15- دور يوسابيوس القيصرى المؤرخ قبل مجمع القسطنطينية



تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية


المجامع المسكونية والهرطقات – الأنبا بيشوي



15- دور يوسابيوس القيصرى المؤرخ قبل مجمع القسطنطينية


لا نغفل في سرد هذه الحقبة دور
Eusebius Pamphili
يوسابيوس القيصرى المؤرخ الشهير أسقف قيصرية (ولد 264 م. – توفى 340 م.) الذي كان
عضوًا في جماعة النصف أريوسيين، وواحد من المتحمسين
لأوريجانوس. لقد كان غير
دقيق في تعبيراته اللاهوتية، حتى أنه يمكن بسهولة وضعه ضمن المتقدمين في
الهرطقة الأريوسية. وقد كتب نفس المفاهيم التي أوردناها عن تعليم أوريجانوس
بشأن الروح القدس.



St-Takla.org Image:
Eusebius of Caesarea, church historian OR Yosabios Al Kaisary

صورة في موقع الأنبا تكلا:
المؤرخ يوسابيوس القيصري

كان
يوسابيوس
يؤمن ويعلِّم بأن الروح القدس هو ثالث في الكرامة والمجد وفي
الدرجة أيضًا أي في الجوهر. فكان يصف الروح القدس بأنه يستقبل نوره من الكلمة،
كالقمر في فلك اللاهوت وأنه يستمد كل كيانه وصفاته من الابن. وبذلك كان يحسبه
أنه ليس إلهًا ولا حتى بمستوى الابن، أي ليس غير مخلوق، وكونه لا يستمد أصله من
الآب كالابن فيتحتم أن يكون واحدًا من الأشياء التي خلقت بواسطة الابن، وبالنص
الحرفي يقول:


Oute qeoV oute uioV epi
mh ek tou patroV omoiwV tw uiw kai auto thn genesin eilhfen en de ti twn dia
tou uiou genomenwn
(1)



ثم يعود
يوسابيوس

ويستدرك هذا الشطط، لعله يعيد للروح القدس شيئًا من هيبته
الإنجيلية فيقول: وبالرغم من أنه مخلوق إلا أنه أعلى وأفضل جميع المخلوقات..
لكن أي كرامة لمخلوق!؟



كما يتبين من أقوال
يوسابيوس

هذا، أن انبثاق الروح القدس مرتبط فقط بإرساليته، أي كحدث زمني. فمثلًا حينما قال السيد المسيح “متى جاء المعزى الذي سأرسله أنا
إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق” (يو 15: 26). اعتبر
يوسابيوس

أن الروح القدس انبثق لكي يرسله الابن، أي أنه انبثق في الزمان وأرسل، وبهذا
ألغى أزليته. وليت المدافعون عن أوريجانوس يدرسون كتابات يوسابيوس
القيصري
المؤرخ وهو من أكبر المدافعين عن
أوريجانوس ليكتشفوا خطأ دفاعهم
(2).

هل تبحث عن  تأمل و صلاة أطفال – سبت الفرح – قناة كوجى القبطية الأرثوذكسية للأطفال



حاولت هنا أن أقدم عرض تاريخي عن الأحداث التي سبقت ظهور هرطقة مقدونيوس
وأتباعه، والتي أدت إليها، والتداعيات التي أوصلتنا إلى مجمع القسطنطينية.

_____


الحواشي والمراجع


لهذه الصفحة هنا في

موقع الأنبا تكلاهيمانوت
:


(1) Euseb. De Eccl. Theol. III. 6.


(2) والمدافعون عن أوريجانوس يقولون أن هناك من دس في
مخطوطات أوريجانوس بعض أقوال لم يقلها هو. فإذا افترضنا أن هذا الكلام صحيح،
ماذا نقول عن أقوال تلميذه الذي أرّخ تاريخ الكنيسة كله في تلك الحقبة، وكتب
تعليمه هو الشخصي وهو صورة طبق الأصل من تعليم أوريجانوس عن الروح القدس الذي
أوردناه سابقًا.(انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام
المقالات والكتب الأخرى). لذلك م

َنْ يريد أن يدرس حقيقة العقيدة أو حقيقة التاريخ
لا يأخذ جزء واحد أو زاوية واحدة من الأمور بل يجب عليه أن يخوض في كل المجالات
ليرى رؤية متسعة لكي يستطيع أن يكون فكرة حقيقية عن كيف سارت الأمور. لذلك
نحذِّر من قراءة كتاب تاريخ الكنيسة ليوسابيوس القيصري
.



وعلى سبيل المثال أيضًا كان جيروم من أقوى المدافعين عن أوريجانوس،
فلما قابله



القديس أبيفانيوس

وشرح له تحوّل إلى أشد المهاجمين
لأوريجانوس. فكون البعض كان يدافع عنه في تاريخ الكنيسة فقد كان هذا
نتيجة لجهلهم بحقيقة الأمور.


مشاركة عبر التواصل الاجتماعي