إصعدوا أنتم أنا لست أصعد
(يوحنا 7: 8-10)”
8 اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هذَا الْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ
بَعْدُ
إِلَى هذَا الْعِيدِ، لأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ». 9 قَالَ لَهُمْ هذَا وَمَكَثَ فِي الْجَلِيلِ. 10 وَلَمَّا كَانَ إِخْوَتُهُ قَدْ صَعِدُوا، حِينَئِذٍ صَعِدَ هُوَ أَيْضًا إِلَى الْعِيدِ، لاَ ظَاهِرًا بَلْ كَأَنَّهُ فِي الْخَفَاءِ.
قول السيد المسيح لأخوته أنه لن يصعد إلى اورشليم في العيد، ولكن بعدما صعدوا، صعد هو أيضا، ألا يُعتبر هذا أنه تضليل أو كذب؟
هل
كذب المسيح على
التلاميذ؟
الرد:
بمجرد أن تقرأ هذه الأعداد مع التركيز على الكلمة المُظللة بالأزرق، ستجد أن السيد المسيح لم يكذب إطلاقا
لأنه معنى كلماته هو:
أنا لن أصعد الآن لهذا العيد لأن وقتي لم يأتي، وانتظر في الجليل، في حين أن أخوته صعدوا، وعندما جاء الوقت المناسب صعد هو أيضا إلى العيد في الخفاء.
ألا يبدو لك أن الشبهه من بدايتها مُجاب عنها؟؟
فلماذا يطرحها العرب كهجوم على الكتاب المقدس؟؟
هذه الشُبهه أصحابها هم أشخاص أجانب يستخدمون نسخ من الكتاب المقدس مثل
NIV – RSV
وغيرها، من النسخ التي لا نعترف بها من الأساس.
وهذه النسخ تحذف كلمة
“بعد”
التي ظللناها بالأزرق في العدد الثامن.
فيصبح الموقف كالآتي:
(يوحنا7: 8-10)”
8 اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هذَا الْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ.. إِلَى هذَا الْعِيدِ، لأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ». 9 قَالَ لَهُمْ هذَا وَمَكَثَ فِي الْجَلِيلِ. 10 وَلَمَّا كَانَ إِخْوَتُهُ قَدْ صَعِدُوا، حِينَئِذٍ صَعِدَ هُوَ أَيْضًا إِلَى الْعِيدِ، لاَ ظَاهِرًا بَلْ كَأَنَّهُ فِي الْخَفَاءِ.
بمعنى أن السيد المسيح نفى تماما صعوده إلى العيد، وبالتالي عندما صعد، فإن ما فعله مع أخوته كان تضليلا.
إذن فمن الواضح أننا سنُعلّم النُقاد العرب كيف يطرحون الشبهه قبل أن نُقدم الإجابة.
فقد ترجموا الشُبهه، ولم يفهموا أن الشُبهه كامنة في الترجمات وليس في الموقف.
فيتحول السؤال الآن إلى منحنى آخر وهو:
هل كلمة
“بعد”
أصلية؟؟ أم هي مُضافة ويجب حذفها كما حذفتها بعض الترجمات؟؟
نسرد المخطوطات اليونانية (ذات الحروف الكبيرة، وذات الحروف الصغيرة) التي جاءت بها كلمة
“بعد”:
P66
(بردية66)
P75
(بردية75)
B
المخطوطة الفاتيكانية
X
W
Delta
Theta
Psi
0180
1
f
:
family 1
13
f
:
family 13
28
700
892
1010
القراءات الكنسية من نوع النص البيزنطي
النسخة السيريانية الفيلوكسينية
النسخة السيريانية الهركلية
النسخة السيريانية الفلسطينية
إذن كلمة “بعد” هي كلمة أصلية، وبالتالي تسقط الشبهة من قبل أن يتم طرحها أصلا لإفتقارها للمنطق والأدلة.
والآن نضيف هذا الجزء حتى لا يعود شخص ما لفتح هذا الموضوع مرة أخرى:
لماذا لم يصعد السيد المسيح مع اخوته في نفس الوقت؟ بل تأخر في الصعود، كما أنه صعد في الخفاء؟؟؟
كان أخوته يقولون له أن يصعد في العلانية،لكي يجمع الجمهور والشعب ويتم تنصيبه ملكا
(يوحنا6: 15)”
15 وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ
لِيَجْعَلُوهُ مَلِكًا،
انْصَرَفَ أَيْضًا إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ.”
وذلك لأن أخوته أيضا كانوا مؤمنين بنظرية المسيا السياسي، أي أن المسيح سيأتي كملك ليخلصهم من الإحتلال الروماني، ولذلك تجد الوحي يسجل:
(يوحنا7: 5)”
5 لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضًا لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ.”
أي أنهم كانوا مؤمنين بالمسيا السياسي، صاحب المملكة الأرضية، بالرغم من مشاهدتهم للمعجزات التي صنعها أمامهم السيد المسيح.
فلو كان السيد المسيح دخل مع اخوته إلى أورشليم في هذا الوقت، لكان صار انقلاب في اورشليم، بسبب رغبة اتباع السيد المسيح في تنصيبه ملكا أرضيا.
وهذا الوضع كان سيجعل اليهود يعجلون بقتل السيد المسيح، لذلك كانت إجابة السيد المسيح أن هذا ليس هو الوقت المُحدد للدخول إلى أورشليم.
ومكث في الجليل فترة صغيرة حوالي، وفي منتصف العيد (بعد 4 أيام من بدايته، إذ كان هذا العيد يستغرق 8 أيام) صعد وكان يُعلم في الهيكل.
ولكن صعودة ودخولة إلى اورشليم كان في الخفاء.
أما صعودة إلى اورشليم في العلن، بعد أن تخلى أخوته عن فكرة تنصيبة ملكا أرضيا، نجدها في الإصحاح 12 من إنجيل يوحنا:
(يوحنا12: 12-13)”
12 وَفِي الْغَدِ سَمِعَ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ الَّذِي جَاءَ إِلَى الْعِيدِ أَنَّ يَسُوعَ آتٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ، 13 فَأَخَذُوا سُعُوفَ النَّخْلِ وَخَرَجُوا لِلِقَائِهِ، وَكَانُوا يَصْرُخُونَ: «أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!»”