السفران والعهد الجديد

شرح

الكتاب المقدس – العهد القديم – الأنبا مكاريوس الأسقف العام

مدخل إلى سفريّ المكابيين – الأنبا مكاريوس الأسقف العام


السفران والعهد الجديد



كما رأي البعض تشابهًا بين هرب الخائفون، من الأعداء في الحرب
المكابية، وأولئك الذين أشار إليهم القديس يوحنا الحبيب فيما يسمي
“قائمة الممنوعين” من الملكوت.. فالخوف والهرب يحرمان الإنسان من
شرف الجندية وبالتالي تضيع عليهم الأكاليل المعدة للمنتصرين.
وبينما كان هرب الجنود وبعض الناس من المواجهة يعني عدم الولاء
وعدم الثقة في نصرة الله، فإن هذا الإيمان وهذه الثقة كانا الينبوع
الذي يتدفق منه ولاء الشهداء المكابيين والمسيحيين من بعدهم.


” فهرب الخائفون وقليلو الإيمان ببر الله وهاجروا إلى
أماكن أخري” (2مكا 8: 13).


“وأمًا الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون
والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة فنصيبهم
في البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذي هو الموت الثاني”.
(رؤ 21: 8).



وعن مجد الله المزمع أن يُستعلن، انتظر المكابيون أن يعود إلى
الهيكل، في حين حلً المسيح في العهد الجديد بين الناس بديلًا عن
الهيكل.


“…..وحينئذ يُظهر الرب هذه الأشياء ويظهر مجد الرب
والغمام كما ظهر في أيام موسى وحين سأل أن يقدس المكان
تقديسًا بهيًا” (2مكا 2: 8).


“أجاب يسوع وقال لهم انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام
أقيمه، فقال اليهود: في ست وأربعين سنة بني هذا الهيكل
فأنت في ثلاثة
أيام تقيمه؟ وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده، فلما قام
من الأموات تذكر تلاميذه أنه قال هذا، فآمنوا بالكتاب
والكلام الذي قال يسوع” (يوحنا 2: 19 –
21).


“ولم أر فيها هيكلا لأن الرب الله القادر على كل شيء
هو والخروف هيكلها” (رؤيا 21: 22).


“والكلمة صار جسدًا وحلً بيننا ورأينا مجده مجدًا كما
لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقًا” (يوحنا 1: 14)



ثم المقارنة بين الألوهية الزائفة لأنطيوخوس أبيفانيوس والذي
كان يتصور نفسه بأنه يتسلط علي أمواج البحر…وتجًبره وتعاليه علي
سائر البشر، وبين رب المجد يسوع المسيح الذي لم يحسب خلسة أن يكون
مساويًا لله الآب، وهو يأمر الطبيعة والرياح فتطيعانه.


” فأصبح بعدما خيًل له زهوه الذي لم يبلغ إليه إنسان
أنه تحكيم علي أمواج البحر ويجعل قمم الجبال في كفة
الميزان أصبح مصروعًا علي الأرض محمولًا في محفة ليكون
شهادة للجميع بقدرة الله الجلية” (2مكا 9: 8).


“ثم قال لهم أين إيمانكم، فقام وانتهر الريح وتموج
الماء فانتهيا وصار هدوّ، ثم قال لهم أين إيمانكم.فخافوا وتعجبوا قائلين فيما بينهم من هو هذا فإنه
يأمر الرياح أيضًا والماء فتطيعه” (لوقا 8: 25).

هل تبحث عن  شَبَعُ بْنُ بِكْرِي



وتظهر في السفر فكرة الفدية الكفارية بعذابات الشهداء (استعطاف
الله بآلامهم) في حين يظهر المسيح في العهد الجديد كشفيع حقيقي عن
البشرية قدًم كفارة عن خطاياها
.(انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في

موقع الأنبا تكلا
في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب
المقدس الأخرى).


وبينما يطلب الشهداء المكابيين
تأديب الله لمضطهديهم (من خلال أحاديثهم قبل الاستشهاد) يطلب المسيح
عند صلبه المغفرة لصالبيه.


” وأنا كأخوتي أبذل جسدي ونفسي في سبيل شرائع آبائنا،وأبتهل إلى الله أنه لا يبطئ في توفيق أمتنا وأن
يحملك بالمحن والضربات علي الاعتراف بأنه الإله وحده”
(2مكا 7: 37).


” ويرحم المدينة المتهدمة والتي أشرفت علي الزوال
ويصغي إلى صوت الدماء الصارخة إليه” (2مكا 8: 3).


“وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى
الأقداس فوجد فداءا أبديًا” (عب 9: 12).


“ولا ليقدم نفسه مرارًا كثيرة كما يدخل رئيس الكهنة
إلي الأقداس كل سنة بدم آخر، فإذ ذاك كان يجب أن يتألم
مرارًا كثيرة منذ تأسيس العالم ولكنه الآن قد أظهر مرة
عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه” (عب 9: 25، 26).



وفي سفري المكابيين تظهر الملائكة والخيول النارية والقوات
السمائية (الخلائق العلوية تشارك الشعب في جهادهم) يقابلها في
العهد الجديد ظهور هذه الخلائق بنوعيها الخير والشرير، ما بين
الشياطين التي تحارب ابن الله في جبل التجربة، والملاك الذي ظهر
يقويه في جهاده في بستان جثسيماني.


“فتجلي رب الأرواح وكل سلطان تجليا عظيمًا….”
(2مكا
3: 24).


“.. إذ تراءي من يري كل شيء فأسرعوا إلى الفرار”
(2مكا 12: 22).


“وكان هناك في البرية أربعين يومًا ُيجرب من
الشيطان…” (مرقس 1: 13).


“وظهر له ملاك من السماء يقويه”
(لوقا 22: 43).



وكان السيد المسيح علي العكس من يهوذا المكابي،ففي حين طلب المكابي
وأصحابه إلى الله أن يرسل إليهم ملاكًا يخلصهم: قبل ابن الله
العذاب، ورفض عرض تلاميذه باستدعاء قوات سمائية.


“فلما علم أصحاب المكابي أن ليسياس يحاصر الحصون، ابتهلوا إلى الرب مع الجموع بالنحيب والدموع أن يرسل
ملاكًا صالحا ليخلص




إسرائيل
“. (2مكا 11: 6).


“والآن يا ملك السموات أرسل ملاكًا صالحًا أمامنا
يوقع الرعب والرعدة” (2مكا 15: 23).


“أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي
أكثر من اثني عشر جيشًا من الملائكة، فكيف تكمل الكتب
أنه هكذا ينبغي أن يكون” (متى 26: 53، 54).

هل تبحث عن  الجَز | الجُزَاز






St-Takla.org
Image: A coin from
the time of Herod the Great – 37 BC.

صورة
في
موقع الأنبا تكلا
: عملة من عصر
هيرودس الكبير – 37 ق. م.


وقد قدم السيد المسيح موته وقيامته علي أنهما أيضًا سقوط للشيطان،
حيث يشير أكثر من مرة إلى دينونة رئيس هذا العالم أي الشيطان (يو
12: 31 و14: 30 و16: 11). إلى ذلك يشير أيضًا معلمنا بولس الرسول
(كولوسي 2: 15 وعبرانيين 2: 14) كما يؤكد أنها مصارعة القديسين
مع أجناد الشر الروحية في السماويات (أفسس 6: 12).وينتهي المطاف
بالشيطان إلى هلاك أبدي (رؤيا 12: 7-9).


وعي صعيد آخر يقول المهتمين بالتقاليد أن عادة مزج الخمر بالماء المشار
إليها في: (2مكا 15: 39) “وكما أن شرب الخمر وحدها أو شرب الماء وحده
مضرً، وإنما تطيب الخمر ممزوجة بالماء وتعطي لذة وطربًا، كذلك تنميق
الكلام يُطرب مسامع مطالعي السفر” هذه الإشارة جعلت أمر يسوع بملء أجران
الخمر بالماء لا يبدو غريبًا (يوحنا2: 7) وإنما تبدو الغرابة فقط في أنها
مُلئت بالماء فقط قبل تحولها غلي خمر، وكذلك يمكن فهم سؤال معلمنا بولس
الرسول إلى تلميذه تيموثاؤس ألا يكون شرِّيب ماء بل مزجه بالخمر (تيموثاؤس
الأولي 5: 23) في ظل هذه الخلفية.

كما يرون في النظام الغذائي الذي كان يتبعه يوحنا المعمدان، حيث كان يأكل
جرادًا وعسلًا بريًا (مرقس 1: 6) صدي لتعليم


الحسيديين
والذين عاشوا في
القفار علي الحشائش (2مكا5: 27).

وفي إطار التعبيرات والمصطلحات الفنية الكتابية، وُجد أن ” المضطهد”
المشار إليه في (2مكا 7: 19)والذي يتجاسر ” أن يحارب الله ” هو نفس
التعبير المستخدم في سفر أعمال الرسل (5: 29) لمن يضطهدون الكنيسة.

وكلمات الأفعال اليونانية الواردة في العهد الجديد، وكذلك بعض الكلمات،
نجدها في سفري المكابيين. فالظهورات الإلهية التي تخلًص، تتكرر في السفر،
ليس فقط في الظهورات الملائكية (2: 21 و3: 24، 25، 33 و12: 22)
وإنما أيضًا من خلال قوة ” المكابي” الحربية (2مكا 15: 27).أمًا في المقابل
فنجد في العهد الجديد أن التجلي: يظهر في تجسد ابن الله (لوقا 1: 79)
تيموثاؤس الثانية 1: 10) وكذلك في مجيئه الثاني في مجده (تسالونيكي
الثانية 2: 8 ؛ وتيموثاؤس الأولي 6: 4 وتيموثاؤس 6: 4 وتيموثاؤس الثانية
4: 1، 8 وتيطس 2: 13).

هل تبحث عن  الجامعة2 - تفسير سفر الجامعة


تفاسير أسفار الكتاب المقدس

1- تفاسير سفر التكوين
2- تفاسير سفر الخروج
3- تفاسير سفر اللاويين
4- تفاسير سفر العدد
5- تفاسير سفر التثنية
6- تفاسير سفر يشوع
7- تفاسير سفر القضاة
8- تفاسير سفر راعوث
9- تفاسير سفر صموئيل الأول
10- تفاسير سفر صموئيل الثاني
11- تفاسير سفر الملوك الأول
12- تفاسير سفر الملوك الثاني
13- تفاسير سفر أخبار الأيام الأول
14- تفاسير سفر أخبار الأيام الثاني
15- تفاسير سفر عزرا
16- تفاسير سفر نحميا
17- تفاسير سفر طوبيا
18- تفاسير سفر يهوديت
19- تفاسير سفر أستير + التتمة
20- تفاسير سفر أيوب
21- تفاسير سفر المزامير + مز 151
22- تفاسير سفر الأمثال
23- تفاسير سفر الجامعة
24- تفاسير سفر نشيد الأناشيد
25- تفاسير سفر الحكمة
26- تفاسير سفر يشوع بن سيراخ
27- تفاسير سفر إشعياء
28- تفاسير سفر إرميا
29- تفاسير سفر مراثي إرميا
30- تفاسير سفر نبوة باروخ
31- تفاسير سفر حزقيال
32- تفاسير سفر دانيال + التتمة
33- تفاسير سفر هوشع
34- تفاسير سفر يوئيل
35- تفاسير سفر عاموس
36- تفاسير سفر عوبديا
37- تفاسير سفر يونان
38- تفاسير سفر ميخا
39- تفاسير سفر ناحوم
40- تفاسير سفر حبقوق
41- تفاسير سفر صفنيا
42- تفاسير سفر حجي
43- تفاسير سفر زكريا
44- تفاسير سفر ملاخي
45- تفاسير سفر المكابيين الأول
46- تفاسير سفر المكابيين الثاني

1- تفاسير إنجيل متى
2- تفاسير إنجيل مرقس
3- تفاسير إنجيل لوقا
4- تفاسير إنجيل يوحنا
5- تفاسير سفر أعمال الرسل
6- تفاسير الرسالة إلى رومية
7- تفاسير رسالة كورنثوس الأولى
8- تفاسير كورنثوس الثانية
9- تفاسير الرسالة إلى أهل غلاطية
10- تفاسير الرسالة إلى أفسس
11- تفاسير الرسالة إلى فيلبي
12- تفاسير الرسالة إلى كولوسي
13- تفاسير تسالونيكي الأولى
14- تفاسير تسالونيكي الثانية
15- تفاسير رسالة تيموثاوس الأولى
16- تفاسير تيموثاوس الثانية
17- تفاسير الرسالة إلى تيطس
18- تفاسير الرسالة إلى فيلمون
19- تفاسير رسالة العبرانيين
20- تفاسير رسالة يعقوب
21- تفاسير رسالة بطرس الأولى
22- تفاسير رسالة بطرس الثانية
23- تفاسير رسالة يوحنا الأولى
24- تفاسير رسالة يوحنا الثانية
25- تفاسير رسالة يوحنا الثالثة
26- تفاسير رسالة يهوذا
27- تفاسير سفر الرؤيا


مشاركة عبر التواصل الاجتماعي