أخيمعص بن صادوق راكضاً


أخيمعص بن صادوق راكضاً


ألستم تعلمون أن الذين يركضون في الميدان جميعهم

يركضون ولكن واحداً يأخذ الجعالة. هكذا اركضوا لكي تنالوا
( 1كو 9: 24 )




ما هو الركض؟ باختصار هو المثابرة في طريق الاتكال على الرب بالرغم من كل محاولات العدو لإبعادنا عن هذا الطريق. وليس شيء أغلى في عيني الرب من السلوك في الاتكال عليه وفي الخضوع لكلمته! سلوك مثل هذا هو فيض قلب خاضع متعبد للرب، هو سلوك في إنكار للذات وتكريس مستمر، لكن أيضاً في قوة وفرح الروح القدس.

في حياة داود نجد مثالاً مشجعاً. أخيمعص بن صادوق الذي كان من بين الموالين لداود عندما تمرد عليه أبشالوم. كان معروفاً بأنه عدّاء ماهر. في 2صموئيل18: 27 يذكر بأن الرقيب عرف من بعيد جريه كجري أخيمعص. كم هو جميل لو أن المرء يعرفنا من بعيد كمن نحن عداءوا يسوع المسيح المهرة!

ونجد أولاً أخيمعص مرتبطاً مع يوناثان بن أبياثار كرسولين في عمل هام. كان عليهما أن ينقلا كل ما يسمعانه من حوشاي الأركي من بيت أبشالوم إلى داود ( 2صم 15: 36 ). وعليهما توقف أساساً معرفة ما إذا كانت مشورة أخيتوفل قد أُبطلت فعلاً أم لا. وقد أثبت كلاهما جدارة في العمل. لقد جريا رغم كل الأخطار (2صم17). وقد حفظهما الرب وأنقذ داود وكل أتباعه.

وفي أصحاح 18 نقرأ عن قتل أبشالوم بيد يوآب وغلمانه. وقال أخيمعص ليوآب “دعني أجرِ فأبشر الملك لأن الله قد انتقم له من أعدائه” (ع19). إن تعلُّق قلب أخيمعص بداود دفعه إلى حمل هذه البشارة السارة إليه، إلا أن يوآب لم يوافق على ذهابه، وأمر كوشي أن يذهب فركض. لكن أخيمعص عاد فطلب من يوآب أن يجري هو أيضاً فأذن له فركض الاثنان. لكن ما أبعد الفرق! الواحد جرى بناء على أمر، والآخر من تلقاء الذات بقلب ملتهب. أخيمعص تغلب على المصاعب والعوائق من أجل السرور الموضوع أمامه، ليقف أمام داود كالشاهد لانتصاره. ولا عجب أن يسبق أخيمعص كوشي في الركض ليظهر أولاً أمام الملك.

هل تبحث عن  القديس الأنبا أنطونيوس، إنه أب لطريق، بل أب لأصعب طريق

“لذلك نحن أيضاً …. لنطرح كل ثقل والخطية المُحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا …”. ألا نقتدي بعبد داود هذا، حتى لا يسبقنا أحد في الجهاد! والرب يعلم هل نحن نركض في الميدان بسبب محبتنا له واشتياقنا إليه، أم أننا نركض لأنه الطريق المفروض علينا؟ .




مشاركة عبر التواصل الاجتماعي