أزلية المسيح
إن كينونة المسيح لم تكن لتبتدئ بمولده كما هو الحال عند سائر البشر ولكنه كائن منذ الأزل.
1. هذا القول وارد بوضوح في العهد الجديد
لن نحتاج لإيراد أكثر من آيات وفقرات قليلة هنا. وسنبدأ بيوحنا 1: 1 – 2 “في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله”. إن الكلمات التي استعملت هنا هي ذات الكلمات التي نجدها في الأصحاح الأول من العهد القديم “في البدء”. قبل خلق العالم كان المسيح مع الآب.
ثم يمضي يوحنا ليقول إن المسيح كان واسطة الخلق “كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان” (يوحنا 1: 3). وبولس يورد هذه الحقيقة ذاتها في رسالة إلى أهل كولوسي 1: 16 “فإنه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين الكل به وله قد خلق”. ثم يسترسل ليقول في العدد السابع عشر “الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل”.
2. يسوع أعلن أنه أزلي
صرّح يسوع في أكثر من مناسبة بأنه كائن منذ الأزل السحيق. وقد قال لليهود غير المؤمنين “الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن” (يوحنا 8: 58) هذا وقد عاش إبراهيم قبل ولادة يسوع المسيح بقرابة ألفي عام ومع هذا فقد قال “قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن”. أما في صلاته الشفاعية فقد قال “والآن مجدني أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم” (يوحنا 17: 5).