أخذ بيد الأعمى

أخذ بيد الأعمى




«وَضَعَ يَدَيْهِ أَيْضًا عَلَى عَيْنَيْهِ،

وَجَعَلَهُ يَتَطَلَّعُ. فَعَادَ صَحِيحًااً وَأَبْصَرَ »

( مرقس 8: 25 )


جاء الرب يسوع إلى بَيْتِ صَيْدَا، فقدَّمُوا إليهِ أعمَى وطلبوا إليهِ أن يلمسهُ، فلم يتأخر عن أن يُلبي طلبتهم، غير أنهُ اعتزل بالأعمى المسكين عن الجمع إلى خارج القرية، وتفل في عينيهِ، ووضع يديهِ عليهِ، فأتاهُ البصر شيئًا فشيئًا. ونستفيد من هذه الحادثة أن مُلامسة شخص المسيح تُعطي بصرًا للعميان وتزيدهُ أيضًا. وحالة ذلك الأعمى تُمثل حالة التلاميذ تمامًا بالمقابلة مع إسرائيل على وجه العموم، بحيث أن المسيح كان قد أفرزهم عن الجمع ولمسهم. ونتج من مُلامستهم إياهُ أنهم أخذوا ينظرون نظرًا مُلتبسًا فكأنهم رأوا الناس كأشجار يمشون. فقد أحبوا الرب بالحقيقة، لكن العوائد اليهودية غشت أبصارهم، وحالت دون إدراكهم مجدهُ إدراكًا جوهريًا.

نعم، إنهم آمنوا بكونهِ مسيا الموعود به، غير أن ميول قلوبهم كانت متجهة إلى أشياء أخرى؛ كانوا بالنعمة قد حصلوا على التعلق بشخص السيد مُعلِّمهم، لكنهم لم يدركوا مجدهُ الإلهي الذي كان كأنه محجوب في أُقنومهِ، مع أنهُ كان مُعلنًا بكلماتهِ وأعمالهِ. فكانوا قد تركوا كل شيء ليتبعوهُ، ولكن كان يعوزهم الفهم الروحي بعد الإيمان. فإنهُ كان لهم إيمان مع أنهُ كان ضعيفًا نظير بصر الأعمى بعد اللمسة الأولى، غير أن عظمة صبرهِ تضارع سلطانهُ. فإنهُ لم يتوقف عن العمل حتى أكملهُ، وهكذا عمل مع التلاميذ روحيًا، لأنه عاد بعد قيامتهِ ونفخ فيهم وفتح أذهانهم ليفهموا الكتب، ثم أرسل لهم الروح القدس من السماء ليُرشدهم إلى جميع الحق، فأبصروا حينئذٍ جليًا. ونرى مقابلة بين التلاميذ والشعب، حيث أن التلاميذ كانوا معتزلين مع المسيح، وما كانوا عميانًا عن قصد، وأما الشعب فلم يُريدوا أن يبصروا، بل فضَّلوا العمى والظلمة على البصر والنور. .

هل تبحث عن  لم تهز الاتهامات قلب نحميا، ولا حطمت نفسيته

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي