مكه ووادى البكاء


القمص مرقس عزيز خليل

يقول المعترض (ان المزمور 84 في الترجمه الأنجليزيه يقول” طوبي لمن ملأ حبك قلبه واشتاق الي حج بيتك في وادي مكه”. ويقول ان الترجمه العربيه حرفت النص الي” طوبي لأناس عزهم بك,طرق بيتك في قلوبهم عابرين في وادي البكاء “.. ويضيف: أن وادي البكاء أسم علم، واسم العلم لا يترجم، فهل عندما نترجم الأسماء نحولها من وادي مكه الي وادي البكاء، فهل التغيير مقصود أم لا؟ وفي الترجمه الأنجليزيه وادي بكه والمقصود هي مكه.

 

اننا نورد نص اَلْمَزْمُورُ الرَّابِعُ وَالثَّمَانُونَ لإِمَامِ الْمُغَنِّينَ عَلَى الْجَتِّيَّةِ. لِبَنِي قُورَحَ. مَزْمُورٌ

” مَا أَحْلَى مَسَاكِنَكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ. تَشْتَاقُ بَلْ تَتُوقُ نَفْسِي إِلَى دِيَارِ الرَّبِّ. قَلْبِي وَلَحْمِي يَهْتِفَانِ بِالإِلَهِ الْحَيِّ. اَلْعُصْفُورُ أَيْضاً وَجَدَ بَيْتاً وَالسُّنُونَةُ عُشّاً لِنَفْسِهَا حَيْثُ تَضَعُ أَفْرَاخَهَا مَذَابِحَكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ مَلِكِي وَإِلَهِي. طُوبَى لِلسَّاكِنِينَ فِي بَيْتِكَ أَبَداً يُسَبِّحُونَكَ. سِلاَهْ. طُوبَى لِأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ. عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ. يَذْهَبُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ. يُرَوْنَ قُدَّامَ اللهِ فِي صِهْيَوْنَ. يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ اسْمَعْ صَلاَتِي وَاصْغَ يَا إِلَهَ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ. يَا مِجَنَّنَا انْظُرْ يَا اللهُ وَالْتَفِتْ إِلَى وَجْهِ مَسِيحِكَ. لأَنَّ يَوْماً وَاحِداً فِي دِيَارِكَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ. اخْتَرْتُ الْوُقُوفَ عَلَى الْعَتَبَةِ فِي بَيْتِ إِلَهِي عَلَى السَّكَنِ فِي خِيَامِ الأَشْرَارِ. لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ شَمْسٌ وَمِجَنٌّ. الرَّبُّ يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْداً. لاَ يَمْنَعُ خَيْراً عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ. يَا رَبَّ الْجُنُودِ طُوبَى لِلإِنْسَانِ الْمُتَّكِلِ عَلَيْكَ! ” هللويا..

 

هذا هو المزمور في مجمله وتفصيله ؛ يتكلم فيه المرنم عن جمال بيت الرب ؛ واشتياقه المتواصل أن يسكن فيه أبداً.. وليس فيه ما يشير لا إلى مكَّة أو بكَّة.. هذا الموضوع قديم جديد، فقد طرحه سيادته منذ فتره وقد طرحه قبله آخرين، وكل ما فعله الدكتور زغلول هو انه نقل عنهم، وياليته نقل شيئا صحيحا ولكنه نقل ما يتفق مع افكاره ومبادئه، لقد حذف ما يضايقه من المزمور ؛ واضاف ما يراه يخدم فكره ان وادي البكاء الذي يصيرونه ينبوعا هو مكه، وأن البئر المشار إليه في المزمور هو عينه بئر زمزم التي فجرها الله تعالى في هذا الوادي القاحل لتظل حتى يومنا هذا تروى الحجيج من ملايين المسلمين الوافدين للحج والعمرة إلى البيت الذي اختاره الله ليكون قبلة المصلين وملتقى المؤمنين إلى يوم الدين. ومع احترامنا الكامل للدين الأسلامي الذي لا دخل له بالموضوع ومع محبتنا لأحبائنا المسلمون أقول ان هذا الكلام ساذج وبدون مراجع أو دلائل تدعمه ؛ وسأرد على كل هذه الأنحرافات..

 

أولاً: سرقة الآيات الكاشفه

بعض الكتاب يتناولوا كتابنا المقدس ليبحثوا فيه عن سند لأفكارهم فيتعمدون سرقة الآيات كمنهجا لهم..يسرقون الآيات التي تهدم افكارهم ؛ ولا يتجرأون على الاقتراب منها؛ فيقصونها ويخرجونها بعيداً حتى لا تزعجهم؛ وفي هذا المزمور نجد عدة سرقات مقصوده؛ حتى لا يكون المكان المقصود مصبوغ بصبغة يهودية واضحة؛ مما يسهل عليهم جريمة نقل المكان من إسرائيل إلى مكة؛ ولكنها كالعادة محاولة فاشلة؛ فتعالوا نرى سرقات الكاتب في هذا المزمور..

 

السرقة الأولى: المذابح

تم سرقة الآية الثالثة في المزمور؛ لأنها تبين بما لا يدع مجالاً للشك أن المكان المقصود هو الهيكل اليهودي؛ والآية تقول (اَلْعُصْفُورُ أَيْضاً وَجَدَ بَيْتاً وَالسُّنُونَةُ عُشّاً لِنَفْسِهَا حَيْثُ تَضَعُ أَفْرَاخَهَا؛ مَذَابِحَكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ مَلِكِي وَإِلَهِي.).

وحيث أن الكاتب يعرفا تماماً؛ أنه لا يوجد مذبح في مكة؛ بل إنه يعرف تماماً؛ أن عقيدة المذابح من أساسها لا وجود لها في الإسلام؛ فلا يقدم المسلم المحرقات لله كقرابين..ويعرف أن وجود مذبح يستدعي وجود كاهن وذبيحة أيضاً؛ وحيث أنه يعرف أنه لا كهنوت في الإسلام؛ قام بسرقة هذه المذابح من المزمور؛ لأنها تكشفه!!

في المقابل؛ يعرف أن اليهود لديهم مذبحين في الهيكل؛ ولو تركوا آية المذابح موجودة؛ فكيف (سيفبرك) كذبته؛ ولهذا وغيره؛ قاموا بسرقة هذه الآية الواضحه..

 

السرقة الثانية: مُورة

كما سرقت المذابح لأن لا وجود لها في مكة؛ تم أيضاً سرقة (موره) مكان بالقرب من وادي البكاء..ولذا دعونا نضع هنا النص كاملاً ؛ حيث يقول المزمور (طُوبَى لِأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ. عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ).. إن الآية رقم 6 في المزمور والتي هي أمله؛ هي ذات الآية التي تحمل إسم [مورة] بالقرب من وادي البكاء!! فكيف يخدر ضميره بقص الآية الواحدة فيأخذ نصفها ويحرفه؛ ويسرق النصف الآخر؟؟!!!

هل تبحث عن  بدع وهرطقات بدع حديثة شهود يهوه بدعة شهود يهوه ومشايعيهم 06

انني أسأل صاحب الأبحاث وأقول له: أين هي كلمة [مورة]؟؟!!! أنا أعرف لماذا اقتنصتها.. ولا أتعجب.. لأن المزمور يؤكدأن العابرين في [وادي البكاء] سيعبرون بمنطقة [مورة] أيضاً.. وحيث أنك تريد أن يكون وادي البكاء هو مكَّة ؛ وتعرف أن مورة في إسرائيل؛ ولا وجود لها في مكَّة ولا بالقرب منها؛ وقد أحرجتك [مورة] التي إلى جوار [وادي البكاء]؛ فقمت بأقتناصها لسهولة خدعة المظلومين من ابحاثكم.. أنها ثقافة التصفية؛ حتى ولو تعاملتم مع نص يصعب مواجهته.. تصفونه وتشفونه كما يفعل الجزار..

والآن علينا أن نحدد منطقة [مورة] التي أزعجتك وجعلتك تتخبط؛ ولم تجدوا لها من منقذ سوى إزالة النص..يقول المزمور: (عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ).

 أول لقاء لنا مع منطقة مورة في الكتاب المقدس نجده في رحلة أبينا إبراهيم حيث يقول الوحي المقدس في (تكوين5: 12-7) ” فَأَخَذَ أَبْرَامُ سَارَايَ امْرَأَتَهُ وَلُوطاً ابْنَ أَخِيهِ وَكُلَّ مُقْتَنَيَاتِهِمَا الَّتِي اقْتَنَيَا وَالنُّفُوسَ الَّتِي امْتَلَكَا فِي حَارَانَ. وَخَرَجُوا لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. وَاجْتَازَ أَبْرَامُ فِي الأَرْضِ إِلَى مَكَانِ شَكِيمَ إِلَى بَلُّوطَةِ مُورَةَ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ حِينَئِذٍ فِي الأَرْضِ. وَظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ: «لِنَسْلِكَ أُعْطِي هَذِهِ الأَرْضَ». فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ.”

يمكنك عزيزي القاريء أن تصل من هذا النص التوراتي إلى حجم الإزعاج الذي سببته منطقة مورة التي في نص المزمور للدكتور زغلول ؛ مما إضطره لإزلتها.. لأننا هنا أمام تحديد دقيق لمنطقة مورة وهي واقعة في أرض كنعان؛ وبالتحديد جوار منطقة شكيم التي هي نابلس حالياً؛ وهي منطقة مشهورة بأشجار البلوط العتيقة.. إذن فالمزمور يتكلم عن إسرائيل وليس عن السعودية.. ولهذا اقتنصها..

 كذلك نتقابل مع مورة مرة أخرى في دخول شعب إسرائيل إلى أرض كنعان.. فنجد في (تثنية29: 11و30)” وَإِذَا جَاءَ بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا فَاجْعَلِ البَرَكَةَ عَلى جَبَلِ جِرِزِّيمَ وَاللعْنَةَ عَلى جَبَلِ عِيبَال. أَمَا هُمَا فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ وَرَاءَ طَرِيقِ غُرُوبِ الشَّمْسِ فِي أَرْضِ الكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي العَرَبَةِ مُقَابِل الجِلجَالِ بِجَانِبِ بَلُّوطَاتِ مُورَةَ؟).

لقد قام ببتر منطقة مورة من المزمور؛ فهي تكشف تلاعبه.. وها هو الوحي المقدس يحددها مرة أخرى بثلاث مناطق كلها في أرض إسرائيل.. فيحددها بجبل جرزيم وجبل عيبال وكلاهما موجود حتى اليوم في إسرائيل؛ فجبل جرزِّيم يعتبر الحدود الجنوبية للوادي الذي تقع فيه مدينة نابلس؛ ويرتفع بمقدار 2849 قدماً عن سطح البحر؛ أما جبل عيبال فيواجهه من الجانب الشمالي لوادي مدينة نابلس؛ ويرتفع بمقدار 3077 قدماً عن سطح البحر.وتحدد الآيات السابقة بأن مورة في أرض كنعان؛ مقابل الجلجال؛ ونعرف تاريخ الجلجال المميز لشعب إسرائيل؛ وكيف أنها كانت مركزاً عسكرياً في بداية دخولهم لأرض الموعد.. وهي جوار مورة؛ إذن فالمزمور يتكلم عن إسرائيل وليس عن السعودية.. ولهذا اقتنصها..

 نتقابل كذلك مع مورة في سفر القضاة؛ حيث يقول الوحي المقدس “فَبَكَّرَ يَرُبَّعْلُ (أَيْ جِدْعُونُ) وَكُلُّ الشَّعْبِ الَّذِي مَعَهُ وَنَزَلُوا عَلَى عَيْنِ حَرُودَ. وَكَانَ جَيْشُ الْمِدْيَانِيِّينَ شِمَالِيَّهُمْ عِنْدَ تَلِّ مُورَةَ فِي الْوَادِي ” (القضاة1: 7).

وهنا نرى شعب إسرائيل؛ يقاتل الغزاة المديانيين في الوادي عند تل مورة؛ ويحددها الكتاب المقدس بأنها بالقرب من عين حرود؛ وعين حرود، بالقرب من جبل جلبوع ويزرعيل؛ وكلاهما في قلب إسرائيل؛ إذن فالمزمور يتكلم عن إسرائيل وليس عن السعودية.. ولهذا اقتنصها..

 إن السياق واضح في المزمور الذي يحاولون تزويره؛ فحينما يقول: (6عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ).. يعني أن العابر في وادي البكاء؛ لا بد أنه سيعبر في مورة أيضاً.. لقد كشفته مورة فحذفها؛ لأن لا وجود لها في مكة ولا بالقرب منها؛ فخدر ضميره واقتنصها فهو يعرف؛ حيث أن مورة في إسرائيل؛ فلا بد أن يكون وادي البكاء أيضاً في إسرائيل؛ فأوقع نفسه في شر جريمته..

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد جديد رسالة يهوذا الرسول 01

 

السرقة الثالثة: صهيون

بعد سرقه مذبحي المحرقة والبخور؛ ومنطقة مورة؛ فوجئ الدكتور أن أمامه جبل عاتي لا يمكن صعوده؛ وهو جبل صهيون؛ فقام ومن يفكر بأسلوبه بقص الآية التي تتكلم عنه في المزمور..فالمزمور يقول: (6عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ. 7يَذْهَبُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ. يُرَوْنَ قُدَّامَ اللهِ فِي صِهْيَوْنَ).

و هناك اقاويل عديده للخلاص من صهيون خلاصتها القول أن صهيون إسم من أسماء مكة كما ردد البعض!!! يا للعار. صهيون هي مكة؟!! أنتم في ورطة مع اليهود لو قالوا لكم إن مكَّة صيونية وتتبع لنا!! أنت تورط المسلمين يا دكتور..

 

صهيون في الكتاب المقدس

أن اسم صهيون؛ بهذه الحروف؛ قد ورد 176 مرة في الكتاب المقدس منها 7 مرات في العهد الجديد..وأقول للكاتب ولغيره ؛ لو أن اليهود أدخلوا اسم صهيون في المزمور الذي تريدون أنتم تزويره؛ فهل يا ترى أدخلوا هذا الإسم 175 مرة أخرى؟؟!!! ولماذا أدخلوه؟؟!!! وهل تعتقد أن هذه الطريقة التي تناقش بها طريقة أكاديمية سليمة في البحث؟؟!!!

إسم صهيون؛ هو اسم عبري معناه [حصن] وقد دخل إليه داود النبي وامتلكه وأطلق على ذلك الحصن؛ حصن داود أو مدينة داود [2صم7: 5؛ 1أي5: 11] وكان في البداية إسم لرابية من الروابي التي تقوم عليها مدينة أورشليم؛ ومنذ أن نقل لها داود النبي تابوت العهد [2صم10: 6-12] صارت مكاناً مقدساً ؛ ثم بعد أن أقام سليمان الملك الهيكل؛ إتسع نطاق صهيون ليشمل كل مدينة أورشليم.. [مز48؛ اش18: 8؛ 7: 18؛ 23: 24؛ يؤ17: 3؛ مي7: 4].

 

صهيون في الكتاب المقدس

وردت لفظة صهيون في الكتاب المقدس 176 مرة؛ فقد جاء بالوحي المقدس..”سَبِّحِي يَا أُورُشَلِيمُ الرَّبَّ. سَبِّحِي إِلَهَكِ يَا صِهْيَوْنُ”. (مز 147: 12)].فمن الواضح هنا أن أورشليم هي صهيون؛ ويدعوها إلى التسبيح ؛ ويؤكد الوحي المقدس حقيقة أن صهيون هي أورشليم فيقول: “حِينَئِذٍ جَمَعَ سُلَيْمَانُ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَكُلَّ رُؤُوسِ الأَسْبَاطِ رُؤَسَاءَ الآبَاءِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الْمَلِكِ سُلَيْمَانَ فِي أُورُشَلِيمَ لإِصْعَادِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ مِنْ مَدِينَةِ دَاوُدَ؛ هِيَ: صِهْيَوْنُ “. (1مل8: 1)]. فهل يا ترى اصعدوا تابوت عهد الرب الإله إلى مكة؟!.إن كلام د. زغلول يجعل لليهود إذن حق في مكة ؛ طالما صهيون هي مكة!!!.. ويقول الوحي المقدس أيضاً عن صهيون: ” لأَنَّ اللهَ يُخَلِّصُ صِهْيَوْنَ وَيَبْنِي مُدُنَ يَهُوذَا فَيَسْكُنُونَ هُنَاكَ وَيَرِثُونَهَا. ” (مز 69: 35). ويقول أيضاً: “يَفْرَحُ جَبَلُ صِهْيَوْنَ تَبْتَهِجُ بَنَاتُ يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ أَحْكَامِكَ”. (مز 48: 11). وهنا يؤكد الوحي المقدس أن صهيون تقع في سبط يهوذا.. ويؤكد مركزها الديني لديهم فيقول: “لَكَ يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ يَا اللهُ فِي صِهْيَوْنَ وَلَكَ يُوفَى النَّذْرُ”. (مز 65: 1) ويقول أيضاً: ” لَيْتَ مِنْ صِهْيَوْنَ خَلاَصَ إِسْرَائِيلَ. عِنْدَ رَدِّ اللهِ سَبْيَ شَعْبِهِ يَهْتِفُ يَعْقُوبُ وَيَفْرَحُ إِسْرَائِيلُ “. (مز 53: 6).وَتَسِيرُ شُعُوبٌ كَثِيرَةٌ وَيَقُولُونَ: «هَلُمَّ نَصْعَدْ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ إِلَى بَيْتِ إِلَهِ يَعْقُوبَ فَيُعَلِّمَنَا مِنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكَ فِي سُبُلِهِ». لأَنَّهُ ” مِنْ صِهْيَوْنَ تَخْرُجُ الشَّرِيعَةُ وَمِنْ أُورُشَلِيمَ كَلِمَةُ الرَّبِّ “. (اش 2: 3)فهنا يؤكد أن صهيون هي مركز خلاص إسرائيل وأساس العبادة لديهم؛ فمن صهيون تخرج الشريعة وكلمة الرب الحية..

وفي العهد الجديد؛ يقف التاريخ أمام السيد المسيح ؛ وهو داخل إلى مدينة صهيون في تواضعه الذي يخلب الألباب؛ فيقول الوحي المقدس: «قُولُوا لاِبْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعاً رَاكِباً عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ». (مت 21: 5). وأعتقد ان السيد المسيح لم يذهب إلى مكة مطلقاً في أيام تجسده..

ففي كل هذه الآيات الرائعة؛ وغيرها الكثير؛ لا يحتاج المرء أن يبحث عن لفظة صهيون أو مكانها؛ فهي واضحة جداً كالشمس في رابعة النهار.. وهكذا؛ مثل عشرات الآيات التي عن صهيون؛ كانت أيضاً هذه الآية التي في المزمور المراد تحريفه؛ والذي نبحث فيه؛ حيث قال الوحي: ” عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ. يَذْهَبُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ. يُرَوْنَ قُدَّامَ اللهِ فِي صِهْيَوْنَ “. (مز 84: 6و7).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ر رميا ا

لم ينتبه المعترض الي أن هذا المزمور لا يتكلم عن نبوة ستحدث في المستقبل حتى يكون المقصود منه الإسلام الذي سيظهر في المستقبل؛ وإنما يشير المزمور إلى واقع العبادة التي يمارسها اليهود في ذلك العصر وكيف أنهم يصعدون بترنم ودموع وتوبة إلى صهيون مدينة الملك العظيم.. ولكن المزور كثيراً ما يقع في الأخطاء ؛ خاصة عندما يزور في مجال يجهله أصلاً.. ولهذا أود أن نقرأ المزمور حتى ندرك جسامة الخطأ الذي وقع فيه؛ حينما ظنوا أن المزمور يتكلم عن حقبة قادمة أو أن صهيون هي مكة.

 

وادي البكاء

نصل الآن إلى نقطة هامة جداً؛ ونتساءل: إذن ؛ ما هو وادي البكاء الوارد في المزمور؟ بعد ان بطل إدعاء المعترض بأن وادي البكاء هو بكَّة؛ أو ربما صهيون هي بكَّة بذاتها؛

