واسم الرجل نابال واسم امرأته أبيجايل.
وكانت المرأة جيدة الفهم وجميلة الصورة،
وأما الرجل فكان قاسيًا ورديء الأعمال ..
( 1صم 25: 3 )
أبيجايل … كانت المرأة جيدة الفهم وجميلة الصورة»، هذه شهادة مُشرِّفة تُرينا كيف أن النعمة تستطيع أن تظهر بملئها في وسط أقصى الظروف المعاكسة وفي أصعب الأحوال. ولا شك أن بيت نابال الأناني البخيل، كان برية قاحلة بالنسبة لواحدة مثل أبيجايل. لكنها انتظرت الله، وهو ـ تبارك اسمه ـ لم يخيِّب رجاءها.
إن قصة هذه المرأة الفاضلة، مليئة بالتشجيع والتعليم لجميع الذين يجدون أنفسهم منكمشين ومُعاقين بسبب ظروف وارتباطات لا يمكن تجنبها، تعرقل سعيهم وتُضعف تقدمهم. إن تاريخ أبيجايل يقول لهؤلاء: ”اصبروا، انتظروا الرب، لا تظنوا أنكم بعيدون عن فرص الخدمة والشهادة. والرب يتمجد كثيرًا بوداعة الخضوع، ولا بد أن يَهَب العون والمَدد، وفي النهاية سيعطي بكل تأكيد الفرج والنُصرة المجيدة“.
صحيح أن البعض تلومهم ضمائرهم على تكوين علاقات مثل هذه من البداية، لكن حتى في هذه الأحوال طالما أن الشخص قد شعر بخطئه وجهله، واعترف بذلك وحكم على نفسه في حضرة الله، آخذًا وضع الخضوع أمامه، فإن العاقبة ستكون بركة وسلامًا.
في أبيجايل نرى شخصية أُستخدمت في تصحيح خطأ إنسان ليس أقل من داود نفسه. وربما كانت حياتها ـ من بدايتها إلى اليوم الذي يقدمها لنا فيه المؤرخ المقدس ـ قد تميزت بالكثير من الألم والتجارب، بل لا يمكن أن تكون غير ذلك، وهي مرتبطة بشخص مثل نابال. على أي حال، فإن الزمن قد كشف ما فيها من فضائل. لقد عانت بمفردها في الخفاء. والآن أوشك العبء أن يسقط عن كاهلها أمام شهود كثيرين. فقلائل هم الذين رأوا خدمتها الصابرة وشهادتها، لكن كثيرين رأوا تمجيدها. والذي أعطى لخدمتها قيمة، ليس هو كونها أنقذت نابال، بل أنها حفظت داود من تجريد سيفه أيضًا.
لقد خرج داود باندفاع من مكان الاعتماد على الله؛ المكان الوحيد المقدس الآمن، ولم يكن هدفه عندئذٍ هو الدفاع عن جماعة الرب، بل إنه أراد أن ينتقم لنفسه من شخص عاملهُ بطريقة سيئة. ويا له من خطأ جسيم! ومن عناية الرب كانت هناك أبيجايل في بيت نابال، وكانت على وشك أن تُستخدم من الله لتحفظ داود من أن يُجيب الجاهل حسب حماقته ( أم 26: 4 ). .