الادارة
نشر منذ سنتين
2
أشراق الصبح نهار عيد أنتقال السيدة قد أسلم نفسه السعيدة


* نموذج *

أن القديس سطانيسلاوس المار ذكره الذي كان بجملته ملتهباً بنار الحب نحو والدة الإله، وهو في عنفوان صبوته. ففي اليوم الأول من شهر آب قد أستمع عظةً من الأب بطرس كانيسيوس، فيها هذا الواعظ أعطى لجمهور المبتدئين في رهبنته اليسوعية الكائنين في رومية. هذه المشورة العظيمة بإيراداتٍ خشوعيةٍ جداً، وهي أن كل واحدٍ منهم يعيش يومياً كأن ذاك النهار الذي يبلغ هو الى صاحبه، هو اليوم الأخير من حياته الذي في نهايته يلتزم بأن يحضر في ديوان الله. فبعد أتهاء العظة المذكورة قال القديس سطانيسلاوس الى رفاقه: أن هذه المشورة المقدمة من الكاروز كانت بنوعٍ خصوصي لي كأنها صوتٌ إلهي متجهةٌ نحوي، لأني مزمعٌ أن أموت في هذا الشهر عينه: وأنما قال هذا أما لأن الله كان أوحى إليه بواسطةٍ أكيدةٍ غير أعتياديةٍ بما كان عتيداً أن يحدث له. ثم بعد هذا بأربعة أيامٍ اذ كان ذاهباً الشاب الطوباوي المذكور صحبة الأب عمانوئيل سار لزيارة كنيسة القديسة مريم الكبرى، وجاء الخطاب معهما عن قرب الأيام الأحتفالية المختصة بعيد نياح سيدتنا والدة الإله. قال له هذا الشاب البار: أني أظن أيها الأب أن في يوم عيد أنتقال هذه الأم الإلهية الى السماء تشاهد في الفردوس سماءٌ جديدةٌ، عندما يشاهد مجد مريم والدة الإله مكللةً سلطانةً في السموات، جالسةً بالقرب من الرب فوق طغمات الملائكة كلها. فأن كان حقاً في كل سنةٍ في اليوم المذكور. كما أنا متمسك بذلك كأنه شيء خالٍ من الأرتياب، يتجدد في السماء صنيع هذا العيد. فأنا أرجو أن أكون حاضراً هناك في العيد الأول الآتي: ثم من حيث أنه (بموجب العادة السالكة في الرهبنة اليسوعية، وهي أن كلاً من أبنائها يتخذ محامياً له في كل شهر ذاك القديس الذي بحسب القرعة تأتي في يده الورقة المحرر بها أسم القديس) قد خص الطوباوي سطانيسلاوس محامياً في شهر آب المرحوم القديس لورانسيوس أو بالحري لافرنتيوس المعظم في الشهداء رئيس الشمامسة (الذي يكمل عيده شرقاً وغرباً في 10 آب) فأمرٌ شائع الذكر هو أن الشاب البار حرر رسالةً لأمه العذراء الكلية القداسة بها كان يتوسل إليها بأن تستمد له هذه النعمة، وهي أن يوجد هو في السماء في عيدها الأحتفالي المقبل، وهكذا في عيد الشهيد المجيد لافرنتيوس قد تناول هو القربان الأقدس، وتضرع بحرارةٍ لهذا القديس في أن يقدم رسالته المنوه عنها لدى والدة الإله، ويتوسط بشفاعته أمامها من أجله في أن تتنازل هذه الأم الإلهية لأجابة مسألته. فهوذا في عشية ذلك اليوم عينه قد شعر هذا الشاب البار بالحمى في جسمه، ومع أن الحمى كانت خفيفةً جداً فهو أعتدى من دون ريبٍ، أن النعمة التي ألتمسها في شأن ذهابه الى العيد الأبدي قد أستجيبت، لأته حينما صعد على سريره قال بفرحٍ قلبي متبسماً بعذوبةٍ: أني من على فراشي هذا لن أقوم بعد: وأضاف الى ذلك قوله للأب كلاوديوس أكوافينا: أنني أظن بالصواب يا أبتي أن القديس لافرنتيوس قد نال لي من والدة الإله النعمة التي ألتمستها بأن أوجد في السماء يوم عيد نياحها المقدس. غير أنه لم يكن أحدٌ من جميع الذين سمعوا كلماته السابق إيرادها يعتبرها كشيءٍ حقيقي. فلما بلغ يوم بارمون العيد أي الرابع عشر من آب، فالحمى أستمرت خفيفةً، الا أن القديس قال لأحد الأخوة أنه في الليلة المقبلة يكون هو قد مات. أما ذاك فأجابه قائلاً: مهلاً يا أخي أنها لعجيبةٌ أعظم هي أنك تموت من قبل مرضٍ هكذا خفيفٍ من أنك تشفى منه. ولكن عندما مال نصف النهار قد أستحوذ بغتةً على القديس عارض مرضٍ قتال. وأبتدأ يعرق عرقاً بارداً وفقد قواه بالكلية، فرئيس الدير قد أسرع إليه وشاهده في تلك الحال، أما البار فتوسل الى الرئيس بأن يسمح للحاضرين بأن ينزلوه من على فراشه، ويمدوه فوق الحضيض على الأرض ليموت كأحد التائبين، الأمر الذي قد سمح به الرئيس أجابةً لتوسله، فوضعوه فوق وسادة على الأرض، وهناك أعترف ثم تناول القربان الأقدس زوادةً أخيرةً بكل أحترامٍ وخشوعٍ. ليس من دون أن جميع الحاضرين يذرفون الدموع السخية، لأنهم عاينوه كيف أنه عند الدخول الى قلايته بالسر المسجود له. قد أستحال وجهه كالى وجه ملاكٍ متلألئاً بالأشراق والبهجة السماوية، وكأنه قد التهب بكليته بشهائب نار الحب الإلهي كأحد السيرافيم، ثم أخذ سر المسحة الأخيرة أيضاً، ولم يكن هو يصنع شيئاً آخر سوى أنه تارةً كان يرفع عينيه الى السماء وتارةً يجول بنظره في أيقونة والدة الإله التي كانت بيده، ويقبلها بعواطف الحب، ويضمها الى صدره. ومن حيث أنه كان ماسكاً بيده مسبحة الوردية ملفوفةً على أصابعه، فقال له أحد الآباء الحاضرين: ماذا تفيدك يا سطانيسلاوس هذه المسبحة الملتفة على يدك، أنت الذي الآن لا تقدر أن تصلي فيها؟ فأجابه القديس: أنها تفيدني تعزيةً من حيث أنها شيءٌ مختصٌ بأمي: فأردف إليه كلامه ذاك الأب بقوله: ترى كم تكون تعزيتك أعظم من ذلك عند مشاهدتك بعد هنيهة هذه الأم الإلهية في السماء وعند تقبيلك يديها، فحينئذٍ القديس أزداد أتقاداً بنيران الحب، ورفع يديه نحو السماء مشيراً الى عظم أشواقه نحو تلك الدقيقة السعيدة، ثم بعد هذا ببرهةٍ قد ظهرت له الطوباوية مريم البتول، كما أعلن ذلك هو نفسه للحاضرين عنده تلك الليلة. وهكذا عند أشراق الصبح نهار عيد أنتقال السيدة قد أسلم نفسه السعيدة بهيئةٍ جميلةٍ خشوعيةٍ. وعيناه ناظرتان الى السماء، من دون أن يصنع أدنى حركةٍ بجسمه، حتى أن الحاضرين لم يكونوا يظنوه مائتاً، الى أنهم أختبروا الأمر بدنوهم منه أمام عينيه بأيقونة والدة الإله، واذ لم يعد يقبلها كالسابق فعرفوا أنه قد مات منتقلاً الى السماء ليقبل قدمي ملكته المحبوبة منه بهذا المقدار.*

هل تبحث عن  51-في طاعة المرؤوس المتواضع على مثال يسوع المسيح

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي