سيدعى


ناصريا

ورد في إنجيل متى2: 23 وأتى وسكن في مدينة يُقال لها ناصرة، لكي يتم
ما قيل بالأنبياء إنه سيُدعَى ناصرياً , وهذا
خطأ
ولا يوجد في كتاب من كتب
الأنبياء.

الرد:

إن الآية الواردة في (متى 2: 23) نصها كالآتي: «
وأتى وسكن في مدينة يقال لها ناصرة لكي يتم ما قيل بالأنبياء أنه سيدعى ناصريا» ومع أنه قيل لكي يتم ما قيل بالأنبياء

لكننا بالبحث لا نجد بحصر اللفظ نبوة تقول إنه «
سيدعى ناصريا» لكننا نجدها معنويا

فمن كلام نثنائيل لفيلبس في (يوحنا 1: 26، 45) نفهم أن الناصرة كانت بلدة حقيرة تتخذ كرمز للمذلة والمسكنة والإتضاع, وهذا ما جاء عن المسيح بلسان النبوة في (إشعياء 53: 2-3) «
لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه محتقر ومخذول من الناس رجل أوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به.»

 

(1) لم يخصّ البشير متّى بالذكر نبياً بعينه هنا كما لم يقل (بالنبي) بالمفرد بل بصيغة الجمع وهذا من دقة وحي الله تعالى فنبوة (المسيح الناصري) جاءت العديد من المرات في العهد القديم في كتب العديد من الأنبياء وسنفصّل بيانها بإذنه تعالى الآن

(2) معنى كلمة ناصري: وهي بالعبريّة كما يقر علماء اللغة
נצר
Nêtzer
وتعني غصن، ومنها الكلمة العربيّة “ناصر”، وقد سمّيَ السيّد المسيح في أكثر من نبوّة في العهد القديم بالغصن.

(3) دُعي السيد المسيح بالغصن للسببين التاليين:

ا. لأن الغصن مرتبط بالأصل، فمع أنه رب داود لكنه من نسله، مرتبط به حسب الجسد.

ب. صار بالحقيقة إنسانًا ينمو كالغصن.

وأُستخدم هذا اللقب “الغصن” في مجتمع قمران ليشير إلى المسيا الملك . وقد أُدخل إلى الصلاة اليهودية التي تُدعى
Esreh Shemoneh
(الثمانية عشر بركة):

هل تبحث عن  ئلة مسيحية وحدانية الأقانيم م

[ليبرز غصن داود عبدك سريعًا، وليتمجد قرنه بخلاصك .]

(4) دُعي السيد المسيح غصنًا العديد من المرات في العهد القديم في مختلف كتب الأنبياء (غصن –
נצר –
Nêtzer
)
وهذا يؤكد دقة الوحي في قوله على فم متى البشير (في الأنبياء)

 




1- (إشعياء 1: 11): (
وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ
يَسَّى وَيَنْبُتُ
غُصْنٌ
נצר
– Ne
̂
tzer
مِنْ أُصُولِهِ
)

 
والكلام هنا في الوحي المقدس عن رب العزة
المسيح الذي خرج من ذرية يسى أبو داود، فجملة هذا الجزء من كلمة الله تعالى الموحى
بها لنبيه إشعياء الكريم تتحدث عن الخلاص المستقبلي الذي سيهبه الله على يد هذا
الغصن الخارج من نسل داود وكيف سيحل عليه روح الرب وما هي نتائج بشارته ودعوته
.

2- (إرميا 23: 5): (
هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأُقِيمُ
لِدَاوُدَ
غُصْنَ بِرٍّ
فَيَمْلِكُ مَلِكٌ وَيَنْجَحُ وَيُجْرِي حَقّاً وَعَدْلاً فِي
الأَرْضِ.
)

يتحدث عن الملك الذي طالما ترقبه رجال اللَّه في العهد
القديم، المسيا، ابن داود! يتحدث إرميا النبي هنا عن شخص الملك وسماته ودوره واسمه.
قوله:

ها أيام تأتي

تعبير شائع لا يعني تحديد زمنٍ
معين، إنما هو تعبير يشد الإنتباه إلى إعلان له قدسيته وأهميته (32: 7، 25: 9، 31: 31)

3- (أرميا 33: 14- 17): (
ها أيام تأتي يقول الرب، وأقيم الكلمة الصالحة التي تكلمت
بها إلى بيت إسرائيل وإلى بيت يهوذا. في تلك الأيام وفي ذلك الزمان
أنبت لداود غصن البر
، فيجري عدلاً وبرًا في الأرض. في تلك الأيام
يخلص يهوذا، وتسكن أورشليم آمنة، وهذا ما تتسمى به: الرب برنا. لأنه هكذا قال الرب: لا ينقطع لداود إنسان يجلس على كرسي بيت إسرائيل.
)

هل تبحث عن  ئلة مسيحية مجمع أفسس الثاني م م

في السبي البابلي حُرم الشعب من اقامة ملكٍ لهم، أو وجود كهنة يشفعون فيهم في الهيكل ويقدمون ذبائح وتقدمات باسمهم، فجاءت الوعود المسيانية تؤكد تمتعهم بملكٍ أبديٍ وكهنوتٍ وتقدماتٍ أبديةٍ. تحقق الوعد بديمومه مُلك داود في شخص ابن داود (2صم16: 7؛ 1مل4: 2؛ مز4: 89،29،36؛ لو32: 1،33).

يقدم إرميا النبي لمحات عن السيد المسيح الملك، الذي يملك كغصن البر (25: 23)، ويقدم نفسه لشعبه برًا منسوبًا لهم (6: 23)، يملك إلى الأبد.

4- (إشعياء 4: 2): (
فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ
يَكُونُ
غُصْنُ الرَّبِّ
بَهَاءً وَمَجْداً وَثَمَرُ
الأَرْضِ فَخْراً وَزِينَةً لِلنَّاجِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ.
)

في الأصحاحات السابقة قدم لنا الوحي الإلهي صورة مؤلمة لما بلغه الإنسان من فساد وانحلال بسبب الخطية حيث فقد الإنسان جماله وكرامته وأكله وشربه وزينته حتى حياته ذاتها، وصار العلاج الوحيد هو مجيء المسيح “غصن الرب” ويُقصد ب “ذلك اليوم” ملء الزمان (غل 4: 4) الذي فيه تجسد ابن الله الوحيد الجنس، الذي دُعى “غصن الرب”، أو “الغصن” (إر 23: 5، 33: 15 ؛ زك 3: 8؛ 6: 12).

5- (زكريا 3: 8): (فَاسْمَعْ يَا يَهُوشَعُ
الْكَاهِنُ الْعَظِيمُ أَنْتَ وَرُفَقَاؤُكَ الْجَالِسُونَ أَمَامَكَ لأَنَّهُمْ
رِجَالُ آيَةٍ
لأَنِّي هَئَنَذَا آتِي بِعَبْدِي
الْغُصْنِ
.
)

6- (زكريا 6: 12): (وَقُلْ لَهُ: هَكَذَا قَالَ
رَبُّ الْجُنُودِ: هُ
وَذَا الرَّجُلُ الْغُصْنُ اسْمُهُ
.
وَمِنْ مَكَانِهِ يَنْبُتُ وَيَبْنِي هَيْكَلَ الرَّبِّ.)

فالناصرة وهي وطنهم السابق (لو 4: 2)، وبسبب ذهاب المسيح إلى الناصرة لأول مرَّة أخذ لقب “ناصري”. وكانت النبوات قد أشارت إلى ذلك، على أساس أن تكون هذه التسمية نوعاً من الاحتقار، لأن الناصرة كانت مدينة حقيرة خاملة وبالتالي سكانها أيضاً (راجع يو 46: 1). وحتى تلاميذ المسيح احتُقروا بسبب تبعيتهم للناصري (أع 5: 24). كلمة “غصن” “
Netzer
” الذي يخرج من أسفل الساق ولا يُثمر بسهولة. وكلمة
Netzer
بالعبرية تحقيراً لطبيعة الغصن وتُنطق “نَصر” والصفة منها “ناصري”، وقد شاع هذا اللقب حتى اليوم. فالذي يقبل الإيمان بالمسيح ويعتمد يُعتبر أنه “تنصَّر”، والمعنى الأصلي أنه صار تابعاً للمسيح الناصري.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ أبوفيس س

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي