الإعجاز العددي للكتاب
عجيبة هي شهاداتك لذلك حفظتها نفسي
(
مزمور 119: 129
)
عرفنا في الفصل السابق أن مبدع الكون هو بنفسه الذي أوحى بالكتاب، وعليه فإننا نتوقع أنه إذا كان للأرقام دلالات محددة في الخليقة: في الطبيعة، وفي الكيمياء، وفى علم الأحياء، وفي الحياة الطبيعية، فإننا نتوقع أن يكون لها أيضاً دلالات محددة في الكتاب المقدس*، بل أن يكون لها ذات الدلالات. ترى هل هذه الأمور هكذا؟
سنرى في هذا الفصل جانباً من الإعجاز الرقمي في الكتاب المقدس. وسنرى ما سبق أن اكتشفه داود في الخليقة أن « الله طريقه
كامل »
(
مز
18
: 30
)
، وفي الكتاب أن « ناموس الرب
كامل »
(
مز19: 7
)
.
(
فالرقم 1
)
مدلوله الأولوية والرئاسة وكذلك الوحدة
ولهذا يرتبط الرقم
(
1
)
في الكتاب المقدس بالله الواحد
(
تث6: 4، يع 2: 19
)
، وبالمسيح الرأس
(
إش 44: 6، رؤ1: 17، 2: 8، 22: 13
)
، وبالكنيسة باعتبار وحدة أفرادها
(
أف4: 3 – 6، يو10: 16، 17: 10، 21-23
)
. وهكذا
(
والرقم 2
)
ومدلوله الشركة والاتحاد والاقتران. كما أنه رقم الشهادة الكافية
انظر مت19: 5، جا4: 9، 2كو13: 1.
لذلك نجد الكتاب المقدس يتكون من عهدين: العهد القديم والعهد الجديد. كما أن الوصايا العشر كانت مكتوبة علي لوحين
(
خر31:
18)
. وكان في قدس الأقداس كروبان
(
خر25:
18
،1 مل6: 23
)
. وفي هيكل سليمان عمودان
(
1مل7: 15
)
. وهو الرقم الذي يمثل الحد الأدنى للاجتماع باسم الرب
(
مت
18
: 19، 20
)
وللشهادة له
(
مر6: 7، أع1: 10، رؤ11: 3، يو8: 17،
18)
. والله كرر الحلم على فرعون مرتين لتأكيده
(
تك41: 32
)
.
(
و الرقم 3
)
هو رقم التحديد
فللتعبير عن الأجسام يلزم علي الأقل 3 أبعاد، ولتحديد المكان يلزم علي الأقل 3 محاور، والمثلث هو أبسط الأشكال الهندسية. وللمادة 3 أحوال
(
صلبة أو سائلة أو غازية
)
. والذرّة تتكون من إلكترونات وبروتونات ونيوترونات. والكائنات الحية
(
حيوانات أو أسماك أو نباتات
)
تتكون بصفة عامة من 3 أجزاء.
ويعلمنا الكتاب المقدس أن الإنسان كائن ثلاثي
(
جسد ونفس وروح – 1تس5: 23
)
.
وأن لله أقانيم ثلاثة
(
الآب والابن والروح القدس – مت 28: 19
)
.
وكان لخيمة الاجتماع في العهد القديم أقسام ثلاثة
(
الدار الخارجية – والقدس – وقدس الأقداس
)
. والمعادن المستخدمة فى صنع أدواتها ثلاثة
(
الذهب والفضة والنحاس
)
. وثلاث مرات كان يصعد جميع الذكور إلى أورشليم فى السنة. والسماوات عددها ثلاث
(
2كو 12: 2
)
. وتتكرر عبارة « أبا الآب » في العهد الجديد 3 مرات
(
مر14: 36، رو8: 15، غل4: 6
)
..
وهو أيضاً رقم القيامة من الأموات
(
2مل20: 5، هو6: 2، يون1: 17، مت16: 21، 1كو15: 4.. الخ
)
.
(
والرقم4
)
هو رقم الأرض
فالأرض لها أطراف أربعة: الشمال والجنوب والشرق والغرب
(
إش 11: 12، رؤ7: 1 مع إر49: 36، زك6: 5
)
، كما أن هناك فصولاً أربعة في السنة، وبالتالي فهو رقم العمومية.
لذلك نقرأ في الكتاب أن المذبح كان مربعاً، وكان له أربعة قرون
(
خر27: 1،2، 30: 2، رؤ9: 13
)
، وتُقدَم عليه أربعة أنواع من الذبائح
(
لا1- 5
)
. ثم هناك أربع إمبراطوريات تعاقبت السيادة علي الأرض في الفترة المسماة بأزمنة الأمم
(
دا2، 7
)
.. وهناك أيضاً 4 أناجيل.
(
والرقم 5
)
هو رقم المسئولية ورقم النعمة:
فهو عدد حواس الإنسان، وكذا عدد الأصابع فى كل من أطرافه.
ونظراً لأن هذا الرقم حاصل جمع 4 +1 فهو يحدثنا عن الخالق مع الخليقة، أو بالحري هو رقم عمانوئيل “الله معنا”.
لهذا يتكرر هذا الرقم أكثر من غيره في خيمة الاجتماع. فمثلاً كان ارتفاع ألواح الدار الخارجية في الخيمة 5 أذرع
(
خر27:
18)
، وكذلك طول مذبح المحرقة
(
خر27: 1
)
، وهو عدد الأعمدة علي مدخل القدس
(
خر 26: 37
)
. وكان هو عدد شواقل فضة الفداء
(
عد3: 47
)
. كما أنه عدد الحجارة المُلْس التي أخذها داود في حربه مع جليات
(
1صم17: 40
)
.
وفي العهد الجديد نقرأ عن خمس عذارى حكيمات وخمس جاهلات
(
مت25
)
، وعن خمسة أرغفة شعير
(
يو6: 13
)
. وهكذا. كما أن عدد جروح المسيح كانت خمسة؛ في يديه ورجليه وجنبه!
(
والرقم 6
)
هو رقم الإنسان والعمل
فلقد خُلق الإنسان في اليوم السادس
(
تك1: 26
)
، كما أن أيام العمل في الأسبوع ستة
(
انظر خر20: 9
)
، ومثلها سنوات عبودية العبد العبراني
(
خر21: 2
)
. وبالمثل أوصى الرب شعبه أن يزرعوا أرضهم ست سنين ويريحوها في السنة السابعة
(
لا25: 3،4
)
.
ولأن الإنسان شرير وكذلك كل عمله
(
رو3: 12
)
، لذلك ارتبط هذا الرقم في الكتاب المقدس بالشر؛ فالشعوب الذين طردهم الرب بسبب شرهم من أرض كنعان ستة
(
تث20: 17
)
، وجليات الفلسطيني كان طوله 6 أذرع وشبر، وأسنان رمحه ست مئة شاقل حديد
(
1صم17
)
، وابن رافا عدو داود كان له ست أصابع في كل من أطرافه
(
2صم21: 20
)
، ومدة حكم عثليا الملكة الشريرة ست سنين
(
2مل11: 3
)
، وتمثال نبوخذنصر كان طوله 60 ذراعاً وعرضه 6 أذرع
(
دا3: 1
)
. ونقرأ في العهد الجديد عن ستة أجران فارغة في يوحنا 2: 6، وستة رجال في حياة المرأة السامرية
(
يو4:
18)
، والغني في لوقا 16 كان له خمسة إخوة غيره، وهم جميعاً غير مبالين بالله أو بالأبدية.
والمسيح له المجد صُلب يوم الجمعة؛ اليوم السادس من الأسبوع، وقضي فوق الصليب 6 ساعات. والظلمة بدأت هناك الساعة السادسة!!
ورقم الوحش الذي سيظهر في فترة الضيقة العظيمة هو 666
(
رؤيا13:
18)
. وهو بالأسف نفس عدد وزنات الذهب التي جاءت لسليمان في سنة واحدة
(
1مل10: 14 قارن مع تث17: 17
)
.
(
والرقم 7
)
هو رقم الكمال
فهو عدد أيام الأسبوع، وألوان الطيف، والسلم الموسيقى. كما أن الفتحات التى فى رأس الإنسان عددها سبع.
ولقد سبق لنا في الفصل السابق أن تأملنا في مدلول هذا الرقم.
(
والرقم 8
)
هو رقم الجديد.
فهو رقم أول يوم في الأسبوع الجديد، وبداية السلم الأعلى في الموسيقى، ولهذا اعتبر أنه يعبر عن ما هو جديد.
فنجد أن ثمانية أشخاص نجوا بالفلك ودخلوا إلى الأرض الجديدة
(
1بط3: 20
)
، ويُذكَر نوح في العهد الجديد ثمانى مرات. كما نجد أن الختان كان يحدث في اليوم الثامن
(
تك17: 12
)
، وتطهير الأبرص كان يتم فى اليوم الثامن
(
لا14: 10
)
، والباكورة كانت تُقدَم في غد السبت أي في اليوم الثامن، وكذلك أيضاً عيد الخمسين
(
لا23: 11، 16
)
.
ثم إن قيامة المسيح حدثت يوم الأحد أي في اليوم الثامن، وكذلك أيضاً حلول الروح القدس.
ورفقة عروس اسحق كانت بنت بتوئيل الثامن بين إخوته
(
تك22: 20-23
)
. وكذلك أيضاً كان ترتيب داود بين إخوته الثامن
(
1صم17: 12،14
)
.
ويسجل الكتاب المقدس 8 أشخاص أقيموا من الأموات! ابن أرملة صرفة
(
1مل17
)
، وابن الشونمية
(
2مل4
)
، والذي مس عظام أليشع
(
2مل13
)
، وابنة يايرس
(
مر5
)
وابن أرملة نايين
(
لو7
)
، ولعازر
(
يو11
)
، وطابيثا
(
أع9
)
، وأفتيخوس
(
أع20
)
.
وكتبة العهد الجديد عددهم ثمانية!
ومن الجميل أن نعرف أن الاسم الكامل « الرب يسوع المسيح » مذكور فى العهد الجديد 88 مرة، وكذلك أيضاً « ابن الإنسان » مذكور88 مرة.
ثم أن القيمة العددية لاسم « يسوع » باليوناني هو 888. ولاسم « المسيح » وباليوناني “كريستوس” 1480
(
8×
18
5
)
، ولاسم « الرب » وباليوناني « كريوس » 800
(
8×100
)
ولاسم « المخلص» وباليوناني “سوتر” 1408
(
8× 176
)
ولاسم « يسوع المسيح » هو 2368 = 37×8×8.
وهناك 8 تركيبات مختلفة لأسماء المسيح الثلاثة الرئيسية وردَت في الكتاب كالآتي:
الرب – يسوع – المسيح – الرب يسوع – الرب المسيح – يسوع المسيح – المسيح يسوع – الرب يسوع المسيح
(
والرقم 9
)
هو رقم الإعلان الواضح.
إنه 3×3
(
كمال الإعلان
)
. ولهذا تحمل المرأة طفلها تسعة أشهر فى بطنها، وبعد ذلك يخرج إلى النور مكتمل النمو.
وفي الكتاب المقدس نجد أن ثمر الروح المذكور فى غلاطية 5: 22 يتكون من تسع فضائل مباركة. ومواهب الروح فى 1 كورنثوس12: 8-11 عددها 9. والرب بدأ موعظته علي الجبل
(
مت5-7
)
بتسعة تطويبات.
كما نقرأ أن الرب يسوع فوق الصليب نطق بالقول « قد أُكمل» الساعة التاسعة
(
مر15: 34
)
، وهو نفس وقت التقدمة المسائية
(
عز9: 5، لو1: 10
)
.
ونلاحظ أن القيمة العددية لكلمة « آمين » في اليوناني =99، وأن الرب نطق بكلمة « الحق » في الأناجيل الأربعة 99 مرة!!
(
والرقم 10
)
هو رقم المسئولية.
إنه 5×2 أي المسئولية الكاملة. ولاحظ أنه عدد أصابع كلتا اليدين، لذلك كانت وصايا الله للشعب عشراً
(
خر34: 27، 28، تث4: 13
)
.
ولأن الإنسان فاشل في المسئولية، لذلك نقرأ أن الشعب جرب الرب فى البرية عشر مرات
(
عد14: 22،23
)
، كما أن فرعون كمسئول أمام الله يذكر الكتاب عنه أنه قسّى قلبه عشر مرات، وأتت عليه عشر ضربات.
ويرتبط بهذا أن عدد الشقق الجميلة في خيمة الاجتماع عشر
(
خر26: 1
)
، فشخص المسيح هو الذي غطى المسئولية التي كانت علينا. وفي العاشر من الشهر الأول دخل الشعب إلى أرض الموعد، وهو نفس يوم إحضار خروف الفصح قبل أربعين سنة
(
خر12: 3، يش4: 19
)
. ويتكرر هذا الرقم في هيكل سليمان بصورة بارزة. ويشبّة ملكوت السماوات بعشر عذارى
(
مت25
)
.
(
والرقم 11
)
هو رقم الفرح
فهو يساوى 10+1 أي وفاء المسئولية وتغطيتها. وفي الموسيقي نجد أن مضاعفات الرقم 11 من الذبذبات تعطي الصوت المعين في السلم الموسيقي، ومضاعفات 11 أيضاً تفصل بين ذبذبة كل صوت في السلم والصوت الذى يليه.
وفي اللغة العبرية كلمة «عيد» قيمتها العددية 11.
وفي الكتاب المقدس نجد أن الرقم 11 يحدثنا عن الفرح وعن الترنيم المرتبط بسداد مسئولية الإنسان.
وتتكرر كلمة « عمل » بصدد الخليقة فى تكوين
(
1: 1 إلى 2: 3
)
11 مرة؛ فالله يفرح بعمل يديه! وفي خيمة الاجتماع كانت المنارة في القدس بها 22 أي
(
2×11
)
كأسة لوزية بعجرة وزهرة
(
خر25: 31-36
)
. وكان فوق الشقق الجميلة العشر، إحدى عشرة شُقة من شعر المعزى
(
خر36: 14
)
. والراجعون من السبي أيام عزرا قدموا 77
(
7×11
)
خروفاً
(
عز8: 35
)
. ونحميا يذكرفىسفره أنه التجأ إلى الرب بالصلاة 11 مرة.
ولقد كان يوسف، الابن المحبوب ليعقوب، هو الابن رقم 11. والتلاميذ بدون يهوذا الإسخريوطي كان عددهم 11.
وفى العهد الجديد يذكر التعبير « محبة الله » 11 مرة. وبصدد محاكمة المسيح وصلبه تسجل الأناجيل 11 شهادة لبرّه
(
مت 27: 4،19،24، لو 23: 4،14،15،22،41،47، يو19: 4،6
)
.
ويسجل الكتاب المقدس 11 ظهوراً للرب يسوع بعد قيامته من الأموات لخاصته من المؤمنين!
(
والرقم 12
)
هو رقم نظام الله في خليقته.
فالبروج في السماء عددها اثنا عشر، ولهذا كان هو عدد شهور السنة
(
رؤ22: 2
)
كما أنه هو عدد ساعات النهار
(
انظر يو 11: 9
)
، ومثلها ساعات الليل. وبالتالي فهو الرقم الذى يعبر عن إدارة الله وتنظيمه فى الخليقة.
لذلك نقرأ في العهد القديم عن 12 سبطاً، يرتبط بهم 12 حجراً كريماً علي صُدرة رئيس الكهنة
(
خر28
)
، وكذلك 12 رغيفاً في القدس علي مائدة خبز الوجوه
(
لا24: 5
)
. والقضاة المذكورون في سفر القضاة عددهم 12. وفى العهد الجديد أقام الرب 12 رسولاً أرسلهم إلى شعبه الأرضي. كما نقرأ عن 12 قفة مملوءة كِسراً فاضلة من معجزة إشباع الآلاف.
وبالارتباط مع معنى هذا الرقم نقرأ أيضاً عن 12 أسداً علي درجات عرش سليمان
(
1مل10: 20
)
. وعن 12وكيلاً لسليمان
(
1مل7: 4
)
. وعن 12 ثوراً أُقيم عليها بحر النحاس في الهيكل
(
2أخ4: 4
)
. ويُذكر هذا الرقم بصدد المدينة السماوية في رؤيا9: 21 إلى 4: 22 نحو 12 مرة!
(
والرقم13
)
هو رقم الشر
فهو الرقم الذى منه تتشاءم شعوب كثيرة. وبتتبع هذا الرقم فى الكتاب المقدس نجد أنه يرتبط بالخطية وبالشيطان الذى يريد أن يشوه نظام الله فى الخليقة، كما يرتبط كذلك بقضاء الله ودينونته على هذه الحالة.
فالرقم 13=12+1. أي الخروج عن ترتيب الله ونظامه.
وأول ذِكر لهذا الرقم فى الكتاب كان مرتبطاً بالعصيان والحرب
(
تك4: 14
)
. وفترة الذل فى حياة يوسف كانت 13 سنة. وضربة البرد، وهو ما يعبر عن غضب الله
(
مز12:
18
،13،أى22: 38،23
)
، مذكور فى
(
خروج9
)
13 مرة. وأريحا، مدينة اللعنة، طيف حولها قبل أن تسقط أسوارها 13 مرة. والأمر بإبادة اليهود أيام أحشويرش صدر فى اليوم الثالث عشر من الشهر الأول، على أن يبادوا في اليوم الثالث عشر من الشهر الثاني عشر
(
أس12: 3،13
)
.
ويذكر فى الكتاب المقدس 13 مجاعة
(
تك12: 10 وتك26: 1 وتك43: 1 مع أع7: 11 وقض6: 4 ورا1: 1 و2 صم 21: 1 و1مل17 مع لو4: 25 و2مل 4: 38 و2مل6: 25، 2مل8: 1 ومرا4: 3-10، 5: 10 مع إر52: 6، 2مل25: 3 وأع11: 28 ورؤ6: 5،6 مع مت24: 7
)
!
وعبارة « هذه مواليد » أو « كتاب مواليد » تتكرر فى العهد القديم 13 مرة، حيث أن كل نسل آدم مولود بالخطية. إلى أن نصل إلى فاتحة العهد الجديد فنقرأ عن كتاب ميلاد يسوع المسيح؛ إنها المرة الرابعة عشر: أي 7×2 كمال الإنسان الثاني؛ الذي هو الله وإنسان في آن معا!
والعجيب أن أسماء الشيطان في اللغة اليونانية قيمتها العددية هي دائماً مضاعف الرقم 13. فعلى سبيل المثال « إبليس والشيطان »
(
رؤ9: 12
)
القيمة العددية لحروفه =2197=13×13×13!
جمال تراكيب الكتاب
ثم دعنا نلقي نظرة على إعجاز الكتاب المقدس في رقميات تراكيبه. فالعهد القديم عدد أسفاره 36 أي 3×12. وعلى ضوء ما ذكرناه آنفاً من معان للأرقام نفهم أن هذا الرقم يعنى الله فى حكومته على الأرض. وهذا بالفعل هو الطابع الإجمالي لكل العهد القديم. أو قد نعتبره 6×6 أي أن كل العهد القديم أثبت أن الإنسان
(
الذي رقمه 6
)
شرير
(
وهو رقم 6
)
. فشر الإنسان في انتظار خلاص الله، وهو ما أظهرته حكومة الله على الأرض.
أما أسفار العهد الجديد فعددها 27 أي 3×3×3، أي الله في كمال الإعلان؛ فإن ما يميز العهد الجديد هو « وبالإجماع عظيم هو سر التقوى؛ الله ظهر في الجسد »
(
1تي3: 16
)
. هذا هو بالفعل الطابع العام للعهد الجديد.
ومجموع أسفار الكتاب المقدس هو 63 أو 7×3×3 كمال الإعلان الإلهي!
إعجاز من الأسفار الشعرية
:
نأخذ أيضاً عينة واحدة من المزامير التسعة الأبجدية، وليكن مزمور 119، هذا المزمور مركّب من22 فقرة أبجدية، كل فقرة منها مكونة من ثمانية أعداد، يبتدئ كل منها بالحرف الذى يخص فقرته. إذاً فالرقم 8 – الذى يحدثنا عن « الجديد » – يفرض نفسه على المزمور كله. وهذا مناسب لأن موضوع هذا المزمور هو حالة الشعب في التجديد
(
مت19: 28
)
أي الملك الألفي. فعندما يقطع الرب مع شعبه الأرضي عهداً جديداً فإن الأبجدية كلها
(
أي كل كلامهم
)
سيتفق وكلمة الله، التي هي موضوع هذا المزمور العجيب، ويكاد لا تخلو كل آيات المزمور من الإشارة إليها، لأن الله إذ ذاك سيجعل شريعته فى داخلهم ويكتبها على قلوبهم
(
أر33: 31
)
.
ومثال آخر من سفر المراثي، حيث أصحاحات 1،2،4،5 مكونة من 22 آية على عدد الأبجدية العبرية، وكل آ ية من آيات الأصحاحات 1،2،4 تبدأ حسب الحرف المقابل لها بالترتيب. أما الأصحاح الثالث فيتكون من 66 آية بحيث أن الحرف مكرر 3 مرات متتالية. فأصحاح ثالث وأبجدية مكررة 3مرات، والجميل أن موضوع الأصحاح هو بالفعل القيامة!
إعجاز من الأسفار النبوية:
في مطلع نبوة يوئيل تَرِد نبوة عجيبة، حتى أن الرب دعا شعبه جميعاً ليسمعوها وليخبروا بها أبناءهم حتى الجيل الرابع، وهذه النبوة هي « فضلة القمص أكلها الزحاف، وفضلة الزحاف أكلها الغوغاء، وفضلة الغوغاء أكلها الطيار »
وقد يبدو للمتأمل السطحي أن الرب يحذر من ضربات الجراد الرهيبة، وكما نعلم فإن ضربة الجراد من أشد الضربات فتكاً، إذ أنها تترك الشعب في حالة رهيبة من الجوع.
لكن بالإضافة إلى هذا المعنى الظاهري، هناك معنى آخر أعمق، ونستدل عليه عندما نعرف أسماء أطوار الجراد المذكورة سابقاً في اللغة العبرية، ومعاني تلك الأسماء، وقيمتها العددية بأن نستعيض عن حروف تلك الكلمات بقيمتها العددية
(
انظر الفصل السابق
)
فنحصل على ما يلي:
القمص
(
وبالعبري جزم
)
ج ز م؛ والكلمة العبرية تعني يقطع أو يفترس، قيمتها العددية 3 + 7 + 40 = 50
والزحاف
(
وبالعبري أربة
)
أ ر ب ه؛ تعني يكثر أو يزيد، قيمتها العددية 1 + 200 + 2 + 5 = 208
والغوغاء
(
وبالعبري يلق
)
ى ل ق؛ بمعنى يلعق أو يلحس، قيمتها العددية 10 + 30 + 100 = 140
والطيار
(
وبالعبري حسيل
)
ح س ى ل؛ بمعنى مدمر، قيمتها العددية 8 + 60 + 10 + 30 = 108
لاحظ أنها أطوار أربعة، وأن قيمتها العددية هي على التوالي 50، 208، 140، 108
والآن أية رسالة عجيبة متضمنة في هذه القيم العددية لجيش الجراد في أطواره الأربعة المتعاقبة؟ إن هذه الأطوار تمثل لنا إمبراطوريات الأمم الأربع التي تعاقبت السيادة علي الشعب وهي: الكلدانيين والفرس واليونان، والرومان، والقيمة العددية لتلك الأسماء بالعبري تمثل تماماً سني الاستعباد لتلك الإمبراطوريات!
فمن خراب هيكل سليمان على يد الكلدانيين سنة 588ق.م.، حتى سقوط بابل سنة 538 ق.م. = 50 سنة – هذه هي ضربة القمص المفترس.
ومن خراب بابل سنة 538 ق. م.. حتى هزيمة الفرس على يد اليونان سنة 330 ق. م. = 208 سنة – هذه هي ضربة الزحاف، الكثير.
ومن انتصار اليونان سنة 330 ق. م. حتى هزيمة أنتيوخس أبيفانس بواسطة الرومان سنة 190 ق.م.=140 سنة. هذه هي ضربة الغوغاء الذي يمسح الأرض.
وأخيراً من مُلك هيرودس الكبير عام 38 ق. م. حتى خراب أورشليم والهيكل على يد تيطس الروماني سنة 70 م = 108 سنة. هذه هي ضربة الطيار المدمر المتلف!
شفرة الكتاب
كان بداية التفكير في مسألة شفرة الكتاب من أكثر من خمسين سنة، عندما ذكر رابي يقيم في براج بتشيكوسلوفاكيا يدعى فايس ماندل، أنك لو كتبت حروف سفر التكوين، ولم تدخِل مسافات بين الحروف ولا بين الكلمات ولا بين الجمل، بل تكتب الحروف إلى جوار بعضها، تماماً كما كانت تُكتَب في المخطوطات القديمة، وتُسقط خمسين حرفاً وتأخذ الحرف 51 ثم تترك 50 حرفاً آخر وتأخذ الحرف الذي يليه، وهكذا دواليك فإنك ستحصل على كلمة “التوراة”. ولقد كرر نفس الأمر في سفر الخروج، فحصل على ذات الكلمة “التوراة”، ثم كرر الأمر في سفر العدد، وفي سفر التثنية فحصل في كل مرة على نفس الكلمة “التوراة”!
كان هذا من نحو خمسين سنة، وأما الآن، وبعد اختراع الكومبيوتر فقد حدثت طفرة عجيبة في ذلك المجال. فلقد ظهر في بداية العام الماضى
(
1997
)
في أمريكا كتاب بعنوان
The Bible Code
،
فأحدث صدوره دوياً عالياً في الأوساط الدينية، وتحدثت عنه هناك المجلات وأجهزة الإعلام المسموعة والمرئية. مؤلف هذا الكتاب “ميخائيل دروسنن” يقول في أول الكتاب أنه سافر إلى تل أبيب في سبتمبر عام 1994 لمهمة محددة؛ أن يحذر رابين رئيس وزراء إسرائيل من خطر اغتياله، بناء على شفرة الكتاب المقدس، حيث أنه في المرة الوحيدة التي فيها يظهر اسم اسحق رابين كاملاً بواسطة الشفرة فإن حادثة إغتياله تتقاطع مع حروف اسمه. ثم لما حدث الاغتيال بعد نحو سنة واحدة من تحذيره هذا، فقد اقتنع المؤلف تماماً أن تلك الشفرة حقيقة مؤكدة.
كانت بداية قصة دروسنن مع شفرة الكتاب عندما نما إلى علمه، عن طريق أحد أصدقائه في إسرائيل أن هناك كتاباً ذكر حرب الخليج “عاصفة الصحراء” قبل حدوثها بآلاف السنين، هذا الكتاب هو الكتاب المقدس. ولأنه شخص لا تعنيه كثيراً المسائل الدينية، كما يقول هو في مقدمة الكتاب، فإنه في البداية لم يكن متحمساً للموضوع، لكن في منزل أحد علماء الرياضيات في أورشليم، وعلي جهاز الكومبيوتر، أراه ذلك العالم كيف أن هناك شفرة في الكتاب المقدس وهذه الشفرة أخبرت بحرب الخليج، وحددّت يوم
18
يناير عام 1991، وذكرت اسم صدام حسين!
يستطرد المؤلف قائلاً إنه في البداية كان متشككاً في الأمر، وبدأ يفحصه ليبين زيفه، لكنه بعد فترة من البحث اقتنع بالأمر تماماً. ثم استمر يعمل في هذه الشفرة لمدة خمس سنوات، فكان من ضمن ما اكتشفه حادثة مقتل رابين. لكنه اكتشف أيضاً عجائب لا تُحصى؛ فلقد أشارت الشفرة إلى انتخاب الرئيس الأمريكي كلينتون، وأشارت أيضاً إلى مقتل السادات، ومقتل جون كنيدي، وفضيحة ووترجيت، وعن الحرب العالمية الثانية، وأفران الغاز وهتلر، وقنبلة هيروشيما، كما أشارت إلى وصول الإنسان إلى القمر ومشيه عليه، كما أشارت إلى المفكرين العظام مثل شكسبير وإديسون وبيتهوفن ونيوتن.. إلخ إلخ.
ويذكر مؤلف الكتاب الذي يدعم أقواله بالفقرات التوراتية التي تثبت كلامه، أن شفرات الكتاب تختلف تماماً عن كتابات أو نبوات نوستراداموس الفرنسي، والتي يمكن للإنسان أن يفسرها بألف طريقة، إذ أنها تسجل الأحداث بالأسماء والتواريخ بكل دقة!!
وبعد أن يسجل مؤلف الكتاب ما أمكنه كشفه في كتابه هذا الذي يتكون من أكثر من 260 صفحة من القطع الكبير، يؤكد أننا لا زلنا في أول الطريق لاكتشاف مثير، لم تتضح كل أبعاده بعد.
ونحن ليس لنا تعليق على ما تقدم. فالكتاب منشور حديثاً، ولاشك أنه سيخضع للكثير من البحث العملي والنقد
.
لكننا من جانبنا ننحني باحترام أما كتاب الله، ونسجد بخشوع لإله الكتاب الذي في عظمته الربانية « يحصى عدد الكواكب »
(
مز147: 4
)
. وفى اعتنائه الأبوي بنا يحصى شعور رؤوسنا
(
مت10: 30
)
. والذي أعطانا كلمته العجيبة، الجديرة منا نحن بأن نحصيها، ونتلذذ بما فيها
(
مز119: 13،14
)
.