مخاوف يشوع

11 (1) حين سمع يشوع أقوال موسى، ودوّن كل ما أعلنه، مزّق ثيابه وارتمى عند قدمي موسى. (2) فشجّعه موسى وبكى معه. (3) فأجابه يشوع: (4) “لماذا تعزّيني، يا سيّدي موسى، وكيف أتعزّى عن الكلمة المرّة التي خرجتْ من فمك، الكلمة المملوءة بكاء ونحيباً، التي بحسبها تترك هذا الشعب؟… (5) أي مكان سيتقبّلك؟… (6) وفي أي قبر سيكون دفنك؟ (7) أو من يتجرّأ أن ينقل جسدك من هنا… من مكان إلى آخر. (8) فجميع الذين يموتون في زمنهم يُدفنون في أرضهم. أما مدفنك أنت فمن مشرق الشمس إلى مغربها، ومن الجنوب إلى الشمال. العالم كله هو مدفنك. (9) أنت تمضي يا سيّدي، ولكن من يطعم هذا الشعب؟ (10) ومن هو الذي سيتحنّن عليهم ويكون دليلهم في الطريق؟ (11) أو من يصلّي لأجلهم ولا يفوّت يوماً واحداً، لكي أقودهم إلى أرض الأجداد؟ (12) كيف أقدر أن أكون تجاه هذا الشعب كأب تجاه وحيده، وكأم العائلة تجاه ابنتها العذراء، وهي التي قلقت عليها فحفظت جسدها من الشمس ورجليها العاريتين من السير على الأرض؟ (13) وكيف أطعمهم حسب رغبتهم وأسقيهم فيشبعون؟ (14) فان كانوا ست مئة ألف، فبصلاتك، يا سيدي موسى، قد نموا جداً. (15) وأي حكمة لي وأي عقل لكي انطق في البيت (= بيت الرب) بأحكام وأقوال؟ (16) وحين يعلم ملوك الاموريين أنك أنت الروح المقدّس الجدير بالربّ، المتنوّع والعظيم، ربّ الكلمة، الأمين في كل شيء، نبيّ الله لكل الأرض، معلّم الدهر الكلامَ، حين يعلمون أنك لم تعد وسط هؤلاء، يقولون وهم يظنّون أنهم سيقوون علينا: (17) “نسير عليهم. فإذا كان الأعداء مارسوا مرّة واحدة الشرّ تجاه الله، فليس لهم محامٍ مثل موسى الرسول العظيم، ليقدّم من أجلهم الصلوات إلى الربّ، وهو الذي في كل ساعة من ساعات النهار والليل يثبِّت ركبتيه على الأرض، مصلّياً، متوجّهاً إلى الذي يدبّر الكون برحمة وعدل، مذكّراً الرب بالعهد مع الآباء، ومهدّئاً إياه مع القسم”. (18) فإنهم يقولون: “لم يعد (موسى) معهم. إذن، نسير ونمحوهم من على وجه الأرض”. (19) فماذا يحصل لهذا الشعب، يا سيّدي موسى”؟

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ج جبل الأقرع ع

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي