آلام الرب الجديد
لا يزال الرب يتألم بسبب فساد الأعضاء الذين سقطوا وارتدوا عن الوصية المقدسة (2بط 21:2) ويصفهم القديس بولس الرسول بالتدقيق: “الذين داسوا ابن الله، وحسبوا دم العهد الذي قُدِّسوا به دنسًا، وازدروا بروح النعمة” (عب 29:10) فكان خيرًا لهم لو لم يعرفوا طريق البر من أنهم بعدما عرفوا يرتدون.
يقول الكتاب أن مثل هؤلاء يسببون للرب آلامًا مبرحة، إن يجددون عليه آلام يوم الصليب: “يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه” (عب 6:6)، ذلك لأنهم يضعون عار الخطية على الجسد المقدس الذي اشتركوا فيه، والذي صار فيهم، فيجعلوا جسد المسيح شريكًا في إثمهم ونجاستهم “أفآخذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاء زانية؟” (1كو 15:6) لأنَّ أجسادَهم بعد أن تتحد بالمسيح تصير أعضاء في جسده “ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح” (1كو 15:6).
آلام الرب الجديد
فإذ هم يستهينون بسيادة الرب، ويدنسون أجسادهم (يه 8:1) يحسبون الدم الذي قُدِّسوا به دنسًا (عب 29:1)!! وليس ذلك فقط بل إذ يرتدون علنًا (2بط 21:2) ويصنعون الخطية باستهزاء مزدرين بروح النعمة (عب 29:10)، ليس فقط يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية بل ويقول الكتاب “ويشهرونه” أي يفضحونه!! إذ يخضعون للشيطان جاعلين الشيطان أفضل من المسيح والروح القدس، فيكون عملهم كمن يُعطي القدس للكلاب” (مت 6:7) أو يبيع ابن الله بثلاثين من الفضة!! وهم في اقترافهم الخطايا عن عمد يضعون عارها على الجسد المقدس كما كان على الصليب تمامًا، لذلك قيل أنهم “يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية”.
ولكن لم يقل الكتاب “إنهم يصلبون ابن الله” فقط، بل يصلبون “لأنفسهم” ابن الله، أي أنهم يتحملون وحدهم مسؤولية هذا العمل وعقابه كيهوذا الذي أسلم الجسد للصليب والفضيحة عن عمد، لذلك لم يجد مكانًا للتوبة، كذلك تمتنع التوبة والتجديد لمن يستهينون بالجسد والدم والروح “لا يمكن تجديدهم للتوبة”.
لذلك فإن عقابهم يكون أشر من عملهم (عب 29:10)، إذ يقطعهم الرب من جسده متألمًا، كمن يقطع الغصن الفاسد من الكرمة بلا رحمة “كل غصن فيَّ لا يأتي بثمر ينزعه” (يو 2:15) ليُلقى في النار.
وهؤلاء الذين يجحدون الإيمان ويتركون الطريق والدعوة التي دُعوا إليها، يُرددون صدى أصوات “اصلبه، اصلبه” لترن في آذان المخلص في السماء بسبب ارتدادهم عن الإيمان والوصية المقدسة، فمن جحد المسيح إنما اشترك في صلبه “إذ هم يُنكِرون الرب الذي اشتراهم يجلبون على أنفسهم هلاكًا سريعًا” (2بط 1:2).
إنَّ خطرَ عدم الوعي الإيماني الصحيح يجعل بعض الأوراق الخريفية تذبل وتسقط منفصلة عن الكرمة، عندما تفرط في وديعة إيمانها من أجل مالٍ أو جنسٍ أو شهوة، بينما تزكية إيمانها هي أثمن من الذهب الفاني (1بط 7:1).
والذين غلظت قلوبهم وآذانهم وتثقلت أسماعهم وغمضوا عيونهم لئلا يُبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا فيشفيهم (مت 15:13) تعمدوا العناد والمقاومة والإنكار والشك والرفض والاستهانة أولئك يصلبون المسيح ثانية “فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره” (عب 3:2).
هل تبحث عن  طول أناة الله، نضع إلي جوارها أناته علي تلاميذه

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي