أطلقه سيّده وأعطاه من الدين
صلاة البدء
نحن مدينون لك يا ربّ. ولا نستطيع أن ندفع ديننا لأنه يتعدّى قوانا. وانت بقلبك السموح، لا تؤخّر الدفع، بل تعفينا منه. باليتنا نتعلّم منك نحن الأفراد، فنغفر لبعضنا ونعطي ولا نقرض، فلا نضع حدًا لعطائنا، وياليت الشعوب تتعلّم منك يا رب فتعفي الفتيّة منها الفقيرةَ من ديونها. وإلاّ ستكون دينونتك قاسية.
قراءة النص
من 18: 21- 35
نصمت بعد القراءة ثلاث دقائق، ونطرح على نفوسنا الأسئلة التالية:
كيف نتعامل مع الذي أساء إلينا؟ نغفر غفرانًا كاملا. نصْفَ غفران فنذكّره أننا نغفر له. أو لا نغفر، بل نحاول الانتقّام، فنحلّ محلّ الرب.
كيف تنعامل مع الذي أقرضناه مالاً؟ تقسو عليه نمهله. نترك له بعضه. هل “نظنّ أننا سنكون أكثر سخاء من الله؟
ما هي نظرتنا إلى الناس الذين حولنا؟ نحبهم ضعفاء لأنهم عفروا. نقدّر عملهم إن هم أعطوا وإن يروا بسطاء في بعض المرات.
دراسة النصّ
نحن هنا في عظة يسوع إلى الجماعة. إلى جماعته التي تبحث عن الخروف الضال، التي تعرف التسامح والنصح الاخوي. وفي هذا المقطع بالذات نقرأ ثلاث مرات لفظة العفو، أعفاء من الدين (آ 27) أعفيتك من دينك (آ 32). إن كان كل واحد لا يغفر، لا يعفو (آ 35). كما نبدأ بسؤال بطرس حول مدى هذا العفو، هذا الغفران. في هذا المقطع فهو بطرس وفهم التلاميذ الغفران الذي منحهم إياه المسيح. وما ينتج من هذا الغفران من متطلّبات على المستوى الاخوي. فالواحد منا رفيق الآخر، تحت نير واحد، فلا يستطيع أن يفلت منه (آ 8، 29، 31، 33). إذن، لسنا أمام أمور نظريّة. فأنا وأخي نخلص معًا أو نهلك معًا. أنا وأخي ننال غفران الله، وإلاّ نعامل بعدم الرحمة.
كل شيء يبدو مضخَّمًا وغير معقول في هذا الخبر. دين العبد الأول: ملايين الملايين ويحاول العبد أن يبيع نفسه مع أولاده من أجل بضعة آلاف. وقرار السيّد. هو لم يمهل، بل عفا. لا سبب لذلك سوى أن أحشاءه تحرّكت اشفق، رقّ لعبده. وتجاه ذلك نجد عنف العبد الذي عُفي عنه تجاه قريبه بسبب دين بسيط جدًا. ما حاول أن يقابل بين دين أعفي منه، ودين يطالب به. وأخيرًا ردّة فعل الملك. استعاد ما كان أعطاه،عاد عن إعفائه وطالب بكل ماله. عامل بالعنف ذاك الذي عامل صاحبه بالعنف.
أجل، في ملكوت السماوات الذي بدأ مع يسوع، والذي يصل إلى تمامه في النهاية، هكذا يعاملنا الربّ، وهكذا يطلب منّا أن نعامل اخوتنا. على المستوى المادي والعطاء. وعلى المستوى الروحي والغفران. وهو غفران لا حدود له. فالملك أعطى عبده أكثر بكثير مّما طلب. فوجب عليه أن يتعلّم من سيّده كيف يعامل صاحبه. على المستوى البشري، انتقامنا، حين نترك العنان لذاتنا، لا حدود له. نحطّم الآخر. نعدمه في النهاية الحياة. وعلى المستوى الانجيلي، يجب أن نغفر سبعين مرّة سبع مرات. أي نغفر دائمًا. وهكذا لا نعود في عالم قايين الذي قتل أخاه. ونحن نقتل اخوتنا ببغضنا وكلامنا الجارج وقساوتنا في المعاملة، فلا نترك لهم منفذًا. وهكذا لا نعود في عالم لامك، ابن قايين، الذين أراد أن يكون انتقامه عبرة فأفنى القبيلة المعادية. ولكن حين أقتل أخي كنت كمن يقتل نفسه.
التأمل
نتأمل عشر دقائق في نقطة من هذه النقاط. ونفهم أننا في جماعة من الاخوة، حيث تسيطر المجانيّة، كما يبدو الغفران لمحة لا غنى عنها في جماعاتنا.
المناجاة
ننطلق من هذا الإنجيل وما شاركنا فيه، ونتساءل هل نتعامل على مستوى العالم: أعطيك فتعطيني، أسامحك فتسامحني، أحبّك فتحبّني. وهكذا نخلق جزرًا من “الرخاء” بين مجموعات صغيرة فننسى الآخرين. أعطوا تُعطوا كيلاً ملآنًا مكبوسًا مهزوزًا فائضًا. بالكيل الذي تكليون يكال لكم (لو 6: 38)
تأوين النصّ
يسوع هو الذي يحمل الغفران. ويدعو إلى التسامح والمصالحة. هو المعلّم الوديع والمتواضع القلب. وقد نبّهنا ألاّ نستبق دينونة الله. لا تدينوا لئلاً تدانوا. لا تحكموا قبل الأوان. إذن، اغفروا سامحوا. لا تحاسبوا الناس على كل شيء. اتركوا بعضًا من حقّكم اتركوه كله إلى الرب يعوّض عليكم ذلك، لا في النهاية، بل منذ الآن. هناك من يضع البلبلة في الجماعة. وهناك من يجرح المحبّة الأخوية. يخطئ إلى هذا الأخ أو ذاك يخطئ إليه. لهذا جاء هذا المثل مع خاتمته التي تكون لنا منارة: عليك أن تفعل مع أخيك كما فعل معك الآب السماوي. ظنّ الملك أنه طبع في قلب عبده موقف العضو والعطاء المجانيّ. ولكن لم يكن الأمر كذلك. فأحسّ بجرح في كرامته. أهكذا يكون أبناء الله، أهكذا يكون المخلوقون على صورة الله، فأين ضاعت هذه الصورة في حسابات البشر وما فيها من دناءة وقساوة. وكم تخلو من المحبّة والرحمة. وهكذا نصل إلى ما تقوله لنا الصلاة الربيّة: اغفر لنا كما نحن نغفر.
صلاة الختام
الصلاة الربية أو ترتيلة
هل تبحث عن  الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 19 : 11 - 20 ) يوم الاثنين

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي