جولات فى الكتاب المقدس
سوزان دى ديتريخ
تعريب أغناطيوس هزيم مطران اللاذقية ورهبنة دير مار جرجس الحرف
الفهرس
0 مقدمة
1 بدء الأزمنة (سفر التكوين)
2 عهد سيناء (سفر الخروج)
3 أرض الميعاد (يشوع، القضاة، صموئيل، الملوك)
4 السبي (عاموس، هوشع، إشعياء، ميخا، إرميا، حزقيال، أنظر الملوك الثاني)
5 بقية إسرائيل (عزرا، نحميا، حجي، زكريا)
6 ملء الزمان أو التجسد (الأناجيل)
7 ملك المسيح وعهد الكنيسة (الأعمال والرسائل والرؤيا)
8 سر الكنيسة (الرسائل)
9 آخر الأزمنة (سفر الرؤيا)
10 السماوات الجديدة والأرض الجديدة
11 الحواشى
مقدمة المعرِّب
لسنا فقط لا نعرف الله إلا بيسوع المسيح بل أكثر من ذلك لا نعرف أنفسنا ولا الحياة ولا الموت إلا بيسوع المسيح. وبدونه لا نعرف ما حياتنا أو موتنا أو ما هو الله أو ما نحن.وهكذا فإننا بدون الكتاب المقدس الذي موضوعه يسوع المسيح وحسب, لا نعرف شيئاً ولا نرى في طبيعة الله أو في الخليقة سوى ظلام وتشويش.
منشورات النور
1967
في صيف سنة 1950 دعيت مع رهط كبير من طلاب اللاهوت إلى معهد الدراسات المسكونية لتلقي عدد من الدروس طيلة عشرين يوماً.
وكان لقاؤنا في (بوسي) من أعمال سويسرا. وكنا نقضي النهار بكامله وجزءاً من الليل في القراءة والنقاش. وكانت الآنسة سوزان دي ديتريخ من الأساتذة الذين لفتوني إليهم جداً. فهي على تقدمها في السن كانت منفتحة الصدر لتساؤلات الطلبة المراهقين حول أعمق ما يثير الإنجيل من قضايا. وكان فهمها للكتاب المقدس من النوع الذي شعرت أننا في شديد الحاجة إليه إذ إنها تتمسك بنص الكتاب ولكن ضمن روحه العام. لم أسمعها مرة تجتزئ من الكتاب أجزاء لتستخدمها لأغراضها الجدلية أو العقائدية. ولفتتني سوزان كذلك بخضوعها الداخلي كلياً لمضمون الكتاب الإلهي ونفاذ بصيرتها إلى المقاصد الإلهية من خلال تشعبات التاريخ ومضاعفاته كما يعكسها العهدان القديم والجديد. ولكنها أثرت فيّ بصورة خاصة لما رأيتها دائمة البسمة تتوكأ على عكازيها اللذين يدعمان رجليها المشلولتين في سيرها, وصليبها المعدني الكبير غير البراق يتقدمها بمقدار تقوس ظهرها.
وبعد سنين لقيتها في (جنيف) بعد أن كنت قرأت لها كتابها
Le dessein de Dieu
وأعجبت بوضوحه وسهولته وعمقه وشموله. قلت لها إننا محتاجون في بلادنا وخصوصاً في أوساطنا الأرثوذكسية التي كثيراً ما تهمل مطالعة السفر الكريم إلى دليل لنا يقودنا إلى الكتاب المقدس وسألتها ما إذا كانت تسمح بترجمته إلى العربية وماذا تطلب لقاء ذلك. فأجابت بأنها تسمح شكورة ولا تطلب إلا الصلاة من أجلها ونسخة من الترجمة العربية.
واليوم, والترجمة بين أيديكم أيها القراء المحبوبون, أطلب إليكم بدوري أن تذكروا في صلواتكم كاتب الكتاب وتفيدوا من هذا الدليل لمعرفة القصد الإلهي في التاريخ وفيكم فإن الله لا يعمل في الهواء بل في حياتكم وفي عالمكم.
وختاماً أود القول بأن الكتاب ليس تعريباً حرفياً بالمعنى الضيق المحصور ولكنه ترجمة لروح المؤلف وقصده. لقد حاولت جهدي أن أتحرر من النص الأجنبي وأكون على أشد ما يمكن من الأمانة للكاتب وروحه. إذن فكل الهنات في الترجمة العربية أنا مسؤول عنها كما أنني مسؤول عن كل غموض فيها أو لبس. وإني لأستميحكم عذراً عن هذه كلها.
اغناطيوس
مطران اللاذقية وتوابعها
توطئة
يقف الكثيرون أمام الكتاب المقدس وقوفهم أمام غابة مستعصية يتساءلون: من أين نقدر أن نلجه؟ كيف نشق طريقنا فيه؟.. ثم يقتصر معظمهم على سلوك دروبه الممهدة ويعودون من رحلتم هذه بباقة من النصوص تبقى دائماً هي ذاتها, فيجمعونها كما يتيسر لهم وكما تُجمع الأزهار صدفة من روضة تكسوها الحشائش.
لن نقول بأن مثل هذه الرحلات باطلة, لأن كلمة واحدة يقبلها الإنسان حقاً من فم الله تكفي لتبديل حياته. لكنه يبقى صحيحاً في أكثر الأحيان – مع الأسف – أن (الأشجار تغطي الغابة). فمجموعة النصوص في الكتاب المقدس تُخفي من أمام أعيننا الوحدة الأساسية لرسالة الكتاب.
هذه الوحدة هي بالذات تلك التي نريد إبرازها في هذا الكتاب. لا ندّعي القيام بأي أمر سوى شق طريق للقارئ في تعاريج غابة النصوص, ولبلوغ هذا الهدف يجب أن نترك قسماً كبيراً من الأرض دون تنقيب ذات اليمين وذات الشمال. أما حبل القيادة في دراستنا فسيعطينا إياه الله ذاته: وهو إرادته في أن تخلص البشرية ويخلص العالم. هذه الإرادة كانت فاعلة منذ ابتداء الخليقة وستظل مستمرة تتحقق في التاريخ إلى أن تصل غايتها الأخيرة ويصبح الله الكل في الكل.
ولن نفتش عن إيضاح قضايا اللغة والتاريخ والآداب التي يطرحها الكتاب المقدس, وهذا لا يعني أننا لا نعترف بأهميتها لكننا نتركها لذوي الاختصاص (1). والواقع أننا إذ كنا نحلل مصادر أسفار الكتاب المقدس ونفتش عن نقاط التقاء التقليد العبري بالتقاليد البابلية والمصرية والفارسية – وهذه كلها دراسات مشروعة – فذلك لا يعني أننا توصلنا إلى جلاء سر الكتاب المقدس. لأن هذا كله لا يُلقي نوراً على الدور الفريد الذي لعبه الكتاب خلال العصور وعلى السلطة التي انبعثت منه. يجب بالأحرى أن نسأل الكتاب ذاته إذا كنا نشاء معرفة سره. نعم يجب أن نسأله عن ذاته وماهيته وعما يريد إعلانه لنا.
ليس الكتاب المقدس كتاباً في الفلسفة أو التاريخ. وهو لا يكلمنا عن الله ولكنه يكلمنا باسم الله. وهذا الإله هو الإله الحي أو كما يقول عنه باسكال: إنه إله ابراهيم واسحق ويعقوب لا إله الفلاسفة والعلماء. إنه يتكلم في التاريخ وكل كلمة من كلماته فعل وعمل. ولهذا يمكننا القول أن الكتاب المقدس هو على حدٍ سواء: كلام الله أو كتاب أعمال الله.
فإن الله يتكلم في بدء الأزمنة فتخلق كلمته العالم, ويتكلم في التاريخ فتصنع كلمته مصير الشعوب. ولكنه يتكلم بصورة خاصة في ابنه الوحيد وبواسطته فتكون هذه الكلمة المتجسدة إعلان الله النهائي للبشر. وإن الكلمة هذا – أعني الابن المتجسد – هو الذي يلقي الضوء على كل ما قاله الله في كل زمان ومكان.
الكتاب المقدس كتاب يصعب فهمه بالضبط لأنه في الوقت ذاته بشري وإلهي. فقد كتبه أناس عاشوا في فترة من الزمن معلومة, وكانت لهم لغة معلومة أيضاً, كما كانت لهم ظروف خاصة بهم. فالكتاب إذاً مرتبط بقطعة من التاريخ البشري. غير أنه خلال هذا التاريخ البشري يسير تاريخ آخر هو ذاك الذي يكتبه الله في قلوب البشر, ذاك الذي يصنعه الله من أجلنا, وخلالنا, وبالرغم منا. هذا التاريخ هو تاريخ خلاص, تاريخ معركة, يخوضها الله من أجل البشر وضدهم أيضاً.
الكتاب المقدس تبلغ إنسانيته حدّ العظمة والمأساة. فهو يضعنا أمام بشر من لحم ودم لهم كرههم ولهم حبهم, لهم أهواؤهم ولهم رذائلهم. وهذه الأهواء تبرز وكأنها في بعض الأحيان تنصبّ على الله ذاته! فإذا كنا نفتش في الكتاب المقدس فقط عن ناموس أخلاقي نكون قد ضللنا. لأن بطاركته كذابون وأنبياءه ومؤلفي مزاميره ينقلبون أحياناً إلى مبشرين بالضغينة والكراهية. الكتاب المقدس من أول صفحة حتى آخر صفحة فيه ليس كتاب عِبَرٍ وأمثال بالمعنى الساري للكلمة. إنه كتاب يبسط أمامنا مأساة يقف فيها الإنسان وجهاً لوجه أمام الله وفيها يلعب الله الدور الأكبر. إنه يكتشف لنا أن التاريخ معركة مستمرة بين الله الذي يدعو الإنسان والإنسان الذي يقاوم دعوة الله. وفي وسط هذا التاريخ ينتصب صليب. هذا الصليب هو العنصر الذي يدعو إلى الحيرة في الكتاب المقدس وفي كل التاريخ البشري. لأن الله قد اختار هذه الوسيلة: أن يأتي ويعلو على الصليب لكي يخلّص العالم. كل شيء في الكتاب, من صفحات سفر التكوين الأولى حتى آخر صفحة من رؤيا يوحنا, يتجه نحو الصليب وينتهي إليه. ومنذ أن زُرِع الصليب في قلب العالم أصبح العالم لا يمكن أن يكون له معنى إلا فيه, وبواسطته. الصليب هو المكان الذي تبلغ فيه المعركة بين الله والإنسان ذروتها. وهو المكان الذي ينتصر فيه الحب الإلهي انتصاراً كلياً على الشر, وعلى الموت. والصليب أيضاً هو المكان الذي يرضى فيه الله – في الظاهر – أن يخسر المعركة لكي يربحها نهائياً.
سرّ الصليب هو قمة سرّ يجتاز الكتاب المقدس كله: لأن الله لم يكن في أي مكان آخر أبرز حضوراً وأشد تخفياً منه في الجلجلة: (إلهي إلهي لماذا تركتني).
لو تجاهلنا قصة يسوع وجاء أحد الناس ليخبرنا بأن الله صمم على إرسال ابنه الوحيد إلى البشر لكي يعيدهم إليه لتصوّرنا أن هذا الابن سيأتي بجمال باهر ومجد عظيم بحيث ينجذب الناس إليه دون مقاومة. لكن سرّ يسوع هو أنه أتى مشابهاً للبشر لدرجة أن جماعات منهم مرت بجانبه ولم تعرفه. والذين عرفوه وجدوه متعباً مقلقاً ففكروا في التخلص منه بأسرع ما يمكن.
ولو كنا لا نعرف شيئاً عن الكتاب المقدس وأتى من يقول لنا أن الله أعلن عن ذاته للبشر من خلال كتاب يضم بين دفتيه شهادة الذين رأوه وسمعوه, لتصورنا – كما أعتقد – كتاباً باهراً في منطقه وقوياً في حجته بحيث يُقْنع كل من يقرأه. وها هو الكتاب بين أيدينا كتاب بشري مليء بالغموض وبالمتناقضات. لقد شبه لوثر العهد القديم بأقماط فقيرة التف فيها الطفل يسوع. نعم لقد اختار الله ضعف الكلام البشري لكي يعلن نفسه من خلاله تماماً كما اختار لابنه الوحيد اتضاع المذود وفقره. وفي هذا الفقر بالضبط يُشرق مجده. لأن بهاءه ليس من هذا العالم ولكنه من مصف آخر هو مصف المحبة.
إن سر المحبة الإلهية هو سر اتضاع, فلكي يرفع الله خليقته إليه يبدأ بأن ينزل إليها ويكلمها بلغتها هي ويتخذ لحمها هي. فالله إذاً يقدّم نفسه للناس في الكتاب المقدس كما يقدم نفسه لهم في ابنه الوحيد. والبشر أحرار في أن يفعلوا بهذا الكتاب ما يشاؤون: أن يشرّحوه مثلاً, وأن يزدروه, وأن يرفضوا أولئك الذين يفتح الله عيونهم يرون أن الظلمات قد أصبحت نوراً, وأن الكتاب المقدس قد أصبح (عمل الله بالمسيح) الذي فيه كل متاعب الإنسان وكل ألغاز التاريخ تجد لها جواباً.
يقع تاريخ الخلاص في الكتاب المقدس بين رؤيتين هما بمثابة مقدمة الرواية الإنسانية وخاتمتها, أعني: رؤية الفردوس المفقود ورؤية مدينة الله. هاتان هما نافذتان مفتوحتان على الأبدية: الإعلان عما كان يمكن أن يحدث لو لم يكن الإنسان قد انفصل عن الله, والإعلان عما سيكون عندما يتم عمل الرب الخلاصي وتتفتق الإنسانية المصالحة مع الله في البهجة الإلهية.
لن يعود الإنسان المفتدى يوماً إلى حالة الإنسان البريء كما كان في الفردوس والخليقة الجديدة ليست مجرد ترميم للخليقة الأولى. لأن المشعل الذي ينيرها هو الحمل المذبوح ومن الآن فصاعداً يُطبع الإنسان بطابع الحب الذي افتداه. لقد دخل في سر الشركة الإلهية, ولكن كان عليه أن يجتاز الموت حتى يعرفها.
هاتان الرؤيتان اللتان في سفر التكوين وفي سفر الرؤيا هما المنارتان اللتان تضيئان كل الفترة التاريخية البشرية التي تأتي بينهما: فإن لهذه الفترة معناها واتجاهها, والكلمة الأخيرة فيها هي الظفر النهائي لله, والتاريخ كله يتحرك نحو هذا الظفر الذي تممه يسوع المسيح بتضحيته وقيامته.
ويُقسم عمل الله عبر العصور إلى ثلاث حقبات جوهرية أو إذا شئنا إلى ثلاثة أوقات:
1- التوراة أولاً تعلن لنا كيف أن الله بنعمته الحرة يختار لنفسه شعباً يحوّله إلى أداة يشهد له بين الشعوب. فيصبح هذا الشعب الحاملَ للمواعيد, والمعبر عن أحكام الله, والإشارة إلى الخلاص الآتي, والمعلن لمجيء المسيح.
2- أما الحقبة الثانية فهي حقبة التجسد, أي مجيء يسوع المسيح على الأرض وتمام الأزمنة كما يقول الكتاب. في هذه الحقبة ينتصر يسوع بحياته وتقدمته نفسه ذبيحة على الصليب, ينتصر على قوة الشيطان ويتمم أحكام العهد القديم ومواعيده. إنه الإنسان, آدم الثاني ووالد إنسانية جديدة وشعب جديد هو الكنيسة.
3- وفي الحقبة الثالثة يعتلن يسوع المسيح بالقيامة والصعود رب السماء والأرض. ولكن ربوبيته – مع كونها حقيقة واقعة – لا تظهر بعد ولن تظهر قبل انتهاء الأزمنة, عندما يأتي ليدين العالم ويقدم كل شيء على أبيه. وفترة الانتظار هذه التي تفصلنا عن آخر الأزمان هي فترة الصبر الإلهي, فترة الكنيسة, الزمن الذي أُعطي لنا لكي نبشّر بخلاص الله إلى أقاصي الأرض.
نحن في هذه الحقبة نعيش. لقد ظن العصر الرسولي أن المسيح سيسرع بالمجيء الثاني ولكن رسالة بطرس تذكرنا بأن ألف سنة في عيني الرب كيوم واحد. ومنذ القيامة والعنصرة دخلت البشرية في آخر الأزمان, زمن التبشير والدعوة والحكم, وكل جيل من الأجيال البشرية عليه أن يتخذ قراراً نهائياً فيما إذا كان إلى جانب مسيح الله أم ضده. (لقد وضعت أمامك الحياة والموت وعليك أن تختار) (تثنية19: 30).
هنالك ساعات تأخذ فيها هذه الكلمات معنى أكمل وأشد هولاً منها في ساعات أخرى. فقد يكشف الموت عن وجهه ليضرب مدينة بكاملها ضربة واحدة. وقد تقوم أحداث تتكفل بتذكيرنا – بعنف ودونما شفقة – بأننا في عالم منذور للموت. ونحن الآن نجتاز مثل هذه الساعات. فإن فوضى الوجود وفوضى الزمن التاريخي الذي فيه نعيش يدلان على قلق خليقة انفصلت عن خالقها, وبشرية ثارت ضد ربها واختارت الموت على الحياة عندما وُضعت أمامهما. لقد أُسلمت أرضنا إلى قوة الشرير, ومن الناحية البشرية قد نميل إلى القول أنه لم يعد أمل بالنجاح, وإن المعركة لا شك خاسرة.
إن الكتاب المقدس يذكر قوة الجحيم هذه لأن المسيح قد واجهها على الصليب. ولكن بما أنه واجهها وغلبها يعرف الكتاب المقدس أيضاً أن قوة الشيطان هذه لا تظفر إلا مؤقتاً, وأن أقلقت الأرض بظفرها: ففي المسيح يسوع غُلب الشيطان نهائياً. ذلك يعرفه حتى الشيطان نفسه. والمسيحي الذي يحيا في الإيمان بمخلصه يملك مسبّقاً عربون الغلبة. فليس له أن يخاف شيئاً مما في الأرض أو مما في الجحيم لأنه يعرف أن لا شيء يستطيع أن يفصله عن سيده. هذا النصر وهذه الغلبة هما على عاتق المؤمن رسالة ينقلها إلى العالم.
(النور أتى في الظلمة والظلمة لم تقبله) (يو 5: 1). فمن أول التكوين إلى آخر الرؤيا ليس هنالك من موضوع آخر سوى موضوع الصراع بين النور والظلام. هذا الصراع هو تاريخ البشرية بكليته. ولكنه أيضاً تاريخنا نحن عامة, وتاريخ كل واحد منا بصورة خاصة.
الكتاب المقدس هو مفرق الطرق الذي يواجهنا فيه الله في المسيح يسوع ويضعنا كلاً أمام قراره النهائي: مع المسيح أم ضده.