67- إعادة الوحدة تُفَسَّر بطريقة مختلفة



تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية


المجامع المسكونية والهرطقات – الأنبا بيشوي


67- إعادة الوحدة تُفَسَّر
بطريقة مختلفة


تفاقم التوتر بين الجانبين لأن
إعادة الوحدة لم تُفهم بالمعنى نفسه من قبلهما
(1).
فالسكندريون من جهتهم، نظروا إليها كأمر جعل الأنطاكيين يقبلون مجمع سنة 431 م.
بدون أي شروط أو تحفظات، وكيرلس نفسه فهم الأمر بهذا المعنى وأوضح لمؤيديه
عندما سألوه. وهذه النظرة الكيرلسية -كما سنرى فيما بعد- أكد عليها
ساويروس
الأنطاكي
باقتدار في القرن السادس
(2)،
وكان للسكندريين تبريرهم الكافي لهذا الموقف. ألم يوافق الأنطاكيون، على سبيل
المثال، على أن يسحبوا اعتراضاتهم الثلاثة على مجمع أفسس؟ ألم يعيدوا العلاقات
مع
كيرلس
السكندري
من دون أن يجعلوه يتراجع عن
حروماته (الاثني عشر) أولًا؟

وبالرغم من أن
شرعية هذا الدفاع السكندري لا يمكن أن تُدحض، إلا أن
ثيئودوريتأسقف كورش

ومؤيديه كانوا غير راغبين في التسليم والإقرار به. ومضى ثيئودوريت، من جهته،
قدمًا في الاعتقاد بأن إعادة الوحدة سنة 433 م. ألغت كل قرارات المجمع (مجمع
أفسس) سنة 431 م.،
التي لم يقرّوها إقرارًا تامًا (إيجابيًا)، وثانيًا بذلوا قصارى جهدهم ليؤسسوا
ويقيموا لاهوتًا أنطاكيًا قويًا (أي متطرفًا) على أساس صيغة إعادة الوحدة (بحسب
مفهومهم الخاص)، وسعوا كذلك لوضع رجالهم المؤيدين لهم في الأماكن والمناصب
الرئيسية والأساسية لينشروا هذا اللاهوت، وظنوا أنهم يستطيعون تحقيق ذلك عن
طريق الاعتراف برسالة كيرلس الثانية إلى
نسطور كوثيقة إيمان، بالإضافة إلى صيغة
إعادة الوحدة نفسها
.(انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في

موقع الأنبا تكلا
في أقسام المقالات والكتب الأخرى).

ولعل الأنطاكيين في اعترافهم بالرسالة الثانية قد فسّروا
عبارة “اتحاد أقنومي”

hypostatic union

الموجودة في الرسالة كمرادف لعبارة “اتحاد بروسوبوني” أي “اتحاد أشخاص”
prosopic
union
، بالرغم من أن
كيرلس رفض هذه العبارة في رسالته. وفي سعيهم لتطوير لاهوتهم كان من المستشعر
أنهم لابد وأن يعترفوا ويعلنوا أن ديودور أسقف طرسوس

Tarsus،
وثيئودور أسقف موبسويستيا

Mopsuestia
هم أساتذتهم
اللاهوتيين. ونُشرت أعمالهما، بل وكتَبَ ثيئودوريت نفسه دفاعًا عنهما، وما أن
تم هذا حتى فنّده البابا كيرلس ودحضه. وقد أجلس الأنطاكيون (المتطرفون) أيضًا
رجالًا من مؤيديهم في كراسي أسقفيات هامة، وكان “إيباس” واحد من هؤلاء وقد أُجلس
على كرسي الرها Edessa في سنة 435 م. وَقَدَّم الجانب الأنطاكي أيضًا تبريرات لأعماله هذه،
فقد قالوا على سبيل المثال، إنهم لم يستطيعوا فَهْم الجُمَل السكندرية التالية:
اتحاد أقنومي، أقنوم واحد، طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة
μία φύσις του Θεού Λόγου σεσαρκωμένη. بل رأوا فيها معنى أبوليناريًا، وقالوا إنهم لم يقبلوا
حرومات كيرلس
(3).

هل تبحث عن  برومو” رحلة للسما ” الطيارة – قناة كوجى القبطية الأرثوذكسية للاطفال

_____


الحواشي والمراجع


لهذه الصفحة هنا في

موقع الأنبا تكلاهيمانوت
:


(1) Ibid. p. 12

.


(2) Ibid. p.194

.


(3) Ibid., P.11-13

.


مشاركة عبر التواصل الاجتماعي