أرض جديدة وسماء جديدة
أرض جديدة وسماء جديدة
لقد استخدم الله إبراهيم كوسيلة إيضاح، فبالرغم من أنه عاش في زمن كانت فيه الأمور الروحية ليست واضحة كما في العهد الجديد، لكنه عاش حياة غربة فعلاً، وخرج من وطن إلى وطن آخر أخذ به وعدًا، ولكنه لم ينَله بل نظره من بعيد وصدق الوعد. وانتقلت آماله من أرض موعود بها هنا في هذا الزمان الحاضر إلى أرض جديدة وسماء جديدة يسكن فيها البر.. من أجل ذلك حتى آماله أن يكون له نسل، وآماله أن يكون له أسرة، تحولت إلى أمل في إتمام الخلاص في مجيء السيد المسيح.
لقد ارتقت عاطفة الأبوة عند إبراهيم، من عاطفة أب جسدي له ابن ونسل؛ إلى عاطفة شخص يرى في هذا النسل رجاء البشرية في الخلاص الأبدي. هكذا قال عنه الكتاب: “وَلَكِنِ الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَناً أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيّاً. لِذَلِكَ لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلَهَهُمْ، لأَنَّهُ أَعَدَّ لَهُمْ مَدِينَةً” (عب11: 16).
الحديث عن إبراهيم حديث أمره يطول، فهو شخصية غير عادية؛ هو أبو المؤمنين جميعًا سواء كانوا يهودًا من نسله أو من الأمم الذين ليسوا من نسله. لكن هو دُعى أب الإيمان وأب لجمهور من الأمم، وحياته مثلاً يُحتَذَى به في الإيمان.
لقد رأى المواعيد من بعيد، ويوم أن قدّم ابنه ذبيحة؛ رأى الصليب والقيامة، ورأى الفداء بعين الإيمان وبروح النبوة. وإن كان الفداء لم يتحقق بعد لكنه آمن به ورقد على الرجاء.. لذلك يقول الكتاب “وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا الْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيُّوهَا” (عب11: 13).
اذكر باستمرار
إنك غريب على الأرض
وإنك راجع إلى وطنك السماوي
(قداسة البابا شنوده الثالث)
هل تبحث عن  الطاعة الكاملة

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي