أهولة وأهوليبة

(حزقيال 23: 22) لأجل ذلك يا أهوليبة، قال السّيّد الرّب: ها أنذا أهيج عليك عشاقك: ينزعون عنك ثيابك. ويتركونك عريانة وعارية، فتنكشف عورة زناك ورذيلتك وزناك. تمتلئين سكرًا وحزنًا كأس التّحيّر والخراب. فتشربينها وتمتصّينها وتقضمين شقفها. وتجتثّين ثدييك لأنّي تكلّمتُ. فهوذا جاءوا. هم الذين لأجلهم استحممتِ. وكحّلتِ عينيك وتحلّيت بالحليّ. وجلستِ على سرير فاخر. فقلت عن البالية في الزّنا الآن يزنون زنا معها.

كيف يكون كلام مثل هذا فى الكتاب المقدس؟ وما معناه؟

 

الرد:

المقصود بأُهولة وأُهوليبة مدينتان هما السامرة عاصمة مملكة
إسرائيل، وأورشليم عاصمة مملكة يهوذا, وكانت مملكة بني إسرائيل مملكة واحدة متحدة تحت حكم ملوك إسرائيل شاول وداود وسليمان، ولكنها انقسمت بعد موت سليمان إلى مملكة شمالية عاصمتها
السامرة، وجنوبية عاصمتها أورشليم.

وكان الله قد أمر بنَصب خيمة الاجتماع (المكان الذى يحل فيه الله للعبادة) في عاصمة مملكة يهوذا وحدها، ومن هذا
نفهم لماذا أطلق الله على السامرة اسم أهولة (ومعناها في العبرية خيمتها) كما أطلق على أورشليم اسم أهوليبة (ومعناها في العبرية خيمتي فيها) فالمملكة الشمالية لم يكن فيها خيمة الله عكس المملكة الجنوبية التى كان فيها وحدها خيمة الله, وذلك قبل أن يبنى سليمان هيكل الله موضعها.

غير أن المملكتين الشمالية والجنوبية خانتا عهد الله، وهو ما يسميه
أنبياء التوراة بالزنى الروحي, وأخذت المملكتان تعبدان أوثان الممالك المحيطة بهما وخيانة الله. لذلك وبخ النبي حزقيال العاصمتين الخائنتين بكلمات تصف بشاعة ما سقطت فيها بتركها عبادة الإله الحق، فقد سقطت الدولتان إلى الدرك الأسفل.

 
كلام حزقيال النبي إذن هو عن مدينتين خانتا عهد إلههما، وليس عن

سيدتين, وتعبيرات النبي حزقيال كانت بهدف أن يدرك اليهود بشاعة ما سقطوا فيه، لأن الخيانة الروحية لا تقل فى بشاعتها عن الخيانة الزوجية.

 

ان الرب يتكلم عن (اورشليم والسامرة) فيصورها لشعب في صورة امرأتان زانيتان، اسماهما الكبيرة اورشليم واسمها في المثل (أهوليبة) ومعناه (خيمتي فيها) والصغرى هي السامرة واسمها (أهولة) ومعناه (خيمتها).

لماذا اختار الرب هذه الصورة؟؟

لانه طالما اختار صورة العريس والعروس لتصوير العلاقة بينه وبين شعبه،في العهد القديم مثلا يقول:

(اشعياء 50: 1) هكذا قال الرب اين كتاب طلاق امكم التي طلقتها

(ارميا 2: 2) اذهب وناد في اذني اورشليم قائلا.هكذا قال الرب.قد ا ذكرت لك غيرة صباك محبة خطبتك ذهابك ورائي في البرية في ارض غير مزروعة

وفي العهد الجديد (الروح والعروس يقولان تعال) (رؤيا 22: 17)

وايضا (ام تجهلون ايها الاخوة.لاني اكلم العارفين بالناموس.ان الناموس يسود على الانسان ما دام حيّا. 2 فان المرأة التي تحت رجل هي مرتبطة بالناموس بالرجل الحي.ولكن ان مات الرجل فقد تحررت من ناموس الرجل. 3 فاذا ما دام الرجل حيّا تدعى زانية ان صارت لرجل آخر.ولكن ان مات الرجل فهي حرة من الناموس حتى انها ليست زانية ان صارت لرجل آخر. 4 اذا يا اخوتي انتم ايضا قد متم للناموس بجسد المسيح لكي تصيروا لآخر للذي قد أقيم من الاموات لنثمر للّه.)(روميه 7: 1- 4)

وبدون الدخول في تفاصيل الشرح فهو يصور علاقة الشعب بالله بعلاقة الزوج والزوجة.

اذا فهذه هي الصورة المميزة والمفضلة التي يتكلم بها الرب في علاقته عن الشعب

(وهذه الصورة واضحة مثلا في كل سفر نشيد الانشاد).

في نفس الصورة يتكلم الرب في سفر حزقيال (وغيره) ان الشعب اذا ترك محبة الله وذهب وراء عبادة الالهة الاخرى يسميها الله (الزنا الروحي) ويصورها ايضا في صورة المرأة التي تركت محبة زوجها وذهبت لتزني وراء آخر.

ولهذا مثلا يقول في سفر هوشع (اول ما كلّم الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى واولاد زنى لان الارض قد زنت زنى تاركة الرب.)(هوشع 1: 2)

اذا بعد ان شرحنا الصورة التي يفضلها الله في تمثيل علاقته بالشعب، وهي علاقة الزواج التي هي في الاساس علاقة مقدسة جدا، خلق الله آدم وحواء في جنة عدن، وقال لهما (وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملأوا الارض) (تكوين 1: 28) كان هذا قبل الخطية وقبل السقوط والطرد من جنة عدن، اذا فليس في الامر خطية او دنس او نجاسة.

والله له كل الحرية والحق في ان يضرب المثل بهذه العلاقة المقدسة، سواء في نقائها وقداستها، او في استعمالها الخاطيء بالخطية والزنا. ويرجع الامر اخيرا الى نقاء ذهن المتلقي، هل هو في حالة القداسة او في حالة الزنا الروحي؟؟

 

لقد تكلم الله على لسان حزقيال الى شعب وصل في الخطية الى ابعد مدى، وفي هذه الحالة لا تستطيع ان تكلم الشعب عن حالة القداسة المطلوبة، فهو لن يفهمها، ولكن النبي تكلم بالوحي المقدس عن حالة القذارة والدناسة التي وصلها لها الشعب.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد قديم سفر المكابيين الأول الأنبا مكاريوس أسقف عام 02

ماذا حدث لك عن قراءة هذه الفقرة؟؟؟

هل خجلت، هل شعرت بالعار، هل شعرت بالتأذي والقذارة؟؟؟هذا هو المطلوب من الكلام.

اذا شعر كل انسان عند قراءة هذه الفقرة بما شعرت به، فهذه هي الخطوة الاولى للرجوع الى الرب.

في قصة الابن الضال، احتاج الامر منه ان يذهب يعيش مع الخنازير (النجسة في شريعة اليهود) ويأكل اكلها، ويشعر بمرارة ونجاسة وقذارة الحياة في البعد عن ابيه، ففكر ونظر الى نفسه وحاله، وقارن بين هذه الحالة وحالة الابن المبارك، فقرر العودة الى حالة القداسة.

 

أهولة: السامرة

أهوليبة: أورشليم ويقول النص أنهما زنيا مع كل من مصر، أشور، بابل 3: 19 وهذا ليس زنى حرفى أى معنى الزنى هو ليس مضاجعة رجل مع امرأة إنها أمة وهو زنى روحى وليس حرفى يؤخذ بالبلاغة والكناية وليس المعنى الحرفى فيقول أن الشعب زنى فالزنى الروحى عندنا أى أن الزوجة مرتبطة بزوجها وعندما تزنى تنفصل عن زوجها وترتبط بأخر. فالزنى الروحى: هو أن الأمة تركت ربنا وارتبطت بآلهة أخرى غريبة فالمقصود هو صورة مجازية تجر خيانة هذه الأمة لله الذى ارتبطت به كشعب وهذا هو المعنى الروحى الزنى الروحى: هى صيغة يستخدمها الكتاب المقدس بمعنى خيانة الرب أو العداء للرب هذه هى خلفية النص.

 

اولا: المفروض نقراء الاصحاح كامل حتى نفهم ايه المقصود

الواضح ان بيتكلم الاصحاح من عدد الاول ويقول ان امرأتان ابنتا واحدة: هما اسرائيل الاخت الكبرى (10اسباط) وبهوذا الاخت الصغرى (سبطين) وبيتكلم عنهم انهم عشقوا العباده الوثنيه فى بدء سقوطهم كان فى مصر ويكمل العدد ويقول وزنتا بمصر فى صباهما زنتا وهم تعلموا هزا فى بداياتهم راجع (حزقيال 8: 20) فحزقيال اول من كشف ان الشعب فى مصر تعلم العباده الوثنيه واضح دا فى سفر الخروج لما صنعوا عجلا ذهبيا ليعبدوه (خروج 4: 32)

 

هل يجوز استخدام كلمات مثل هذه بالنص؟

+ الإجابة: نستطيع أن نحكم على أى نص أن لم ندرس ملابساتها وظروفه (أسباب التنزيل) واللغة المستعملة فى زمانه وتقاليد وعادات الشعوب فى ذاك الحين. فهذه الأوصاف التى قيلت كانت وصفاً للشر.

هذه الكلمات كانت وصف للشر وليس تحريض على فعل الشئ وهذه كانت طقوس وشعائر تمارس فى عبادة الآلهة الغريبة. الأصنام والأوثان فكيف ذلك أنه موضح من خلالها علمياً انسيكلوبديا بريتانيكا
Vol. 12 Page 782
دائرة المعارف البريطانية الجزء صفحة 782 فتقول أن من شعائر الانضمام إلى عبادة الأصنام أنهم كانوا يمارسون الجنس فى دعارة فاضحة كعلامة لاتحاد عبدة الأوثان فى كيان واحد بمعنى عند زناهم قد صاروا جسداً واحداً فأنها عادات تمارس

فهى نفس الصورة التى أشار إليها الله على فم حزقيال موبخاً ومعاقباً على ارتكابها. هذه الشعائر الفاضحة لم تكن فى نظر فاعليها خزى ولا قباحة وإلا ما كانوا فعلوها. ولهذا يقول الكتاب عنهم مجدهم فى خزيهم. وهنا أراد الرب أن يفضح قبح ما يرتكبوه وخزى ما يفعلوه. فإن كان ذكر هذا الأمور هكذا قبيحاً كما قال الكتاب لأن الأمور الحادثة منهم ذكروها أيضاً قبيح فكم وكم خزى فعلها أما كان يستحق الرب أن يفضح هذه الشرور والواقع أن الله ذكر هذه الرذائل ليعاقب الأمة عليها ولذلك يقول فى نفس الإصحاح ” لأجل ذلك يا أهوليبة هكذا قال السيد الرب هاأنذا أهيج عليك عشاقك الذين جفتهم نفسك وأتي بهم عليك من كل جهة بني بابل وكل الكلدانيين فقود وشوع وقوع ومعهم كل بني أشور شبان شهوة ولاة وشحن كلهم رؤساء مركبات وشهراء كلهم راكبون الخيل فيأتون عليك بأسلحة مركبات وعجلات وبجماعة شعوب يقيمون عليك الترس والمجن والخوذة من حولك وأسلم لهم الحكم فيحكمون عليك بأحكامهم وأجعل غيرتي عليك فيعاملونك بالسخط يقطعون انفك وأذنيك وبقيتك تسقط بالسيف يأخذون بنيك وبناتك وتؤكل بقيتك بالنار وينزعون عنك ثيابك ويأخذون أدوات زينتك

 

تفسير القس انطونيوس فكري

من إشتهتهم سيكونون هم سبب خرابها. وسيخربها الكلدانيين أى البابليين المكون جيشهم من قبائل مختلفة فقود وشوع وقوع = وهى قبائل من شرق نهر دجلة. وبقايا جيش أشور الذى إنضم إلى بابل بعد خراب أشور بيد بابل. ويقطعون أنفك = أى ملكها الذى كان ينبغى أن يكون فى المقدمة له حاسة التمييز، فيدرك الطريق الآمن ويقود شعبه له لكنه ذهب للطريق الخطر بتحالفه مع مصر. أما لنا فثمر الخطية هو فقداننا روح التمييز الذى به ندرك الحق ونرفض الباطل. وأذنيك = هذا يشير لسبى الكهنة ومشيرى الملك الذين عوضاً عن أن يسمعوا صوت الله ويميزوا إرادته ويستمعوا لأنبيائه إستمعوا لشهوات قلوبهم. أما بقية أورشليم فتهلك بالسيف = إشارة لهلاك الشعب بسبب هذه التصرفات، وهذا يرمز لهلاك الجسد الذى يتدنس ويهلك بسبب حرماننا من نعمة التمييز وعدم سماعنا لصوت الله. ويأخذون بنيك وبناتك = قد يأخذونهم سبايا أو يقدمونهم محرقات. وهذا يشير لتبديد المواهب والطاقات، فبدلاً أن تقدم لخدمة الله تستخدم لحساب الشيطان. وينزعون عنك ثيابك = الخطية الأولى سببت الإحساس بالعرى، والله من نعمته كسا البشر وستر عليهم، ولكن من يرتد عنه تذهب عنه نعمة الله فيعود للعرى والفضيحة ثانية، إذ حرم نفسه من ستر الله. ويأخذون أدوات زينتك = لقد جعلها الله جميلة وكساها ولكن كل شئ سيذهب للبابليين. وأبطل رذيلتك عنك = إذاً الله سمح بكل هذا ليبطل الرزيلة وليس للإنتقام. وهذا معنى لا تذكرين مصر بعد. وبعد هذه الضربات التى تشربها كما تشرب كأس تحير وخراب. تشربها كما شربت أختها كأسها تجتثين ثدييك = المقصود أنها ستتخلى عن كل ما كان يثيرها وتترك عبادة الأصنام تماماً.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ك كبّون 2

 

وهكذا فالمقصود ليست امرأه ولكن شعب اسرائيل

 

وهنا نضيف بعض الأمور:

1- كلام الوحي عموما

2- شرح ما كتبه حزقيال هنا

3- الألفاظ غير اللائقة

4- ألفاظ من القرآن الكريم.

5- ألفاظ من الأحاديث الشريفة.

 

أولاً: كلام الوحي عموما

كلام الله الموحي به في الكتاب المقدس يتضمن:

(1) قصة خلق الإنسان.

(2) قصة سقوطه في المعصية وطرده من الجنة.

(3) معاملات الله مع الناس عبر التاريخ البشري، معلنا لهم عن محبته رغم سقوطهم.

(4) قصة الفداء والخلاص.

(5) وصايا الله للبشر وأوامره للمؤمنين بفعل الخير، والنهي عن الشر والمنكر.

فمن الواضح أن ما كتب في حزقيال هنا إنما هو نهي عن منكر وقبائح اقترفتها الأمة اليهودية في ذلك الزمان، كما سيتضح مما يلي:

 

ثانياً: خلفية هذا الكلام

(1) هذا الكلام هو موجه إلى الأمة اليهودية، وهذا ما عبر عنه “بالأم التي لها بنتان”.

(2) والبنتان أهولة وأهوليبة = يقصد بهما السامرة عاصمة إسرائيل، وأورشليم عاصمة يهوذا.

وهذا ما يتضح من الآية الرابعة من نفس الإصحاح حيث يقول: “واسماهما [“السامرة” “أهولة”] و[“أورشليم” “أهوليبة”]

(3) زنا أهولة وأهوليبة [أي السامرة وأورشليم]: يقول النص أنهما زنتا مع كل من مصر، وأشور وبابل، كما ورد في الآيات من 3 19

(4) ما معنى هذا الزنا؟

1- لا يقصد قط من هذا الكلام أنه زنا امرأة بالمعنى الحرفي الجنسي. فكيف تزني أمة وهي ليس امرأة زنا حرفياً؟‍

2- إذن فالمقصود هو صورة مجازية تعبر عن خيانة هذه الأمة لله الذي ارتبطت به كشعب له، وهذا ما يعبر عنه بالزنا الروحي.

3- والزنا الروحي هو صيغة يستخدمها الكتاب المقدس بمعنى خيانة الرب أو العداء له بسبب الالتصاق بالآلهة الأخرى سواء كانت أصناما أو محبة العالم أو غير ذلك. وهذا واضح من قول الكتاب:

– عن الزنا بمعنى ترك الله وعبادة آلهة أخرى: (قضاة2: 17) “زنوا وراء آلهة أخرى وسجدوا لها”

– وعن الزنا بمعنى محبة العالم: في رسالة يعقوب: “أيها الزناة والزاني أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله” (يع4: 4)

– وعن الزنا بمعنى محبة المال: (هوشع9: 1) “لا تفرح يا إسرائيل طربا كالشعوب لأنك زنيت عن إلهك وأحببت الأجرة …”

إذن فخلفية هذا الكلام موضوع السؤال توضح أنه ليس زنا امرأة بالمعنى الحرفي الجنسي، بل زنا أمة بالمعنى المجازي الروحي بالانفصال عن الله وعبادة آلهة أخرى.

 

ثالثاً: الألفاظ غير اللائقة في هذا الكلام

هل يجوز أن تذكر مثل هذه الألفاظ في الوحي؟ هذا هو لب الاعتراض. وللإجابة على ذلك نقول أننا لا نستطيع أن نحكم على أي نص إن لم ندرس ملابساته وظروفه واللغة المستعملة في زمانه وتقاليد وعادات الشعوب في ذاك الزمان. فدعنا نوضح الأمور التالية:

 

(1) هذه الألفاظ كانت وصفا للشرور التي كانت تمارس فعلا في طقوس وشعائر عبادة الأوثان آنذاك. وقد ورد ذلك في دائرة المعارف البريطانية [
Encyclopaedia Britannica Vol. 12 P.782
] التي تقول: أن من شعائر الانضمام إلى عبادة الأوثان أنهم كانوا يمارسون الجنس في دعارة فاضحة كعلامة لاتحاد عبدة الأوثان في كيان واحد. [وهي نفس الصورة التي أشار إليها الرب بفم حزقيال النبي هنا موبخا ومعاقبا على ارتكابها!]

(2) هذه الشعائر الداعرة الفاضحة لم تكن في نظر فاعليها خزيا وقباحة وإلا لما مارسوها، ولكنها كانت لهم فخراً ومجداً، ولهذا يقول الكتاب عنهم “مجدهم في خزيهم” (فيلبي3: 19) فأراد الرب أن يفضح قبح ما يرتكبون وخزي ما يفعلون.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس م ماغون ن

(3) إن كان ذكر هذه الأمور هكذا قبيحا كما قال الكتاب “لأن الأمور الحادثة منهم ذكرها أيضا قبيح” (أف5: 12) فكم وكم كان خزي فعلها. أما كان ذلك يستحق الفضح والتوبيخ والعقاب.

(4) الواقع أن الله ذكر هذه الرذائل ليعاقب الأمة عليها ولهذا جاء في هذا الجزء من حزقيال حكم الرب بإدانتها، يتضح ذلك من قوله: “لأجل ذلك هاأنذا أهيج عليك عشاقك … فيأتون عليك بأسلحة ومركبات فيحكمون عليك أفعل بك هذا لأنك زنيت وراء الأمم لأنك تنجست بأصنامهم”. (حز23: 22- 31)

(5) علاوة على ذلك نري في ساحة القضاء أن النيابة تطلب من المجرمين تمثيل الجريمة مهما كانت بشعة بكل تفاصيلها المخزية. فهل في ذلك غضاضة وقباحة؟ أو ليست كلمات الوحي في حزقيال هي من هذا القبيل، أفلست إثباتا لجريمة الزنا الروحي في بشاعتها ونجاستها. فلماذا يعتبر ذلك غير لائق في حين أنه لا اعتراض على ما تمارسه النيابة العامة لفضح الجريمة؟؟

(6) بقيت نقطة أخيرة أرجو أن يتقبلها السائل بحسن نية، عالما أننا نحترم الأديان جميعا وعقائد الآخرين كل الاحترام. أقول أن مثل هذه الألفاظ قد وردت في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة الصحيحة. ولا تعتبر غير لائقة أو مستهجنة. بل كما يقول المثل العربي “لا حياء في الدين”

 

رابعاً: بعض الألفاظ من القرآن

(1) إن لفظة ترائب التي وردت في حزقيال وهي موضوع الاعتراض قد وردت بذاتها في القرآن الكريم في سورة (الطارق الآيات من 5 إلى آية 7) حيث يقول “فلينظر الإنسان مما خُلق، خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب”

(2) ونفس لفظة المنيَّ التي في حزقيال هنا قد وردت بذاتها في القرآن الكريم في سورة (القيامة الآيات من 36 39) حيث يقول: “أيَحسَبُ الإنسانُ أن يترك سُدى، ألم يك نطفة من منيِّ يمنى، ثم كان علَقة فخَلق فسَوَّى، فجَعَل منه الزوجين الذكر والأنثى”

(3) ومن هذه الألفاظ أيضا ما ورد في سورة (الأحزاب آية 50) “وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي، إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة له من دون المؤمنين … لكيلا يكون عليك حرج”

(4) وأيضا ما جاء في سورة (النور آية 31) “وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن”

(5) وكذلك في سور (الطور والواقعة والإنسان) ما جاء عن وصف الجنة وما فيها من خمر وحوريات وولدان مخلدون:

– ففي سورة (الواقعة 16 25) “يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين … وحور عين … فجعلناهن أبكارا”

– ويوضح في سورة (الإنسان 19 23) “وزوجناهم بحور العين … يتنازعون فيها كأسا لا لغوٌ فيها ولا تأثيمٌ ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون”

 

وإليك تعليقات بعض علماء المسلمين الأفاضل:

+ الأستاذ محمد جلال كشك: يقول: “إنه ثابت بنص القرآن أن حور العين هن للاستمتاع الجنسي” (خواطر مسلم في المسألة الجنسية ص 202)

+ ويقول الشيخ الغزالي: في (كتاب إحياء علوم الدين) “والجنة مزينة بالحور العين من الحسان، كأنهن الياقوتُ والمرجان، لم يطمثهن (أي لم يجامعهن) إنس قبلهم ولا جان، يمشين في درجات الجِنان، إذا اختالت إحداهن في مشيها حمل أعطافَها (أي رداءها) سبعون ألفا من الولدان، غانجات، (أي مدللات) عطرات، آمنات، من الهرم”

+ ويعلق الأستاذ محمد جلال كشك أيضا: على هذه اللذة والمتعة قائلا: “لا مجال لأي خجل أو استخذاء من ناحية المطالب الحسية للجسد” ويكمل قائلا: “فليس في الجسد عيب أو قباحة، ولا في تلبية احتياجاته وشهواته المشروعة في هذه الدنيا، ولا في التطلع لمتعة الجسد بلا حد في الآخرة”)

(خواطر مسلم في المسألة الجنسية ص211)

هل يجرؤ أحد أن يقول إن هذا كلام فاضح ومبتذل؟؟!! فلماذا يتجرأ المعترض على كلمات سفر حزقيال وهي لم تصل في كل تعبيراتها إلى مثقالِ ذرةٍ من هذا الكلام؟!

 

خامساً: بعض الألفاظ من الأحاديث الشريفة

ولقد ورد في الأحاديث الصحيحة المحققة ألفاظٌ كثيرةٌ من هذا القبيل ولا تعتبر مستهجنة أو قبيحة عن: الجماع وما يصاحبه من مشاعر وأحاسيس وكيفية استمتاع كل عضو من أعضاء الجسد. وأيضا الأحاديث التي قيلت عن علاقة الرسول الكريم جنسيا مع أمهات المؤمنين وخاصة السيدة عائشة. فمن يريد معرفة ذلك فليقرأ المراجع التالية:

(1) صحيح البخاري.

(2) صحيح مسلم.

(3) كتاب الإسلام والجنس للدكتور عبد الوهاب بوحديبة الذي قدمت له الأستاذة هالة العوري.

(4) كتاب نساء النبي للدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ.

(5) كتاب خواطر مسلم في المسألة الجنسية للأستاذ محمد جلال كشك نشر مكتبة التراث الإسلامي.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي