أسفار المكابيين

وهذه خمسة اسفار وتحتوي على تاريخ استقلال اليهود تحت قيادة الاسرة المكابية. وتقر الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية السفر الأول والثاني منهما، وتعترف بقانونيتهما، في حين يرفض البروتستانت المنشقين في القرن السادس عشر كل هذه الأسفار. وقد قبل مجمع ترنت سنة 1516 الروماني السفرين الاولين بين الاسفار القانونية أما السفر الخامس فلا يوجد إلا في الترجمة العربية القديمة.

أسفار المكابيين

مجمع ترنت في كنيسة سانتا ماريا ماجيور، موجودة في متحف ديوسيانو تريدنتينو، ترينتو

(1) تبتدىء حوادث السفر الاول منذ تبوء انطيوخس ابيفانيس العرش السرياني سنة 175 ق. م. فيذكر خبر عصيان اليهود ايام متاثياس ونجاحهم ايام يهوذا مكابيوس واستمرار الحرب ايام يوناثان وسمعان إلى موت الاخير سنة 135 ق. م. وهذا السفر كتب أولًا بالعبرانية في اوائل القرن الأول ق. م. ثم ترجم إلى اليونانية ولم يبق لنا سوى الترجمة. ويختلف كثيرًا عن اسفار العهد القديم التاريخية اذ يشتمل على اعمال إنسانية فقط على أن المؤلف تحرَّى الحق في كتابته وهو وان ظهر منه عدم تحقيق فيما يتعلق بالامور الرومانية وغيرها من الأمور الاجنبية إلا أنه ثقة يعتمد عليه في ما يقوله عن الامور اليهودية.
(2) يبتدىء السفر الثاني في آخر ملك سلوقس الرابع فيلوباتور وينتهي بخبر انتصار يهوذا مكابيوس على سلوقس نيكانور سنة 160 ق. م. فمدته اذن اقصر من مدة السفر الأول وفي شرحه لنفس حوادث السفر الأول يختلف كثيرًا لكن لا شكّ أن السفر الأول أصح لأن السفر الثاني اقتطاف من مؤلفات جاسون القيريني. ولا نعرف من هو ياسون ها ولا ما هي تآليفه ولا من اقتطف هذا السفر عنه. انما نعلم أن اقتطافه كان قبل خراب أورشليم وأنه كثير المبالغة وان غايته دينية.
(3) يذكر السفر الثالث خبر زيارة بطليموس الرابع فيلوباتور هيكل أورشليم سنة 217 ق. م. وطلبه أن يدخل قد الاقداس عنوةّ وما اصابه به الله ارهابًا ونكالًا لتهجمه على بت الله ثم ما ارتكبه هذا الملك من اضطهاد اليهود في الاسكندرية انتقامًا إلى أن خلصهم الله منه بعناية خاصة وحوله من عدو إلى صديق ومحسن لليهود. ومادة هذا السفر خرافية.
(4) يبتدىء السفر الرابع ببحث فلسفي عن تسلط العقل على العواطف ويبين أن هذه المسألة حقّ بقصة استشهاد اليعازر والام مع بنيها السبعة (2 مك ص 6 و 7).
(5) يحتوي السفر الخامس على تاريخ اليهود من هيلبودورس إلى هيرودس أي من سنة 184 إلى 86 ق. م.
وكان اسم “اسرة المكابيين” الحقيقي الحسمونيين من حسمون ابو جد متاثياس من ابناء يهوياريب (1 اخبار 24: 7) ولقب يهوذا ابن متاثياس “مكابيوس” ثم صار هذا اسمًا لجميع الاسرة واخيرًا لكل الحزب الذي تكوّن نتيجة لظلم السلوقين.
ويرجح أن معنى هذا الاسم “مضرب”. ولما اتى الناس المرسلون من قبل انطيوخس ابيفانيس إلى مودين وامروا الشعب بأن يقدموا ذبائح وثنية قام متاثياس كاهن فرقة يهوياريب فقتل اليهودي الاول الذي اقترب إلى المذبح لكي يمتثب لهذا الامر ثم قتل المرسلين انفسهم وهرب إلى الجبال مع بنيه سنة 168 ق. م. وهناك اتحد معه عدد من أهل وطنه المتمسكين بديانته وهكذا ابتدأ معه عدد من أهل وطنه المتمسكين بديانتهم وهكذا ابتدأ العصيان ومات متاثيس سنة 166 ق. م. فخلفه يهوذا. وبعد أن ظفر بأعدائهم في بيت حورون وعمواس أخذ أورشليم وطهّر الهيكل ثلاث سنين بعد تدنيسه. ثم لما تمَّ له الظفر في أُداسة سنة 161 ق. م. على سلوقيس نيكانور ثبت استقلال اليهود، غير أن يهوذا قُتل في واقعة بعد ذلك بقليل. فاستأنف الحرب بعده اخوه يوناثان (الذي مات سنة 143 ق. م.) وسمعان (الذي مات سنة 135 ق. م.). وفي مدة ملك الأخير صارت وظيفة الكاهن العظيم تنتقل ارثًا في اسرته. وغير هركانس ابن سمعان سنة 135 – 105 ق. م. مبدأ سياسة الاسرة المكابية فاتحد مع الصدوقيين وهكذا فعل ابناه ارستوبولس الاول سنة 105 – 104 ق. م. الذي تسمى باسم ملك واسكندر جنيوس سنة 104 – 78 ق. م. وبعد موت ارملته الملكة الكسندرا سنة 78 – 69 ق. م. حدثت حرب أهلية بين ابنيها ارستوبولس الثاني وهوكانس الثاني فتداخل الرومانيون فصلًا للنزاع، فتغلب بومبيوس على ارستوبولس (الذي ملك بين سنة 69 – و 63 ق. م.) وعزله وجعل اخاه هركانس الثاني في وظيفة الكاهن العظيم واقامه أميرًا تحت حماية الرومانيين. وخلف هركانس لنتيجونس ابن ارستوبولس سنة 40 – 37 ق. م. فكان آخر السلالة الحسمونية وانتقل الملك منهم إلى هيرودس الكبير المشهور بما كان له من المصاهرة في الاسرة المكابية.

هل تبحث عن  ما دمت فى يدك لا يغمرنى سيل المياه

* تُكتَب خطأ: الماكبيين، مكابين، المكابين، المكابين.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي