال
Festival
، ولذلك تبدو لي بعض الشيء قريبة من
Hajj
أي الحج العربي.

 

الكلمة العبرية المستخدمة في المزمور لها اصل مختلف جدا عن هذا وهي تترجم عادة

هل تبحث عن  الكتاب المقدس يسوعية كاثوليكية عهد قديم سفر المزامير 75

ك ’ طريق ‘ أو ’ طريق سريع ‘ هكذا يبدوا أن العبارة تترجم بشكل حرفي مثل القول في الإنجليزية أولئك.. الذين وضعوا قلوبهم علي الطريق السريع، بمعني الطريق الذي يجب أن يأخذوه للوصول للقدس، لذلك حتى أفكار الحج في التوراة تختلف تماما عن التي في القرآن فلا يمكن أن نساويها ببساطة بفريضة الحج.

 

خامسا: لا يوجد وظيفة معروفة بحارس الباب (بواب) في الكعبة مع أنها وظيفة رسمية في معبد القدس. (ملوك الثاني 25: 18)

 

ماذا إذن المقصود ب
Valley of Baca
؟

Baca
ترجمت إما إلي ’ البكاء ‘ أو ’ أشجار بلسم‘ (الذي ينمو في الأماكن الجافة). ومن الممكن أن تكون مكان حقيقي. في كلا الحالتين فهي والوادي الذي مر فيه الحجاج

 (القاصدين مسكن الله) أثناء رحلتهم. البديل عن ذلك، يمكن أن يكون رمزيا. في هذا التفسير، حتي الأماكن القاحلة التي يمر خلالها الحجاج أثناء رحلتهم تتحول تكتسب الحياة من خلال مرحهم وبهجتهم المتوقعة لقربهم من المكان المراد. في كل الحالات مقصدهم هو القدس كما أثبت ذلك ببقية المزمور. فكيف ان يهود يعيشون في اسرائيل وفي طريقهم القدس يأخذون هذا المنعطف الضخم خلال مكة؟؟

مهما تكون خاتمتنا للهوية الحقيقية ل
Valley of Baca
أعتقد أنني أوضحت لكم جيدا أن الرابط الوحيد بين
Baca
في المزمور و
Bakkah
في القران هو مجرد تشابه سطحي في الاسم. وتشير التفاصيل الأخرى حول الموقع أنه من البعيد والغير وارد تطابق الاثنان.

 

وبما أن هذه هي الحالة، فلماذا نحن لا نربط
Bakkah
المذكورة في القران بأي مكان أخر له نفس التشابه في الاسم، واليكم جزء اقتبس من المقالة المذكورة سابقا

 

.. غالبا ما نجد هذه الكلمة في أسماء مرتبطة بالأنهار والوديان مثل
Wadi al- Baka
في منطقة سيناء &
Baca
تطلق علي وادي في منطقة الجليل.

 

مما يعني وجود أماكن أخري لها أسماء مشابهة فلماذا أذن لم نسمع الناس يدعون أن القران يشير إلي هذه الأماكن؟؟ هذا يبدو لي أن هناك التزام مسبق من ناحية البعض لإيجاد دليل علي القرآن من التوراة، فهذا إذا وجد يقوي الادعاء بأن القران بأكمله إيحاءات الله السابقة. مع ذلك، في هذه الحالة، لا يمكن أن يكون إداعاء مثبت ومقبول.

وهكذا يتضح أن
Baca
في التوراة لا يمكن أن تكون
Bakkah
التي في القرآن.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي