25- الاعتراف وعناصره



كتب قبطية



كتاب الوسائط الروحية لقداسة
البابا شنودة الثالث


25- الاعتراف
وعناصره


الاعتراف واسطة روحية لتوبة
الإنسان:


حتى أننا في
عقيدة الكنيسة نسمى سر الاعتراف “سر
التوبة“. وهو فعلًا يقود إلى
التوبة، إذا مارسه الإنسان بطريقة روحية تليق به. فالاعتراف ليس مجرد كلام يقوله
المعترف
للأب الكاهن، إنما
ينبغي أن يمتزج بمشاعر معينة توصل الخاطئ إلى التوبة
الحقيقية فكيف ذلك؟



# عناصر الاعتراف:


وما هي عناصر الاعتراف لكي يكون شاملًا:


الاعتراف يشمل أربعة عناصر، يجب أن تتم:


1- الاعتراف على الله نفسه:



St-Takla.org Image:
Spiritual father, priest, repentance and confession.

صورة في موقع الأنبا تكلا:
أب روحي، كاهن، التوبة و الاعتراف، معترف.

كما يقول
داود النبي للرب في
المزمور الخمسين، مزمور التوبة “لك وحدك أخطأت، والشر
قدامك صنعت” (مز 50). وفي هذا الاعتراف تطلب من الله المغفرة، كما نقول في الصلاة
“اغفر لنا خطايانا، كما نغفر نحن أيضًا لمن أخطأ إلينا”. وتطلب من الله أن يرفع
غضبه عنك الذي تستحقه بسبب خطاياك، كما نقول في المزمور “يا رب لا تبكتني بغضبك،
ولا تؤدبني بسخطك. ارحمني يا رب فإني ضعيف” (مز 6).



2- وكما نعترف على الله، نعترف على
أب الاعتراف أيضًا:


تعترف عليه كوكيل للسرائر الإلهية (1كو4: 1). وكرسول من الله إليك (ملا2: 7).
وتعترف عليه لكي يمنحك من الله المغفرة والحل (يو 20: 22، 23) (مت 18: 18). وأيضاَ
لكي يسمح لك بالتناول، حتى يمكنك أن تتناول باستحقاق (1كو11: 27). وأيضًا من أجل
الإرشاد الروحي، ليشرح لك ما يجب أن تفعله. وتعترف على الأب الكاهن أيضًا لسبب
عملي. وهو أن الإنسان كثيرًا ما يخجل وهو يذكر خطاياه أمام شخص روحي، وأمام الكهنوت
بالذات. وهذا الخجل يساعده على عدم ارتكاب الخطية في المستقبل. وهكذا قال الكتاب “اعترفوا بعضكم على بعض بالزلات” (يع 5: 16). أي بشر
على بشر.

هل تبحث عن  30 Baba(The Thirtieth Day of the Blessed Month of Babah)



3- تعترف على من أخطأت إليه بكل ما أسأت به إليه:


وذلك لكي تزيل من قبله أي غضب، أو حزن بسبب إساءتك إليه، حتى يمكنك أن تتناول بقلب
صاف من نحو الكل (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم
الأسئلة والمقالات). وهذا ما علم به الرب في العظة على الجبل، إذ قال ” فإن قدمت
قربانك على
المذبح، وهناك تذكرت أن لأخيك
شيئا عليك، فاترك هناك قربانك قدام المذبح، واذهب أولا اصطلح مع أخيك” (مت 5: 23، 24).


وهكذا لو وجدت في كل إساءة إلى الغير ستذهب إليه وتصالحه، وتعتذر إليه معترفًا
بخطئك من نحوه.. فبلا شك سيقودك هذا إلى الاحتراس من معاملة الغير، والبعد عن
الإساءة، حتى لا تضطر إلى الاعتذار عنها.


4- هناك اعتراف
آخر، قد يكون هو الأول في الترتيب الزمني، وهو أن تعترف بينك وبين نفسك أنك قد
أخطأت..


ذلك أنه إن لم تكن معترفًا في داخل قلبك وفكرك أنك قد أخطأت، سوف لا تعترف طبعًا
أمام الله بخطأ لا ترى أنك قد وقعت فيه. وأيضًا سوف لا تعترف أمام الكاهن بأنك قد
أخطأت. ولن تذهب إلى أخيك وتصالحه، مادمت غير مقتنع في داخلك بأنك قد أخطأت إليه..


إذا الاعتراف بالخطأ أو الخطية، يبدأ داخل الإنسان أولًا، بإحساس داخلي أنه قد
أخطأ، وباقتناع فكرى بواقع الخطأ وتفاصيله، وبضرورة الاعتراف به للحصول على
المغفرة، وللوصول إلى المصالحة مع الله والناس.



كثيرون ليس لهم هذا الإحساس الداخلي بالخطأ، لذلك لا يتقدمون نحو التوبة ولا
الاعتراف..


ربما لأن موازينهم الروحية غير سليمة، أو أنهم يبررون تصرفاتهم باستمرار. الذات
عندهم تقف ضد كل اعتراف بالخطأ. يرون ذواتهم باستمرار على حق، فبأي شيء يعترفون؟! بل
إن كثيرًا من أولئك المخطئين تلبس أخطاؤهم ثوب الفضيلة، ويفتخرون بذلك الخطأ.. كما
كان

الفريسيون
والكتبة
يرون أنهم على حق في معاداة
السيد المسيح، دفاعًا عن
ناموس
موسى وتقاليد آبائهم!! وهكذا قالوا له في جرأة وفي
الاعتزاز بالإثم “ألسنا نقول
حسنًا أنك

سامري
وبك شيطان!” (يو8: 48)!! إنهم يهينون المسيح هكذا ويشتمونه،
ويرون
أنهم يقولون حسنًا!!

هل تبحث عن  تِيمُوتَاوُس | تِيمُوثَاوُس العموني | طِيمُوتَاوُس



مشاركة عبر التواصل الاجتماعي