 ترجع تسمية وادي البكاء للقرن الخامس عشر قبل الميلاد تقريباً؛ في نهاية خدمة يشوع بن نون؛ حينما تراخى الشعب عن سماع وصية الرب وتنفيذها؛ فقال الوحي المقدس ” وَصَعِدَ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ الْجِلْجَالِ إِلَى بُوكِيمَ وَقَالَ: «قَدْ أَصْعَدْتُكُمْ مِنْ مِصْرَ وَأَتَيْتُ بِكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمْتُ لآِبَائِكُمْ, وَقُلْتُ: لاَ أَنْكُثُ عَهْدِي مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ. وَأَنْتُمْ فَلاَ تَقْطَعُوا عَهْداً مَعَ سُكَّانِ هَذِهِ الأَرْضِ. اهْدِمُوا مَذَابِحَهُمْ. وَلَمْ تَسْمَعُوا لِصَوْتِي. فَمَاذَا عَمِلْتُمْ؟ فَقُلْتُ أَيْضاً: لاَ أَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ بَلْ يَكُونُونَ لَكُمْ مُضَايِقِينَ, وَتَكُونُ آلِهَتُهُمْ لَكُمْ شَرَكاً». وَكَانَ لَمَّا تَكَلَّمَ مَلاَكُ الرَّبِّ بِهَذَا الْكَلاَمِ إِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّ الشَّعْبَ رَفَعُوا صَوْتَهُمْ وَبَكُوا. فَدَعُوا اسْمَ ذَلِكَ الْمَكَانِ «بُوكِيمَ». وَذَبَحُوا هُنَاكَ لِلرَّبِّ “.(القضاة1: 2-5)

فمن ذلك التاريخ سُمي كل هذا الوادي بإسم بوكيم؛ أي وادي البكاء؛ حيث بكى الشعب ندماً على عدم تنفيذهم لوصية الرب الإله؛ وقد كان لوادي بوكيم ذكرى خاصة لديهم؛ لأنهم فيه بكوا كأمة وكشعب؛ وليس كفرد أو مجموعة منهم..

بوكيم بالجمع نسبة للباكين فيه ؛ أو وادي البكاء كإسم كعلم للمكان كما أطلقوا عليه هذا الإسم بسبب بكائهم فيه.

 

المغالطه الكبري

يزعم د. زغلول أن وادي البكاء هو [بكَّة] وهو إسم لآخر لإسم [مكَّة]؛ وحيث أن كلمة [بكَّة] فيها حرفي ك متتاليين؛ فنطقها هكذا [بكَّة] فبها شدة لتتابع حرف الكاف مرتين؛ ولهذا؛ فإنه وجد نفسه في ارتباك وحيرة!!! فماذا يفعل؟؟!!! لأن الكلمة التي يدور حولها ويريد تزويرها ؛ ويعتمد اللغة الإنجليزية فيها؛ هي
Baca
بحرف
c
واحد فقط ؛ الذي ينطق حرف ك واحدة فقط؛ فماذا يفعل؟؟!!! قام بالتحريف؛ وأضاف من عنده حرف
c
لا وجود له ؛ ولا في أي نسخة إنجليزية أو عبرية؛ وكتبها الكاتب هكذا: ((
Becca or Bacca
)) وبالتالي هذه الكلمة التي يريد أن يدخلوها إلى كتابنا المقدس؛ لا وجود لها فيه ؛ ويمكنكم جمياً الآن مراجعة أي نسخة بالإنجليزية لمزمور6: 84.. فلن تجدوا فيه؛
Becca or Bacca
) وإنما
Baca
وذلك ببساطة لأن إسم المكان [وادي البكاء] وحرف الكاف في البكاء حرف واحد فقط ؛ ولهذا فاسم الأعلام لا يتغير ومن الطبيعي أن يكون في الإنجليزي بذات اللفظ ؛ وهو هكذا.. وكتبابنا المقدس يشهد بذلك؛ وهذه هي الحقيقة يا أحبائي.. ولو أردتم أن تتأكدوا مما أقول تستطيعون أن تفتحوا اي نسخة إنجليزية للكتاب المقدس وتتأكد أن د. زغلول يؤلف كلمة من عنده لا وجود لها في كتابنا المقدس؛ ليخدع بها قلوب البسطاء منكم..

والآن؛ أقول للمعترض: لم تكتف بسرقة المذابح من المزمور؛ ولم تكتف بسرقة منطقة مورة لأن ليس لها مكان في السعودية؛ وحاولتم اقناعنا بأن صهيون هي مكَّة؛ وغير ذلك الكثير من الأخطاء التي وقعتم فيها.. ولم تكتفوا بذلك بل ألفتم كلمة لا وجود لها في كتابنا المقدس؛ وأقمتوها علينا دليلاً!!!! سامحكم الله يا عام الأعجاز. ولعل سيادتكم قد قرأت هذا الكلام من قبل علي الأنترنت حيث قام ابناء المسيح بالرد عليكم ونحن اقتبسنا منهم لتذكيركم لعلكم لا تنسون

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي