نسب المسيح

هل الرب يخطأ في الأنساب؟

يقول متى: (فَجَمِيعُ الأَجْيَالِ مِنْ إِبْراهِيمَ إِلَى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ دَاوُدَ إِلَى سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً وَمِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلَى الْمَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً.) متى 1عدد 17

وهذا يُخالف ما ورد في سفر أخبار الأيام الأول، فقد ذُكِر أن أجيال القسم الثاني (ثمانية عشر). فقد أسقط متى يواش (أخبار الأيام الأول 3عدد 12) وأمصيا (أخبار الأيام الأول 3عدد 12) وعزريا (أخبار الأيام الأول 3عدد 12) ويهوياقيم (أخبار الأيام الأول 3عدد 16) وفدايا (أخبار الأيام الأول 3عدد 19). فكيف نسى الرب أن يوحى بهذه الأسماء ولماذا نسيهم؟ هل تعلم أن الرب لا ينسى؟ هل تعلم أن الرب صادق ولا يتكلم إلا بالصدق؟ (أنا الرب متكلم بالصدق) إشعياء 45عدد 19، فلماذا حذف متى خمسة أجيال من ترتيبه بين داود والسبى البابلى؟ (وَدَاوُدُ الْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ الَّتِي لأُورِيَّا. 7وَسُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَامَ. وَرَحَبْعَامُ وَلَدَ أَبِيَّا. وَأَبِيَّا وَلَدَ آسَا. 8وَآسَا وَلَدَ يَهُوشَافَاطَ. وَيَهُوشَافَاطُ وَلَدَ يُورَامَ. وَيُورَامُ وَلَدَ عُزِّيَّا. 9وَعُزِّيَّا وَلَدَ يُوثَامَ. وَيُوثَامُ وَلَدَ أَحَازَ. وَأَحَازُ وَلَدَ حَزَقِيَّا. وَحَزَقِيَّا وَلَدَ مَنَسَّى. وَمَنَسَّى وَلَدَ آمُونَ. وَآمُونُ وَلَدَ يُوشِيَّا. وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ.) متى 1عدد 6-11 وهل حذفهم من نفسه أو أوحى إليه ذلك؟ ولو أوحى الرب ذلك، فلماذا لم يُعدِّل الرب من كتابه الأول لو كان هو الذي أوحى هذا الكلام؟

 

الإجابة

لم ينس متى، كما أنه كان يكتب مسوقاً بالروح القدس. ومن البديهي أن متى كان رجلاً يهودياً يعرف المُسَجَل في سفر الأخبار, وهو يعرف تماماً بوجودها, إذاً فالأمر له سبب آخر غير النسيان أو الخطأ, وهو أن متى كان له هدف من كتابة هذه الأنساب بهذه الطريقة, وبدلاً من محاولة التشكيك بهذه الألفاظ لنبحث عن الأسباب التي دعت متى يكتب بهذه الطريقة.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ب باراباس س

من الواضح أن متى أراد أن يقسم لنا الأنساب لتكون ثلاثة مستويات من الأنساب, لذلك اختصر متى هذه الأسماء لكي يعطينا أربعة عشر جيلاً من السهل المقارنة بينهم. وقد أراد إعطاءنا ثلاث مجموعات من الأنساب ليصل الى هدفه أن المسيا من نسل داود وإبراهيم, وإن كانت السلسلة الأولى قد بدأت بإبراهيم, ووصلت الى داود العظيم، فهي سلسلة مجيدة تسجل مستوى من رجال الله عظيم. فالسلسلة الثانية (التي اختصرها) تنحدر لتبدأ من سليمان وتنتهي عند السبي بسبب خطايا الشعب, وعلى الرغم من أنها سلسلة ملوك إلا أنها ليست مصدر افتخار كبير, وتوضح مدى الانحدار الفظيع الذي تحدثه الخطية. ثم تعود الجموعة الثالثة لتسجل لنا سلسة جديدة تبدأ من قاع السبي لترتفع أقصى ارتفاع إذ أنها تصل الى المسيح مخلص العالم.

إذاً فهدف متى أن يصل بنا الى المسيح مرورا بثلاثة مستويات, لذلك قسم المجموعات الى ثلاث واختصرها لتكون متساوية واضعاً في الحسبان وجود مرجعية أخرى يمكن الرجوع إليها لمن يريد أن يكمل الناقص منها.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي