الرحلات إلى الأديرة

كثيرون يفكرون فى ذواتهم فقط حين يذهبون فى رحلة تقيم يوما كاملا او اكثر فى احد الاديرة البعيدة مثل دير الانبا انطونيوس او دير الانبا بولا.. وقد يذهبون فى اكثر من اتوبيس برحلة اكثر من مائة شخص. وقد تصل الى الدير اكثر من رحلة فى نفس اليوم بمئات الضيوف..!

ويتحول هدوء الدير الى ضوضاء. وتقف مشكلة فى كيف تنيت هذه المئات من الرجال والنساء فى الدير وكيف تقدم لهم وسائل الراحة والخدمة.

ويفقد الرهبان حريتهم ولا يشعرون انهم تركوا العالم ما دام العالم يسعى هكذا اليهم. وفى نفس الوقت لا يستفيد اعضاء الرحلات روحيا وسط كل هذا الضجيج والزحام. المشرفون على الرحلات لا يستطيعون ان يضبطوا النظام فى حالات كهذه. وهكذا لا يستفيد الرهبان ولا الضيوف..

وان رفض الدير قبول هذه الرحلات، يتضايق اعضاؤه ويتذمرون ويقولون: هل قطعنا كل هذه المسافات الطويلة لترفضونا ونحن فى هذا القفر وقد اوشكت الشمس على الغروب، وكيف نرجع؟! ويقع الدير فى حرج! وبخاصة لان كل هؤلاء لم يأتوا بتصريح مسبق، ولم يعطوا الدير فرصة لكى ينظم قبول هذه الرحلات.

ان الرحلة الى الدير، رحلة لها هدف روحى، وينبغى ان تختلف عن رحلة الى الهرم او الى المتحف.

والفائدة الروحية من زيارة الاديرة تأتى بالزيارات الفردية او بالرحلات القليلة العدد (لا تزيد عن عشرة مثلاً) وتكون بنظام دقيق تسلك به الرحلة وببرنامج روحى يوضع لفائدة اعضائها.

وتكون باتفاق مسبق مع الدير وبتصريح خاص ولا يفاجأ بها الدير ولا تسبب له احراجا.

وايضا تراعي هدوء الرهبان وروحياتهم، هؤلاء الذين بنى الدير من اجلهم والذين تركوا العالم وكل ما فيه إلتماسا للهدوء الى يساعدهم على الوحدة والتأمل والتفرغ للعبادة.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ب بيت البستان ن

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي