مجمع فلورنسا

ملوك الفرنجة ومقاومة الإسلام – فشل الوحدة الدينية بسبب روما

فى عصر البابا يوحنا 11 البطريرك ال 89 والذى جلس على كرسى مار مرقس الرسول فيما بين 1428 م إلى 1453 م حاول ملوك الفرنجة وملك القسطنطينية أن يوحدوا جهودهم لحماية بلادهم من الغزو الإسلامى، ورأوا أن بداية هذه الفكرة هو بزوال الخلاف الدينى فيما بينهم وإيجاد أساس من الإتحاد الدينى بين مسيحى الشرق وتتزعمه القسطنطينية والغرب، وبعد تفكير طويل أيتقر الرأى على عقد مجمع لمناقشة سبل الإتفاق على الوحدة بمدينة فلورنسا بإيطاليا يحضره اسقف رومية وبطريرك القسطنطينية وغيرهم من أساقفة العالم المسيحى فى ذلك الوقت.

 

وأرسلت الكنيسة القبطية يوحنا رئيس دير الأنبا أنطونيوس (1) نائباً لها لحضور هذا المجمع العالمى ولكنه وصل فلورنسا متأخراً عقب أنعقاد المجمع وأنتهاءه، وكان نتيجة إنعقاد المجمع هو عودة الإتحاد بين كنيسة القسطنطينية (اليونانية) والكنيسة الرومانية وذهب رؤساء الكنائس عائدين إلى بلادهم على أساس أنهم سيجتمعون مرة أخرى.

 

وكان لابد من الأب يوحنا مبعوث الكنيسة القبطية بداً من العودة وحصل على قرار من المجمع بقبول الكنيسة القبطية ضمن ذلك الإتحاد الذى يرجوه كل مسيحى فى جلسة المجمع التالية.. ولكن هذا الإتحاد الذى كان يسعى إليه الحكومات السياسية المتمثلة فى ملك القسطنطينية وملوك الفرنجة لم يتم بسبب تجاوز أسقف رومية حدود الإعتدال فى طلباته فى إتمام هذا الإتحاد.

 

وقد أذاع مؤرخو الكاثوليك بناء على ما حدث أن الكنيسة القبطية خضعت لأسقف رومية حيناً من الزمن، وأن المقصود من هذا المجمع هو إعادتها إلى الخضوع لسلطانه مرة أخرى وقالت المؤرخة الإنجليزية مدام بتشر (2): ” ولكنى اقول أنها لو كانت خاضعة له من قبل كما يقولون لما كان عين بطريرك خاضعا له فى أيبروشية الإسكندرية (كما يتم فى سائر البلدان الخاضعة لنفوذه) ذاتها الذى فيها البطريرك القبطى مما يثبت صحة إستقلال الأقباط وعدم خضوعهم، ومع ذلك فإنه لم يكن الغرض من قبول الكنيستين اليونانية والقبطية بالدخول إلى مجمع فلورنسا الخضوع للبابا بل مجرد المصالحة والمسامحة بين الكنائس الشرقية والغربية، ولم يحبط ذلك السعى إلا لما رأى رجال الكنيسة اليونانية والكنيسة القبطية إدعاءات بابا رومية الغربية وطلبه السلطة العليا لنفسه فكان هذا سبب رفض اليونان والكنيسة القبطية شروط ذلك المجمع وإنكارها لما عرضت عليهم وأدركوا القصد من ذلك أفتحاد ” أه

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد قديم سفر إشعياء 47

 

=

المراجع

(1) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1983 م ص 458 – 459

(2) كتاب تاريخ ألأمة القبطية – أ. ل. بتشر صدر فى 1889م – الجزء الرابع

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي