أستير وبيت هامان:
“في ذلك اليوم أعطى الملك أحشويروش لأستير الملكة بيت هامان عدو اليهود” [1].
لقد طلب هامان من أعوانه أن يلقوا قرعة ليحددوا يومًا يرث فيه هامان كل ما لليهود بعد أن يقتلهم، فإذا بهامان يُسلم للموت ويعطي الملك بيته في يدي أستير اليهودية.
إن كان هامان الحقيقي، إبليس، قد وضع في قلبه أن يغتصب قلب الإنسان ويرثه بعد أن يحطمه ويهلكه، فخلال وليمة الصليب استولى الإنسان على مركز الشيطان قبل السقوط، وصار كمن قد دخل إلى الطغمات السماوية كواحد منها. ويرى بعض الآباء أن الطغمات السماوية سبع بجانب الشاروبيم والسيرافيم، وقد صار الإنسان أشبه بالطغمة العاشرة عوض إبليس الذي كان كوكب الصبح القائم في حضرة الله. سقط العدو إلى الهاوية ليقوم الإنسان ويرتفع إلى السماء ويملك عوض العدو الساقط!
إن كان الشيطان قد أقام نفسه رئيسًا لهذا العالم بإغراءات الخطية (يو 12: 31)، مغتصبًا بيت الإنسان الذي وهبه لنا الله لنسكن فيه بسلطان، فخلال وليمة الصليب لم يسترد الإنسان بيته فحسب إنما ارتفع بالرب إلى الفردوس.
في هذا يحدث القديس غريغوريوس النيسي طالبي العماد، قائلًا: [إنكم خارج الفردوس أيها الموعوظون. إنكم تشاركون آدم أباكم الأول في نفيه. والآن يُفتح الباب وتعودون من حيث خرجتم].
إن كان عيد الفوريم هو عيد إبطال قرعة هامان لإبادة المؤمنين، ليعلن الرب أنهم نصيبه، وارثو بيت العدو الساقط، ومتمتعون بالدخول إلى السماء عينها.