* يقول: “آه، ماذا لو كانت أنفسكم مكان نفسي. وأن أريحكم بكلماتٍ، وأنغص رأسي إليكم، وأحرك شفتي لراحتكم” (أي 16: 4-5). أحيانًا توجد ضرورة بالنسبة للأذهان الشريرة العاجزة عن الإصلاح بكرازة إنسان أن تُضرب من الله. هذا ما يطلبه الكارز (أيوب) لهم للترفق بهم. فإنه إذ يحدث هذا عن غيرةٍ عظيمةٍ للحب، واضح أنه لا يطلب لهم ذلك كعقوبةٍ، وإنما لإصلاح المخطئين، فيكون ذلك صلاة من أجلهم، وليست لعنة ضدهم.
يظهر أيوب الطوباوي في هذه الكلمات أنه يهدف إلى هذا: أصدقاؤه الذين لم يعرفوا أن يتعاطفوا معه بالحب في حزنه، يلزمهم أن يتعلموا بالخبرة كيف يجب أن يترفقوا في أحزان الغير، وبهذا يعيشون في حالة داخلية أفضل، مدركين شيئًا عن الضعف الخارجي…

الآن نحن نعزي الأشرار بسقوطهم تحت العصا، عندما نشير إلى الحزن الخارجي لتشييد صحة داخلية فيهم. ونحرك رؤوسنا عندما يميل عقلنا – الجزء القائد فينا – نحو الحنو. ونسندهم وسط ضربات المحن عندما نخفف من قوة حزنهم بكلماتٍ رقيقة.

البابا غريغوريوس (الكبير)

هل تبحث عن  معاَ كل يوم الأحد 30 ( سبتمبر ) 20 توت

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي