تأليف قصة

(لوقا 1: 1) إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا، 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ، وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ، 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ،أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ، 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.

 

المفهوم من قول لوقا البشير ان كثيريين قد اخذوا بتأليف قصة انهم هم من ألفوا تلك القصة وليس لوقا… ثم لاحظ قول البشير”فى الأمور المتيقنة لدينا”… وهنا اقول كيف لاتكون امور متيقنة وهى وحى من الله؟ وكثيرين كتبوا قصة السيد المسيح ولكن ليس بوحى من الله.

(أ) ظروف الكتابة:

هي وجود كثيرين ممَّن كتبوا عن الأمور المتيقِّنة الخاصة بالسيِّد المسيح وأعماله الخلاصيّة. يرى قلَّة من الدارسين أنه يقصد بهذا الإنجيليِّين مرقس ومتّى، لكن الرأي الغالب أنه يقصد أناسًا غير مخلِّصين حاولوا الكتابة عن شخص السيِّد المسيح بفكرٍ خاطئٍ. لكن أعمالهم لم تقبلها الكنيسة الأولى كأسفار قانونيّة.

ويميز العلامة أوريجينوس بين إنجيل معلِّمنا لوقا (وأيضًا بقيّة الأناجيل) التي كُتبت بوحي الروح القدس وتسلّمتها الكنيسة، وبين المحاولات البشريّة لكتابة أناجيل، فيقول: [معني كلمة “أخذوا” أنهم حاولوا، وفي هذا إتهام موجَّه ضدَّهم ضمنيًا، إذ حاولوا كتابة الأناجيل دون إرشاد الروح القدس، أما البشيرون متَّى ومرقس ولوقا ويوحنا فلم يحاولوا التأليف إنما امتلأوا بالروح القدس فكتبوا الأناجيل… أربعة أناجيل هي القانونيّة، منها وحدها نستقي إيماننا بربِّنا ومخلِّصنا.]

ويقول البابا أثناسيوس الرسولي: [ينتهر لوقا الطوباوي ما هو من صنع الناس مسلِّمًا إيَّانا ما هو مُرْوٍٍ من القدّيسين… فكل قدّيس يتسلّم التقاليد يساهم بغير تحريف أن يثبت تعاليم الأسرار. لذلك تطالبنا الكلمة الإلهيّة بالتلمذة على أيدي هؤلاء. إذ هم معلِّمون لنا بالحق، ولهؤلاء وحدهم يلزمنا أن نصغي، لأن لهم وحدهم “صادقة هي الكلمة ومستحقَّة كل قبول” (1 تي 1: 15). هؤلاء ليسوا تلاميذ سمعوا من الآخرين بل هم شهود عيان وخدَّام للكلمة إذ سمعوا منه ما قد سلَّموه.]

(ب) يكتب معلِّمنا لوقا “الأمور المتيقِّنة” والأكيدة، لذلك يشبِّه القدّيس أمبروسيوس هذا السفر بالبيت الذي يُبنى علي الصخر، المرتبط بالإيمان الكامل الثابت غير المتزعزع، هذا الإيمان يقوم على الفهم الروحي والإدراك والتمييز بين الحق والباطل، وليس على المعجزات المجرّدة بنفس المعنى.

ويقول العلامة أوريجينوس: [يعبِّر القدّيس لوقا عن مشاعره بقوله: “الأمور المتيقِّنة عندنا”. لقد عرف القصّة بكل يقين الإيمان والعقل فلم يتردّد في تصديقها، وهذا حال المؤمن. لقد بلغ قمَّة الإيمان كقول النبي: “ثبِّت كلامك في قلبي” (مز 119). لذلك يقول الرسول عن المؤمنين الأقوياء الأشدَّاء أنهم متأصِّلون ومتأسِّسون في الإيمان (أف 3: 18). الإنسان المتأصِّل والمؤسّس في الإيمان لا يمكن أن ينهدم أو يسقط بُناؤه حتى إن هبَّت العاصفة وهاجت الرياح ونزلت الأمطار كالسيول عليه، لأن بِناءه مؤسّس ومتين. هذا ويليق بنا ألا نعتقد بأن قوّة إيماننا تقوم على الرؤيّة الملموسة أو هي ثمرة ذكاء أو عقل. لنترك غير المؤمنين يؤمنون خلال العلامات والمعجزات الظاهرة، أما المؤمن المحنَّك القوي فيسلك ويفكِّر بالروح مميِّزًا الحق من الباطل.]

 

ولذلك فإن هؤلاء الناس هم من ألفوا وليس البشير لوقا ولأن كلامهم ليس بوحى رفضته الكنيسة وهذا لأنه تأليف وقد اوضح ذلك العلامة اوريجانيوس فى قوله ان كلمة”اخذوا” تعنى محاولتهم لفعل ذلك وايضا توبيخ لهم وانتهارهم عن فعل مثل هذه الاشياء.

ثم لاحظ قول البشير فى العدد الثانى”معاينيين وخداما للكلمة” وقد اوضح لنا العلامة اوريجانيوس ان تلك المعاينة كانت للكلمة (وهو السيد المسيح) وان تلك المعاينة لم تكن مجرد رؤية بشرية او التقاء العين بالعين فقط بل كانت اختلاط تام فى الحياة بل وكانت النتيجة الطبيعية لذلك ان يكون الالتحام ايضا فى العمل والخدمة فصاروا”خداما للكلمة”… مما يؤكد ان هذا لم يكن تأليف بل كان تسليم كامل لوحى الله…و مما يؤكد ان لوقا تسلم التسليم الصحاح قوله”اذ قد تتبعت كل شيء من الاول”…

فلقد كان لوقا من هؤلاء من تسلموا من معاينيين الكلمة والذين خدموه ولم يكن مجرد متابع لهذه الاحداث خادما للكلمة فقد بل مدقق فى كل شىء اذ قال”تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق”…

ويوضح لنا ايضا العلامة اوريجانيوس امر هام حين قال “[نستخلص من هذه الكلمات أن المعرفة قد تكون غاية في ذاتها، لكنه يتوِّجها العمل بمضمونها… فالاكتفاء بالمعرفة دون تطبيقها هو علم بلا نفع. وكما يرتبط العلم بالتطبيق العملي هكذا ترتبط المعرفة بخدمة الكلمة… فكلمة “معاينين” تعني المعرفة النظريّة، بينما تشير كلمة “خدَّام” للمعرفة التطبيقيّة.]”

هل تبحث عن  م المسيح المسيح حياتة 35

مما يؤكد ان لوقا استقى تعاليمه ممن عاينوا السيد المسيح نفسه ولم يكتفوا بتلقن هذه التعاليم فقط بل كان(عاملا مزكى لا يخزى)…اذ كان خادما للكلمة غير مكتفيا بتلقى العلم فقط.

 

ويقول القديس كيرلس الكبير:

[يصف القدّيس لوقا رسل المسيح بأنهم عاينوا الرب، وفي ذلك يتّفق لوقا مع يوحنا، فقد كتب: “والكلمة صار جسدًا وحل بيننا، ورأينا مجده مجدًا كما لوحيد من الآب مملوءًا نعمة وحقًا” (يو 1: 14). كان لابد أن يظهر المسيح بالجسد، حتى نراه ونحس به، لأنه جلّ اسمه بطبيعته لا يُرى ولا يُلمس، فإنَّ يوحنا يقول أيضًا: “الذي كان من البدء، الذي سمعناه الذي رأيناه بعيُّوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة، فإنَّ الحياة أُظهرت لنا” (1 يو 1: 1). أتسمعون كيف أن الحياة ظهرت لنا فلمسناها بأيدينا ورأيناها بعيُّوننا؟ ظهر المسيح حتى ندرك أن الابن صار جسدًا، فرأيناه بصفته إنسانًا، وقبلاً لم نره باِعتباره إلهًا.]

 

فلم يكن لوقا الوحيد الذى شهد انه تسلم من خدام الكلمة بل يؤكد قوله ايضا البشير يوحنا من جهة كلمة الحياة الذى عاين ربنا يسوع وكان من تلاميذه.

ويقول القديس أمبروسيوس

[رأى التلاميذ كلمة الرب وسمعوه… هؤلاء الذين شاهدوا مجد الكلمة مع موسى وإيليَّا (مت 16: 3) رأوا الرب يسوع، إذ شاهدوه في مجده، أما الآخرون (اليهود) فلم يروه هؤلاء الذين عرفوه حسب الجسد، إذ أُعطي للبصيرة الروحيّة لا للعيُّون الجسديّة أن ترى يسوع. لم يره اليهود مع أنهم أبصروه (جسديًا). أما إبراهيم فقد رآه كما هو مكتوب: “أبوكم إبراهيم تهلَّل بأن يرى يومي، فرأى وفرح” (يو 8: 56) مع أنه بالتأكيد لم يره حسب الجسد… غير أن اليهود لم يروه، إذ “اِظلم قلبهم الغبي” (رو 1: 21)… عندما نرى الرب نرى عمانوئيل، فندرك أن الله معنا، أما من لا يبصر الله معه فإنَّه لا يعرف بعد مولود العذراء.]

 

ومن كتابات الاباء هذه نصل فى النهاية الى ان لوقا تسلم هذا التقليد من معاينين للكلمة ليس مجرد رؤيا العين للعين بل هو التحام تام فى مختلف اتجاهات الحياة…و وصلنا ايضا انه لم يكن مجرد مستمع بل كان عاملا ايضا اذ صار خادما للكلمة.

 

والمعروف ان كلمة انجيل هى البشارة السارة وبربط معنى كلمة الانجيل مع معنى كلمة”العزيز ثاوفيلوس” سنصل الى معنى روحى عميق اوضحه لنا القديس امبروسيوس.

 

ان كلمة العزيز هى بمثابة مركز عظيم ذو شأن مرتفع وكلمة ثاوفيلوس تعنى محب الله,,,و هنا يقول القديس امبروسيوس”[إن كنت تحب الله فهذه البشارة هي مكتوبة لك، وإن كانت قد كُتبت لأجلك، فأقبلها من الإنجيلي وديعة واحتفظ بها في أعماق نفسك: “احفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا” (2 تي 1: 14). تأمَّلها في كل حين، وتحصن فيها على الدوام… فإنَّ أولى واجباتك هي الأمانة في هذه الوديعة التي لا يبليها سوس (هرطقة) ولا يفسدها صدأ.]

 

فأن هذا العمق الروحى فى سمو العلاقة مع الله يقف كالصخر المنيع تأتى الامواج من حوله تتخيل انها ستزعزعه فأذ بها تفاجأ انها تنكسر امام كلمة الله الحية.

 

ويضيف العلامة اوريجانيوس قائلا:

[ربَّما يظن البعض أن الإنجيل قد كُتب لشخص يُدعى ثاوفيلس، لكن إن كنتم أيها السامعون جميعكم محبو الرب فأنتم ثاوفيلس. ثاوفيلس هو شخص صالح جدًا وقوي… فلا يوجد ثاوفيلس ضعيف. أقول أن كل “ثاوفيلس” هو قوي، مصدر قوَّته وقدرته هو كلمة الله.]

 

فأن هذه رسالة الله للبشر انه ان كنت محبا لله فأقبل رسالته التى يبعثها لك شخصيا,,,فهذه رسالة الى كل من يحب الله.

 

و اذا نظرنا ايضا الى العلاقة بين بولس الرسول وبين لوقا البشير فسنجد الاتى:

1- ارتبط القديس لوقا بالقديس بولس رسول الأمم بصداقة قوية، ففي سفر الأعمال أقلع الإنجيلي لوقا مع الرسول بولس من تراوس إلى ساموتراكي ثم إلى نيابوليس، ومن هناك إلى فيلبي (أع 16: 10-39 الرحلة التبشيرية الثانية). مرة أخرى في رحلة الرسول بولس التبشيرية الثالثة عند رجوعه تبعه الإنجيلي لوقا من فيلبى إلى أورشليم (أع 20: 5-21: 18). كما نراه مرافقًا له في روما عند الأسر (28: 30). وكان معه في لحظاته الأخيرة، إذ يقول في رسالته الوداعية: “لوقا وحده معي” (2 تي 4: 11).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ج جلادون ن

2- هكذا ارتبط الاثنان معًا، فسجل لنا الإنجيلي لوقا الكثير من عمل الله الكرازي خلال الرسول بولس في سفر الأعمال؛ ودعاه الرسول بولس: “الطبيب الحبيب” (كو 4: 14)، كما دعاه بالعامل معه (فل 24).

3- ساد في الكنيسة الأولى إحساس بأن قدوم السيد المسيح اقترب جدًا، وأنه يتحقق في العصر الرسولي، الأمر الذي عالجه الرسول بولس في رسالته الثانية إلى أهل تسالونيكي، مؤكدًا أن السيد لن يأتي إلا بعد ظهور إنسان الخطية، وتحقق حركة الارتداد. فإن معلمنا لوقا حمل ذات الاتجاه معلنًا في هذا السفر كما في سفر الأعمال أن موت السيد وقيامته وصعوده المجيد، لا يعني مجيئه الثاني في الحال. ولا بعد خراب أورشليم مباشرة، إذ أساء البعض فهم كلمات الإنجيلي مرقس (14: 62؛ 9: 1)، فقد أعلن أن ملكوت المسيا حقيقة واقعة تتم أولاً في الكنيسة هنا، وتتحقق في القلب، وينضم إلى الكنيسة كل يوم الذين يخلصون. كأن مجيء السيد يتحقق أولاً بحلوله في قلوب المختارين، وإذ يكمل عمله هنا في العالم يأتي على السحاب

4- وأيضًا كصديق ورفيق للقديس بولس في كثير من أسفاره أوجد شيئًا من التشابه بين كتاباتهما، مما جعل العلامة ترتليان يقول بأن الإنجيلي لوقا قد استنار بالرسول بولس واذا كان لوقا هو تلميذ بولس الرسول الذى قد عاين المسيح وجائت تلمذته على يد المسيح فماذا تبقى لنؤمن انه وحى من الله؟

 

و من منطلق ايماننا ان الكتاب المقدس هو واحدة كاملة مكتلمة الكل يكمل بعضه فاننا نرى تطابق عجيب بين انجيل المسيح بحسب البشير لوقا والاسفار الستة الاولى من العهد القديم فنلاحظ الاتى:

ا. سفر التكوين الجديد يصف ميلاد السيد المسيح وطفولته، هذا الذي به تتحقق الخليقة الجديدة، فبظهور آدم الثاني انطلقت البشرية إلى عالم جديد.

ب. الخروج الجديد تحقق بتجربة السيد المسيح في البرية أربعين يومًا، حيث غلب لحسابنا، مقابل تيه شعب إسرائيل أربعين سنة بعد خروجهم وسقوطهم المستمر في التذمر.

ج. سفر اللاويين الجديد هو إقامة الإثني عشر تلميذًا، وتقديم العظة الخاصة بسيامتهم كسفر اللاويين آخر (6: 20).

د. سفر العدد الجديد هو إرسالية السبعين رسولاً.

ه. القسم الخاص بسفر التثنية يمثل النصيب الأكبر من الإنجيل حيث يضم أجزاء كثيرة من تعاليم السيد خاصة في (9: 51- 18: 14)

و. سفر يشوع الذي قدمه معلمنا لوقا هو قصة آلام السيد المسيح وقيامته، فقبول راحاب الزانية يقابله زكا العشار (لو 19: 1-2).

ومما سبق ذكره يتبين لنا ان بشارة المسيح بحسب البشير لوقا هى وحى من الله للبشير.

 

ما هى الأناجيل غير القانونيّة

الإجابة:

افتتاحية إنجيل معلّمنا لوقا البشير: “إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصّة في الأمور المتيقّنة عندنا” (لو 1: 1)، تكشف عن وجود عدد من القصص تروي حياة السيّد المسيح وتعاليمه ومعجزاته وحياة والدته وموتها وإرساليّات التلاميذ والرسل، انتشرت بين المسيحيّين في نهاية القرن الأول. بجانب الأناجيل الأربعة الأصليّة، وجدت كتابات غير قانونيّة نسبت للتلاميذ والرسل، دعيت بالأبوكريفا، إمّا أنها كُتبت بهدف تقوي سجّلها مؤمنون في الكنيسة، أو هراطقة سجّلوها تحت أسماء التلاميذ أو الرسل أو شخصيّات بارزة في الإيمان لتأييد هرطقاتهم وتعاليمهم، حوت هذه الكتابات الأناجيل المزورة، أي غير القانونيّة والرؤى والرسائل وأعمال للرسل.

 

كلمة “أبوكريفا” لا تعني أن كل ما بها ليس حق، على الأقل في أذهان الذي استخدموها أولاً[25]. فإنها وإن كانت ليست قانونيّة لكن بعضها كان له اعتباره الخاص ككتب كنسيّة ذات قيمة روحيّة وتاريخيّة، وهي في الحقيقة تمثل تراثًا هامًا بالنسبة للمؤرّخين، يكشف عن الكثير من الأفكار والاتّجاهات والعادات التي اتّسمت بها الكنيسة الأولى، كما تمثل النبتات الأولى للأدب المسيحي من الناحية القصصيّة والفلكلور الشعبي[26].

 

1. إنجيل يعقوب

يُعرف باسم الإنجيل الأول
Proto-evangelium of James
. وهو من نتاج منتصف القرن الثاني. هدفه الرئيسي هو تأكيد دوام بتوليّة القدّيسة مريم قبل ميلاد السيّد وأثناء الميلاد وبعده. وهو يروي الأحداث الخاصة بميلاد العذراء مع ذكر اسميّ والديها (يواقيم وحنة) وحياتها المبكّرة في الهيكل، وتركها له في سن الثانية عشر، وخطبتها ليوسف، وقصّة البشارة، وزيارة مريم لأليصابات وأحداث الميلاد الخ. ويختم الكتاب بقصّة استشهاد القدّيس زكريّا الكاهن والوالد يوحنا المعمدان وموت هيرودس.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ص صك ك

 

أول من أشار إليه هو العلامة أوريجينوس حينما قرر أن إخوة الرب هم أبناء يوسف من زوجة سابقة. وقبل أوريجينوس ذكر القدّيسان إكليمنضس السكندري ويوستين الشهيد أحداثًا تخص ميلاد السيّد المسيح وردت في هذا الكتاب. هذا وقد اعتمد عليه القدّيس أبيفانيوس في القرن الرابع في ردّه على الهراطقة، كما أشار إليه القدّيس جيروم.

 

يوجد منه مخطوطات هي ترجمات سريانيّة وقبطيّة وأرمنيّة وصقليّة، وإن كان لا يوجد بعد مخطوطات لاتينيّة له.

 

2. إنجيل العبرانيّين

دُعي هكذا لأنه كان مستخدمًا في فلسطين بين المسيحيّين الذين كانوا يتكلّمون العبريّة (الآرامية). لا يُعرف كاتبه. انتشر تداوله فقط في الشرّق في النصف الأخير من القرن الثاني. أشار إليه القدّيس إكليمنضس السكندري [27]وأوريجينوس ويوسابيوس[28] وحصل القدّيس جيروم على نسخة منه بالآرامية ترجمها إلى اليونانيّة واللاتينيّة[29].

 

3. إنجيل المصريّين[30]

من أناجيل الغنوسيّين وإنتاجهم. يذكر القدّيس هيبوليتس أنه كان منتشرًا بين إحدى شيعهم التي تسمى
Nassenes
، ويحتمل أنه كان منتشرًا بين المسيحيّين المصريّين الذين من أصل أممي. أشار إليه كل من القدّيس إكليمنضس السكندري وأوريجينوس على أساس أن له قيمة تاريخيّة فقط، مع ملاحظة أن الآراء النسكيّة واضحة فيه.

 

4. إنجيل بطرس

اكتشف
V. Bouriant
جزءًا من هذا الإنجيل عام 1889-1887م بمقبرة راهب في أخميم بصعيد مصر وهي تروي آلام يسوع وموته ودفنه وتُنمق قصّة قيامته بتفاصيل مثيرة بخصوص المعجزات التي لحقتها.

 

أشار إليه يوسابيوس[31]كسفر رفضه صرابيون أسقف إنطاكية حوالي عام 190م بسبب اتّجاهه الهرطوقي (الدوسيتون)
Docetic character
وقد استخدمه العلاّمة أوريجينوس في تعليقاته على إنجيل متّى[32].

 

5. إنجيل توما

أشار العلاّمة أوريجينوس في عظته الأولى إلى إنجيل توما. كان هذا الكتاب معروفًا لدى القدّيس إيريناؤس وأيضًا يوسابيوس. وقد نسبه القدّيس هيبوليتس الروماني إلى إحدى شيع الغنوسيّين تسمى
Nassenes
، التي لا نعرف عنها شيئًا. وكان له منزلة كبيرة لدى أتباع ماني، لذلك حذّر منه القدّيس كيرلّس الأورشليمي بكونه من إنتاجهم، موضّحًا أنه يفسد عقول البسطاء[33].

 

يتناول هذا الكتاب قصّة طفولة يسوع وقوّته ومعرفته ومعجزاته خلال سني حياته المبكّرة، وقصّة ذهابه إلى المدرسة، وكيف كان يصنع من الطين اثنى عشر عصفورًا صغيرًا أثناء لعبه مع الأطفال في يوم سبت، ولما اشتكاه أولياء أمور الأطفال ككاسر السبت أمر العصافير أن تطير، فطارت وهي تغرّد![34]

 

6. إنجيل نيقوديموس

يضم جزئين مختلفي التأليف والتاريخ. الجزء الأول هو ما يعرف بأعمال بيلاطس،
Acts of Pilate
ويتكلّم عن محاكمة ربّنا يسوع والتقرير الرسمي الذي قيل أن بيلاطس أرسله إلى الإمبراطور طيباريوس عن شخص يسوع، ويرجع هذا الجزء إلى القرن الثاني. هذا ونلاحظ في إنجيل بطرس محاولة المسيحيّون الأول التخفيف من جريمة بيلاطس، الأمر الذي ظهر أيضًا في “أعمال بيلاطس” التي احتواها إنجيل نيقوديموس. وقد أشار القدّيس يوستين[35] والعلاّمة ترتليان[36]من رجال القرن الثاني إلى أعمال بيلاطس، مستخدمين الوالي الروماني كشاهدٍ على تاريخ صلب المسيح وقيامته وصدق الإيمان المسيحي. وقد استخدم إنجيل نيقوديوس ذات الاتّجاه.

 

أما الجزء الثاني من الإنجيل فيحوي وصفًا للنقاش الذي دار في السنهدرين بخصوص قيامة السيّد المسيح (فصل 12-16) وقصّة نزوله إلى الجحيم (فصل 17-27) مستشهدًا بشاهدين هما ابني سمعان اللذين قاما من الأموات بعد معاينة السيّد في الجحيم. هذا الجزء يمثّل نوعًا من الوعظ الشبيه بميامر سير الشهداء.

 

7. إنجيل فيلبس

إذ تحدّث القدّيس إبيفانيوس عن الاتّجاه الغنوسي في مصر أشار إلى هذا الإنجيل وجاء بمقتطف منه يحمل ميلاً غنوسيًا نسكيًا قويًا[37]، انتشر هذا الإنجيل في مصر ابتداء من القرن الثالث.

 

8. إنجيل الاثنى عشر رسولاً

أورد القدّيس أبيفانيوس[38] مقتطفات منه، ويرجع تاريخه إلى أوائل القرن الثالث، ويسمى بإنجيل الأبيونيّين
The Gospel of Ebionites
.

 

9. توجد مجموعة من الأناجيل وضعها الهراطقة مثل إنجيل باسيليدس الغنوسي من القرن الثاني قد أشار إليه أوريجينوس والقدّيس أمبروسيوس وجيروم، وإنجيل أندراوس الذي أشار إليه القدّيس أغسطينوس[39]، وإنجيل فالنتينوس الغنوسي الذي أشار إليه العلاّمة ترتليان، وإنجيل مرقيون الهرطوقي، وإنجيل يهوذا الإسخريوطي الذي استخدمته طائفة غنوسيّة تُدعى بأتباع قايين
Cainites
، وإنجيل تدّاوس وإنجيل حوّاء وإنجيل كيرنثوس وإنجيل أبلوس
Apelles
.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي