admin
نشر منذ سنتين
2
أعلان مناقب يوسف و نشر عطر مآثره

لقد قبلت الكنيسة المقدسة من “ الله “ الحق و السلطان لإعلان قداسة عبيد “ الله “ الامناء. وإليها وحدها يعود الحكم بسمو مناقبهم . و بطولة فضائلهم و هي وحدها تستطيع ان تسمح لأولادها بتأدية ما يليق بهم من الاكرام الجهري . اما القديس يوسف فلم تعط الكنيسة شرف إعلان قداسته .لأن“ الله “ اخذ على عاتقه أعلان مناقب يوسف و نشر عطر مآثره و ذلك عندما شهد له في أنجيله المقدس بأنه كان صديقاً .فلنهنئن مار يوسف بهذا المديح المليح و الثناء الطيب .يتفق الاباء و الملافنة عل ان الكتاب المقدس لا ينعت بكلمة : صديق إلا من كان مالكاً كل الفضائل بدرجة سامية .ومكملاً كل وجائبه نحو “ الله “ ونحو القريب ونحو نفسه بأكمل وجه .فصديق الانجيل هو القديس الكامل في أفكاره و عواطفه و أشواقه و أقواله و أعماله .هو القديس الذي يحيا بالايمان ، هو الحامل شريعة“ الله “ في قلبه و العامل بها طيلة أيام حياته ، لا يشتغل إلا “ لله “ وبما هو لله و لمجده الاعظم .هكذا كان القديس يوسف المعظم وكذلك كانت قداسته السامية . ومع صرف النظر عن التقليد التقوي الذي نقبله بكل ارتياح و القائل بأنه قد طهر من الخطية الاصلية قبل ولادته و إنه على مثال مار يوحنا المعمدان قد ثبت في النعمة المقدسة ، نعتقد من باب اللياقة ان قد غمر “ الله “ يوسف بجميع الفضائل اللازمة لدعوته الفريدة ، وحباه بقداسة ألقابه المجيدة ووظائفه العجيبة . وبما أن تلك الألقاب و هذه الوظائف قد رفعته فوق مراتب القديسين ، و بأنه قد فاقهم ايضا في سائر الكمالات .وانه كان بسيرته على الارض ملاكاً اكثر منه انسانا ولو اردنا ان ندرك ما حازه يوسف من كنوز النعم و نكشف القناع عن كمالاته ، فلننظره وهو بالقرب من ابن “ الله “ المتأنس ومن مريم الكلية القداسة .ان يسوع لأسمه السجود هو مبدأ النعم بل هو مبدعها و ينبوعها . و مريم هي الساقية المألوفة لتلك النعم . فكلما أقترب الانسان من يسوع و مريم ، حصل على نِعم أوفر . وكلما كانت صلته بهما أمتن و أشد كان أولى بأن يرقى معارج الكمال والقداسة . فمن يا ترى بين جميع القديسين كان أكثر قرباً الى يسوع من مار يوسف المجيد الذي قضى حياته برفقته ، ساكنا معه تحت سقف واحد ، و جالسا على مائدة واحدة .ومشتغلا في حانوت واحد ، ومشاركا إياه في السفر والتألم و الصلاة ؟ ثم من هو يا ترى القديس الذي كانت له العلائق الصميمية بالبتول الطاهرة كالقديس يوسف خطيبها الكريم و سندها الوحيد ، محاميها المجيد و حارسها الشريف : الذي أحبها و أحبته محبةً لا توصف باللسان ؟ فأذن ما من قديس أستقى من ينبوع النعم بأعظم غزارة من مار يوسف !وما من قديس أصاب سهماً أوفر من تلك الكنوز الروحية التي كان أبنه مصدرها و كانت خطيبته ممتلئة منها فلا عجب إذا ما عظٌمته الكنيسة و شاد بذكرهِ الآباء وأطراه الملافنة و أكرمه الجميع بعد مريم إكراماً فائقاً. لذلك قال مار غريغوريوس النازيانزي الكلام التالي الرائع و هو : ان الله قد جمع في مار يوسف كفي شمس لامعة كل ما يملكه سائر القديسين من نور و ضياء .

هل تبحث عن  المزمور المائة و الثالث

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي