لماذا لا طلاق
من كتاب حوار مع الله
القمص فليمون الانبا بيشوى
فكره عن الكتاب
الكتاب يدور عن حوار بين الله والانسان وتدور فكرة الحوار بين الله والانسان كما يلى:
الله فى عظمته وقدرته ومهابته يقول للانسان: لماذا تضطهدنى!!!
والانسان فى جهله ولحظات ضعفه يقول لله: لماذا تضطهدنى!!!
والانسان فى مرارته وغضبه يقول لاخيه الانسان: لماذا تضطهدنى!!!
وفى حوار مبهج ومثير يكتشف الله فى حبه لذاك الانسان المتذمر الشاكى والسائل خطا فهمه وسوء ظنه وقصور عقله فيصرخ الانسان ما ابعد احكامك عن الفحص وطرقك عن الاستقصاء.
موضعنا هو لماذا لا طلاق
ربى
+ هناك على الجبل وامام الجموع كان قولك:
“قيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق..واما انا
فاقول لكم:
ان من طلق امرأته الا لعلة الزنى يجعلها تزنى…
“ومن يتزوج مطلقة فانه يزنى”
معنى هذا انك ابطلت الطلاق وتعدد الزوجات!!!
اليس هذا نوع من الاضطهاد؟!
كيف يمكن لانسان ان يحيا مع زوجه لاتتوافق معهمدى الدهر؟
وكيف يتصرف الانسان تجاه زواج مغشوش…ثم ما هو الضرر ان يجمع انسان بزوجتين معا؟
يا ابنى
+ اولا لابد وان تعرف ما اريده:
لاطلاق مهما كان الا لعلة الزنا..
زوجة واحده لرجل واحد.. ورجل واحد لزوجة واحده…
” والمراه مرتبطه بالناموس مادام رجلها حيا… ولكن
ان مات رجلها فهى حره لكى تتزوج بمن تريد
فى الرب فقط”
كما قال لكم بولس الرسول فى(1كو 29: 7)…
لان الزواج ياابنى ليس متعه جسديه.. وليس سلعه استهلاكيه.. ولا صفقه تجاريه ولا مجرد اطفاء شهوة جسدانيه… والعلاقه بين الزوج والزوجه ليست مجرد رغبات وشهوات تفتر بزوالها وتحمو بوجودها… انما:
+ الزواج ياابنى
سر مقدس….الاثنان يكونان واحدا بروحى القدوس…
“من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامراته ويكون الاثنان جسدا واحدا اذا ليس بعد اثنين بل جسدا واحد… فالذى جمعته انا لا يفرقه انسان….”
(مت5: 19)
وكما تصلون فى مرد انجيل صلاة الاكليل:
هؤلاء الذى الفهم الروح القدسمعا مثل قيثاره مسبحين الله فى كل شىء!!
+والزواج ياابنى كما رسمت له هو:
+ لانجاب البنين..ومع ذلك لايمكن ان يحل بسبب عدم الانجاب…
+ والهدف الثانى منه هو التعاون الاجتماعى ‘ المشاركه…
تكميل المسيره فى الفه ومحبه وكان قولى واضحا عندما خلقت حواء من ادم ” اصنع له معينا نظيره…” (تك 18: 2)
+ فالزواج مسيره مشتركه فى الواحد اى فى المسيح نحو الحياه الابديه…لذلك كانت وصيتى:
“ايها النساء اخضعن لرجالكن..كما تخضع الكنيسة للمسيح…
ايها الرجال احبوا نساءكم كما احب المسيح ايضا الكنيسة
واسلم نفسه من اجلها..” (اف22: 5)
+ ومع كل هذا هناك سبب ثالث ولكنه ليس الاول….
انه سبب جانبى وليس الهدف الرئيسى:
“ولكن لسبب الزنا ليكن لكل واحد امرأته..وليكن لكل واحده رجلها..لان التزوج اصلح من التحرق…لان هذى هى ارادة الله قداستكم….”
* ليس هذا معناه ان يطلق الانسان العنان لشهواته ورغباته… ويتحول لى انسان شهوانى تقوده الشهوة
بل تتحكم فيه.
* لايا ابنى:
+ ينبغى ان يكون هناك اعتدال واتزان بل وعفه فى الزواج…
كما علمكم القديس امبروسيوس:
الذى ليس هو عفيفا فى زواجه هو نوع من الزنا!!
لذلك كانت وصيتى واضحه
“ليعرف كل واحد كيف يقتنى اناءه فى قداسة وكرامه..
ليس: فى شهوة كالامم الذين لا يعرفون الرب”(1تس7: 4)
بل” ليكن الزواج مكرما..والمضجع غير نجس..” (عب4: 13)
+” لذلك ليكن لكل واحد امرأته وليكن لكل واحده رجلها…
ليس للمرأة تسلط على جسدها بل للرجل وكذلك الرجل ايضا ليس له تسلط على جسده بل المرأة..
بل بموافقه…” (1كو5: 7)
هل ادركت الآن يا ابنى..لماذا زوجة واحده..
وما مفهوم الزيجة المسيحيه؟
+ربى:
لكن مادام الزواج هكذا..فلماذا اعطى موسى كتاب طلاق؟
.يا ابنى الحبيب
+ كن دقيقا فى كلماتك.. مدققا فى الفاظك!! الم تسمع ما
قلته للفريسين؟
افتح اذنيك لاعيده على مسامعك:
” ان موسى من اجل قساوة قلوبكم اذن لكم ان تطلقوا نساءكن…ولكن من البدء لم يكن هذا…” (مت8: 19)
.اسمع يا ابنى:
+ لابد وان تعلم اننى اكره الطلاق… كقولى على
لسان ملاخى النبى:
” فاحذروا لروحكم ولا يغدر احد بامرأة شبابه لانه يكره الطلاق…” (ملا16: 2)
.ولكى تعى ما اقوله هلم معى لاريك منذ البدء:
+ عندما خلقنا الانسان قلنا ليس جيدا ان يكون ادم وحده…
فاوقعنا على ادم سباتا فنام.. واخذنا ضلعا من ضلوعه وملاناها لحما وبنيناها.. واحضرناها الى ادم.. فكانت حواء
*فقال ادم:
+ “هذه الان عظم من عظامى.. ولحم من لحمى.. هذه
تدعى امرأة لاها من امرء اخذت.. لذلك يترك الرجل اباه وامه
ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا واحدا..” (تك 23: 2)
+ اذا من البدء خلقنا ادم.. ومن ادم كانت حواء…
وحواء واحده..والاثنان جسد واحد
لقد كان ادم هو الزوج الوحيد لحواء…
وكانت حواء هى الزوجه الوحيده لادم!
* كان يا ابنى فى مقدورى ان اخلق اكثر من حواء او ادم…
لو كنت احب تعدد الزوجات او الازواج.لا….. ثم…. لا:
+ لقد فعلت هذا ليكون:
مثالا يحتذى به كل البشر فيما بعد
….افهمت يا ابنى…. رجل واحد.. لامرأة واحده.. ويصير الاثنان جسدا واحدا.
.ثم ماذا
اخطات البشرية وفسدت… ودخل الموت الى العالم بحسد ابليس… واصبح حاجز من العداوة بينى وبين الانسان….. وتمادى الانسان فى شره حتى ان: لامك ابن متوشائيل…وهو رجل دماء وقاتل… انزلق الى خطيه بشعة تبغضها نفسى…. اذ:
“قسم الجسد الواحد من اجل اشباع شهوات جسده….
فاتخذ له: امراتين… عاده و صلة…” (تك 19: 4)
وهكذا قسم لامك الذى لا يقسم
وفرق لامك ما قد جمعته!!
اذا كيف يصير واحدا وله زوجتان؟!!!
انها بداية ماساة الانسان الزوجية!!
+امتلات الرض فسادا..واشتعلت الشهوة الجسديه
فاحرقت:
كل ماهو مقدس ومبارك من فمى!!
ونظر اولادى الى بنات الناس واتخذوا لهم نساء من كل ما اختاروا….
حتى انى ابدت كل الخليقة بمياه الطوفان ولم ينج الا:
نوح البار واولاده الثلاث..ثمان انفس فقط
وهكذا جددت الارض لكى ما تعود اليها طهارتها
وليسود القانون الذى وضعته لها:
رجل واحد لامرأة واحده
وهكذا يا ابنى بنفس شريعة الزوجة الواحده جددت الارض
فى ايام نوح.. ليس مع البشريه فقط بل مع الحيوانات
والطيور التى كانت فى الفلك!!!
.ان هذه هى شريعتى منذ البدء
وهى الامثل امامى وللانسان:
ذكر وانثى
وهذا ما عملت به على جبل الموعظه:
“…يتزوج بمطلقة فانه يزنى…” (مت31: 5)
وهذا الذى اكدته امام الجموع:
“ان موسى من اجل قساوة قلوبكم اذن لكم…. ولكن من البدءلم يكن هذا…” (مت9: 19)
.ربى
ولكن كثيرا من رؤساء الاباء.. والذين انت قد شهدت ببرهم
اتخذوا لانفسهم اكثر من امرأة؟
اذن فانت تبارك هذه الزيجات.. اليس كذلك؟
.يا ابنى…
+لا تاخذالامور بهذه السطحيه..وبهذه العقلانيه..اسمع:
حدث ذلك لبعض الاباء ما عدا اسحق ابنى الذى حفظ عهدى..
واتخذ له زوجة واحده هى رفقه طوال حياته الى بلغت
مائة وثمانون عاما….(تك 28: 35)
+ اما الباقون فاتخذوا لانفسهم زوجات وسرارى… ان هذا
يكشف لك مدى الضعف الذى اصاب الانسان… فى تلكالفتره
انتشرت الاوثان وتاثر شعبى بهم…فماذا كنت تريد منى…
ان احرق الارض وافنيها مرة اخرى؟! لقد اطلت بالى…
ولكن هذا الوضع لم يكن تابعا لارادتى لذلك:
انت قيت ابراهيم لكى يكون نواة شعب جديد… وكانت
الوثنيه مئات الاضعاف لهذا لجأ هؤلاؤ لكى ما يكثروا من
نسلهم… ويقفوا تجاه الوثنيه امامهم.
ومع هذا كانت هذه نقط الضعف فى حياتهم
+ومن اجل ذلك سمح لهم موسى بل اذن لهم بالطلاق…
والا جنح الشعب الى الزنا والانغماس فى الشهوات
ومع هذا كان الاباء: يتزوجون رغبة فى انجاب البنين… لا كل كان ينتظر ان: ياتى المسيا من نسله
ومع هذا عندما دعوت ابراهيم…اخترت اسحق ابن ساره….
ولم آخذ ابن هاجر بل كان كلامى: “باسحق يدعى لك نسلا….”(تك 12: 21)
وحينما مات ابراهيم لم يدفن الا مع ساره وحدها!!
+وكما قال لكم اغسطينوس ابنى
اشتعلت النساء القديسات ليس بالشهوة… وانما بالتقوى
للانجاب.. ليسوا م اجل العالم… ولكن من اجل المسيح
الاتى صاروا ازواجا!!
وهكذا صارت الحياة…. لذلك:
حينما تجسدت وتانست واعدت الانسان الى رتبته الاولى…
اعدت كل شىء مثلما كان:
رجل واحد لامرأه واحدة….. جسد واحد
انه سر الاسرار… فالذى اجمعه انا لا يفرقه انسان
.ربى…ولكن:
كيف يقضى انسان عمره كله مع امرأه لا يحبها ولا يتوافق
معها؟
اليس من اللائق ان نسمح بالطلاق….؟
.يا ابنى……
انت هنا قد تخطيت حدودك..انا وحدى الذى اضع الشرائع والقوانين….
الم تفهم كل ما قلته لك سابقا؟!! ومع هذا:
ارجع الى العهد القديموتامل مدى المرارهالتى ذاقها هؤلاء
من تعدد الزوجات!!
انظر الى ابراهيم:
وتامله مطحونا بين ساره وهاجر…. وكيف كانت ساره
تصغر فى عينى هاجر!!!
انه صراع طويل الى ان طردت ساره هاجر بابنها؟!!!!
انظر الى يعقوب:
الحيران والمنهك بين راحيل العاقر وليئة المكروهه… رغم
انهم اخوات!! لقد اعمت الغيرة قلوبهن فكان الصراع
كان يعقوب ضحية زوجاته… كل تقدم ساريتها لتنجب
لها نسلا…
ما اتعس يعقوب بين نسائه… وحينما ساله فرعون:
كم هى سنى حياتك… اجاب:
مئة وثلاثون سنه…قليلة ورديه
كانت ايام سنى حياتى….(تك9: 47)
تامل سليمان بين نسائه:
“وكان فى زمن شيخوخته سليمان ان نساءه املن قلبه وراء
آلهة اخرى… ولم يكن قلبه كاملا مع الرب كقلب داود
ابيه….”(1مل11)
واذا اردت من الحياة العمليه:
*اقرأ جرائد اليوم وتامل الصراع بين الابناء غير الاشقاء
من الاب او الام.. او بين الابناء وزوجات الاباء لتعى
ما اقول!!!
. اما عن الطلاق: الذى انت تتحدث عنه تأمل:
+ كيف ان عشرة السنين تمحوها مجرد ورقة طلاق؟!!!
كيف تتحول العشره الى محاكم واقسام.. بل الى تشهير وتجريح….
تامل كيف يتكون جيل من المتشردين والناقمين على كل شىء…..
تامل… الاطفال وهم يُذبحون بين الاب والام….
.ومع هذا دعنى اسالك يا ابنى:
هذه المرأه التى تبكى زوجها وتطلب ان تتركه او
هذا الرجل الذى يئن من زوجته ويطلب طلاقها!!
ما الذى غيرهما.. الم يكونا فى يوم من الايام يعيشان كانهما
فى الاحلام من كثرة الحب والهيام؟ ما الذى افسد عشهما……
+اذا بحثت جيدا وجدت وراء الامر شهوة رابضة!!!
اذا بحثت جيدا وجدت وراء الامر انحرافا فى السلوك… او
التعامل…او غلق باب المصارحه والنقاش والتفاهم… وهذا يمكن ان يحدث لو تزوج الانسان عشر مرات وسار فى نفس الطريق…
اذن…….:
ليس الخطأفى القانون او الشريعه….
انما الخطأ فى الانسان نفسه وتصرفاته
ُُُ+ليس العيب يا ابنى فى الشريعة… انما العيب:
فى القلب الذى فسد بارادة صاحبه!!!
لقد وضعت لهم الوسائط الروحيه التى تحفظ اتحادهما , بل
وتقوى المحبه فى حياتهما….ولكن ماذا افعل تجاه قلب جاحد
رافض لمحبتى رافض لوصاياى سوى النار الابديه والهلاك…
فى يوم الحساب!!!!
+ليس العيب يا ابنى فى الشريعة… انما العيب فى القلب الذى
انحرف عن الهدف السامى للزواج….
ومع هذا:
فالتفاهم.. والعتاب.. والصفح.. وتجديد زمن الحب
قادر على هدم ابواب الخراب!!!!
هل فهمت…… هل فهمت يا بنى؟!