الرب قنانى أول طريقه

(أمثال 8: 22)
«اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ مُنْذُ الْقِدَمِ.

ان كان المسيح هو الله كيف تقول النبوة عنه الرب قناني اول طريقه؟

الرد:

للمتنيح أنبا يوأنس أسقف الغربية

يقول سليمان الحكيم بروح النبوة عن المسيح: ” الرب قنانى (اقتنانى) أول طريقه من قبل أعماله منذ القدم. منذ الأزل مسحت، منذ البدء منذ اوائل الأرض. إذ لم يكن غمر ابدئت. إذ لم يكن قد صنع الأرض بعد ولا البرارى ولا أول اعفار المسكونة. لما ثبت السموات كنت هناك أنا. لما رسم دائرة على وجه الغمر. لما أثبت السحب من فوق لما تشددت ينابيع الغمر. لما وضع للبحر حده فلا تتعدى المياه تخمه لما رسم أسس الأرض، كنت عنده صانعاً ” (أم 8: 22- 30).

استعان آريوس بهذا النص الذى رأى فيه إشارة إلى ربنا يسوع المسيح، ورأى فيه ما يدل على خلقة الابن.. لكن الكلام السابق فى هذا الاصحاح يدحض زعم آريوس.

الاصحاح يتكلم عن الحكمة والمقصود الحكمة الازلية.. الرب اقتنى الحكمة الأزلية لا بمعنى انه خلقها، ولكن بمعنى أنها كانت منذ الازل ولا تزال قائمة وكائنة عنده.. وهذا التعبير لا يختلف كثيراً عن تعبير يوحنا فى فاتحة انجيله: ” فى البدء كان الكلمة، والكلمة كانت عند الله “.. والبدء الذى يشير إليه سفر الامثال هو بعينه البدء الذى يشير إليه انجيل يوحنا والمقصود هو الأزل.

وليس أدل على ذلك من انه بعد ذلك مباشرة يقول الحكيم: ” منذ الأزل مسحت ” قبل أن كانت الأرض. والأول المذكر هنا هو الأزل. والأزل ما لا بداية له فى الزمان. ولا يتصف بالأزلية إلا الله فهو وحده الأزلى. فإذا كانت الحكمة التى يتكلم سفر الأمثال عنها يشار إليها على أنها كائنة عند الله منذ الأزل. فمعنى ذلك أن الابن قائم وكائن مع الآب منذ الأزل وإلى الأبد. يقول منكرو لاهوت المسيح إنه ما دام الرب يقول: الرب اقتنانى أول طريقه فمعنى ذلك أن المسيح لم يكن أزلياً لأنه قال ” اقتنانى “.. لكن كلمة اقتنانى لا تعنى بالضرورة أن هذا الاقتناء كان حديثاً، أو كان هناك فارق زمنى بين الله وحكمته.. إن كلمة ” اقتنانى ” لا تعنى ” اوجدنى “. لكن اقتنى بمعنى حاز.

هل تبحث عن  مريم العذراء ألقاب مريم العذراء الفردوس س

حتى انها فى الترجمة الكاثوليكية ” الرب حازنى “. فكلمة اقتنى إذن تعنى حاز أو ملك أو احرز، وهى الترجمة الحرفية للكلمة بالغة العبرية. هذا اللفظ استخدمته حواء عندما ولدت قايين فقالت: ” قد اقتنيت رجلاً من عند الرب ” (تك 4: 1) وطبعاً واضح أن هذه العبارة لا تعنى أن حواء خلقت قايين، ولكن بمعنى أنه صار إبنها أى أحرزته وصار ولدها وليس غريباً عنها.

وعندما يقول الرب اقتنتنى أول طريقه، فالمعنى أن الحكمة تقول إن الرب احرزنى من الأول، منذ الوقت الذى كان فيه الله نفسه إلهاً اقتنانى من الأول منذ البدء بدون فارق زمنى. وهذا حق لأننا لا نستطيع أن نتصور الله الكلى الحكمة كان فى لحظة من الزمان خالياً من الحكمة!! إن هذه العبارة لا تزعجنا ولا تشككنا فى أزلية المسيح الإبن لأن القرينة تدل على أ، ه منذ الأزل والمعنى أن الله حكيم منذ الأزل.. ولتوكيد هذا المعنى يقول: ” قبل أعماله منذ القدم “، أى قبل الخليقة لأن الخليقة خلقت بالحكمة، أى أ، الحكمة قائمة مع الله قبل الخليقة. ” منذ الأزل مسحت “.. والمسحة تعنى التعيين.

والمسيح معناه (المعين لمهمة معينة). وحينما كان الملك أو النبى أو الكاهن يمسح أى أنه عين من الله لكى يؤدى وظيفته.. والحكمة هنا تقول: ” مسحت أى مسحت من الله أى عينت، لا بمعنى أن أحداً عينها ولكن بمعنى أن عمل الفداء، عمل الخلاص وعمل الخلق هو من اختصاص الاقنوم الثانى. وليس هناك غرابة فى اختلاف الاختصاصات فى الأقانيم. فالإنسان مثلاً يفكر ويتأمل بالعقل، لكنه يعطف ويحب ويتحنن أو يكره بالقلب. والإنسان هو هو بعينه لا ينقسم. لكن للعقل تخصص التفكير والمعرفة والعلم والقلب له تخصص التفكير والمعرفة والعلم والقلب له تخصص العاطفة والحب والحنو وارحمة والكراهية.. الخ. لكن اقنوم تخصص من دون انقسام فى الذات الإلهية.

هل تبحث عن  م المسيح المسيح حياتة ختان الطفل ل

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي