admin
نشر منذ سنتين
2
أراد الملاك أن يجتذب قلب طوبيا وفكره إلى أعمال الحب والرحمة بالآخرين


ولَمَّا اقتربا مِن راجيس، [10] قالَ الملاك لِلشاب: يا أَخي علَينا أن نقضي اللَّيلةَ مع رَعوئيل، وهو قريبك وله ابنة وحيدة اسمها سارة [11]. وأَنا سأتحدث عنها أَن تُعْطى لَك زوجة، وسيكون لك جَميعَ ميراثها، لأنك أنت وحدك من شعبها. وهي فتاةٌ َ جَميلَةٌ ورصينةٌ [12].
الآن اسمع لي، فإِني سأُكلِّمُ أَبَاها، ومتى عُدْنا مِن راجيس نُقيمُ عُرْسَها. وأَنا عالِمٌ بِأَنَّ رَعوئيلَ لا يَستَطيعُ أَن يَخطُبَها إلى رَجُلٍ آخَر، وإِلاَّ استحق المَوتَ بحَسَبِ حُكْمِ كِتابِ موسى، لِعِلْمِه بِأَنَّه مِن حَقِّكَ أَن تنال الميراث دون إنسانٍ آخر [13].
قالَ الشاب لِلملاك: يا عَزَرْيا أَخي، سَمِعتُ أَنَّه قد عُقِدَ لها على سَبعةِ رِجالٍ، فماتوا جميعًا في حجال العُرْس [14]. فأَنا الآنَ وَحيدٌ لأَبي، وأَخْشى أَن أَموتَ في حجال العُرْسِ مثل هؤلاء الذين سبقوني. لأن شيطانًا يُحِبّها، وهو لا يؤذي أحدًا إلا الذي يقترب منها. الآن أخشى أن أموت فأُنزِلَ حَياةَ أَبي وأُمِّي إِلى قَبرهماِ غَمًّا علَيَّ، ولَيسَ لَهُما ابنٌ آخَرُ لِيَدفِنَهُما [15].





لماذا قال له الملاك: “من حقك أيضًا أن ترث جميع ميراثها، لأنك أنت وحدك من شعبها” (12)؟
أولاً: أراد الملاك أن يجتذب قلب طوبيا وفكره إلى أعمال الحب والرحمة بالآخرين. فإن كان أبوه طوبيت قد قدَّم بسخاء لإخوته في إسرائيل وأيضًا في أرض السبي، واهتم بدفن القتلى من بني جنسه في السبي، لن يبقَى الله مدينًا لأحدٍ، بل يرُد هذه الأعمال بالبركة وبسخاء في حياة أولاده وأحفاده.
ثانيًا: أراد أن ينقي الملاك فكر طوبيا من التعييرات التي وجهتها والدته لأبيه في لحظات غضبها.
ثالثًا: كان اليهود يعتزّون بالميراث ليس من حيث قيمته المادية، وإنما كمن يرث بركة الرب العاملة في الوالدين. لهذا قدَّم لنا الكتاب المقدس مباركة اسحق لابنه يعقوب، ومباركة يعقوب لأبنائه، وعلى وجه الخصوص بارك ابني يوسف قبل موته.

هل تبحث عن  ما تاريخ الحرومات التي وقعت علي أوريجانوس؟

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي