أمثال الرب يسوع فى الإنجيل
أولا : أمثال تعليمية :-
——————
تكلَّم يسوع بالأمثال لأن التكلُّم بها طريقة تعليمية وتربوية ممتازة تتفَّوق في بعض الأحيان على الكلام الصريح، ذلك لأن للأمثال جاذبية خاصة تستأثر بها انتباه السامعين، وتقرّب إليهم فهم الأمور حتى المعقّدة والمُستعصية منها.
إن هذا الجواب العام لا يكفي وحده للردِّ على السؤال الذي طرحه التلاميذ على المعلم الإلهي، لأنّ يسوع كان يتوخَّى في ضرب أمثاله إصابةَ أهدافٍ ثلاثةٍ محددة، لا هدفٍ واحد. وإذا أردنا معرفة هذه الأهداف الثلاثة فلابدَّ لنا من أن نعود إلى البحث عن هدف كل نوع من أنواع الأمثال الثلاثة، العقائدية والأخلاقية والنبويّة التي ضربها يسوع تارةً للشعب عامةً، وتارةً أُخرى لرؤساء الشعب خاصة، وهم الكتبة والفريسيون وعلماء الشريعة. وإليكم الحديث عن كل نوع من هذه الأنواع الثلاثة لنطّلع على الأهداف التي أراد يسوع إصابتها عندما كان يتحدَّث بالأمثال عن ملكوت الله.
( أ ) أمثال عن ملكوت الله ٠
تكلَّم يسوع على ملكوت الله بالأمثال. إن هذا الأسلوب الذي اتبّعه لفت انتباه التلاميذ فسألوه: لماذا تكلّم الجموع بالأمثال؟ (متى13/10). قبل أن أقدّم لكم جواب يسوع عن هذا السؤال أقول لكم إنه ليس من الغريب أن يتكلَّم يسوع بالأمثال. إن التكُّم بالأمثال طريقة تعبيرية تبنَّتها عدة شعوب في العاَلميْن القديم والحديث. فالشعب اليوناني القديم كانت له أمثاله،وقد كتبها الفيلسوف الشعبي إيسوب. والشعوب الهندية كانت لها أمثالها، وقد تُرجمت إلى اللغة العربية، وكتبها لنا ابن المقفع بلغة سهلة، سَلِسة في كتابه الشهير “كليلة ودمنة”، ولدى الشعب الفرنسي أمثال “لافونتين” وقد نَقَلَ بعضَها إلى اللغة العربية بعضُ شعراء العرب المحدَثين، وترجمها كلّها بلغة الشعر الأديبُ المعروف الأب نقولا أبو هنا المخلِّصي. إنّ هذه الأمثال قد جرت على ألسِنة الحيوانات، وقد نَسَبَ كتَّابُها إلى الحيوانات صفات الناس وعيوبهم. فالكلب أمين، والثعلب خبيث خدّاع، والذئب شرس الطباع، والأسدُ ملك مستبد بالشعب? والشعب العِبْري أيضا كانت له أمثاُله، ومن أشهرها المثل الذي ضربه ناتان النبي لداود الملك الذي قتلَ أُوريّا الحِثّي أحدَ جنوده واتّخذ لنفسه امرأته الجميلة بتشابع (سفر الملوك الثاني 11/2-27و12/1-15). واتّبع علماء اليهود طريقة عرض تعاليمهم بالأمثال القصصية، ومن أشهرهم العلماء الثلاثة هيلاّل وشمعي وغماليئيل. وكان هذا الأخير أستاذ بولس قبل أن يهتدي. أمَّا كتب الحكمة والأمثال والجامعة المنسوبة إلى سليمان الملك وأمثال يشوع بن سيراخ فهي حكم تربويَّة فقط، لا أمثال قصصية. ولم يَحِدْ يسوع عن الخط الذي سار عليه علماء شعبه، فعلَّم هو الآخر بالأمثال ذات المعاني الدينية السامية، كما رأينا في الحديث الأول.
١- مثل الزارع ( متى ١٣: ٣- ٨ ) ، ( مرقس ٤: ٤٤- ٨ ) ، ( لوقا ٨: ٥- ٨ )
٢- مثل القمح والزوان ( متى ١٣: ٢٤- ٣٠ )
٣- مثل حبة الخردل ( متى ١٣: ٣١، ٣٢ ) ، ( مرقس ٤: ٣٠- ٣٢ ) ، ( لوقا ١٣: ١٨، ١٩ )
٤- مثل الخميرة ( ١٣: ٣٣ ) ، ( لوقا ١٣: ٢٠، ٢١ )
٥- مثل الكنز ( متى ١٣: ٤٤ )
٦- مثل اللؤلؤة ( متى ١٣: ٤٥، ٤٦ )
٧- مثل شبكة الصيد ( متى ١٣: ٤٧- ٥٠ )
٨- مثل الزرع الذى ينمو ( مرقس ٤: ٢٦- ٢٩ )
( ب ) أمثال تعليمية عن الخدمة والطاعة .
ضرب يسوع الأمثال العقائدية ليحمل السامعين له من أبناء الشعب على التفكير والتأمل واكتشاف الفكرة العقائدية التي يحويها المثل، لا ليشعروا، بعد بذل الجهد الشخصي، بلذّة الاكتشاف العقلية فحسب، بل لترسخ الفكرةُ العقائدية المكتشَفة في نفوسهم وتكون في نهاية الأمر موضوع إيمانهم. لقد ضرب يسوع مثل “الزارع” ليفسح لهم المجال لأن يفكروا في معناه، ويتأملوا فيه، ويطرحوا على ذواتهم الأسئلة التالية: مَنْ هو الزارع؟ وما هي الأرض التي سقط فيها الحبّ؟ ولماذا بعضُ الحبّ أثمر؟ وبعضه لم يثمر؟ ولماذا تفاوتت كمية الحبّ الذي أثمر، فكانت قليلة في بعض الأرض وغزيرة في بعضها الآخر؟ إنَّ الأَجوبة عن هذه الأسئلة لا تُنشِّط الفكر وتنشئ فيه المسرَّة العقلية فقط، بل تُثبِّت الإيمان وترسخّه في قلب السامع المفكّر الذي اكتشف أن الزارع هو يسوع نفسه، وأن الزرع هو كلام الله، وأن الأرض التي وقع فيها الحبّ هي قلبه. فيرجع إلى نفسه ويقول: لابدّ من أن أفتح قلبي لكلام الله ليتوطّد فيه هذا الكلام، وأحيا حياةَ الإيمان بيسوع الذي نقل إليَّ كلام الله.
١- مثل العمال فى الكرم ( متى ٢٠: ١- ٦ )
٢- مثل الوزنات ( متى ٢٥: ١٤- ٣٠ )
٣- مثل عبيد الانسان النبيل ( لوقا ١٩: ١١- ٢٧ )
٤- دور الخادم والتواضع فى الخدمة ( لوقا ١٧: ٧- ١٠ )
( ج ) أمثال تعليمية عن الصلاة .
ضرب يسوع الأمثال الأَخلاقية ليُبرزَ جمالَ الفضيلة، ويجعلها تؤثر في قلوب السامعين، ويبّين لهم قباحة الرذيلة، فيمارسون الفضيلة وينفرون من الرذيلة. لمَّا ضرب يسوع مثل السامري الرحيم أظهر لهم جمال ممارسة فضيلة المحبة التي حملت السامري هذا الرجل الغريب، بل العدو، على تقديم المساعدة لعدوّه اليهودي الجريح، كما أوضح لهم قباحة اللامبالاة بالإنسان المتألم التي استسلم إليها الكاهن واللاوي اليهوديّان اللذان مرّا بجريح من أبناء دينهما وقوميتهما، وأكملا طريقهما من دون أن يقدِّما له المساعدة التي كان بأشد الحاجة إليها. إن هذا المثل الخُلُقي بيَّن للسامعين، بطريقة جلية، أنّ المحبة جميلة ورائعة لأنها تبدّد الحزازات وتزيل العداوات الدينية والقومية بين الناس، وتجعلهم يتساندون في أوقات المحن والشدائد، كما علَّمهم كيف يمارسون المحبّة لإخوتهم البشر، بطريقة عملية ومناسبة، وإلى أيّ حدّ ينبغي أن يمارسوها. فالمثل يطبع في القلب حُبَّ الفضيلة حُباً لا يُمحى، وكراهية الرذيلة مدى الحياة. ويمكننا تطبيق هذا الهدف على جميع الفضائل المذكورة، أو المُشار إليها في الأمثال الخلقيّة
١- صديق منتصف الليل ( لوقا ١١: ٥- ٨ )
٢- مثل الأرملة والقاضي الظالم ( لوقا ١٨: ١- ٨ )
( د ) أمثال تعليمية عن القريب .
ضرب يسوع الأمثال النبوية ليحملَ الناس ولا سيَّما رؤساء الشعب، وهم الكتبة والفريسيون وعلماء الناموس، على التوبة والقيام بالأعمال الصالحة والإيمان بالمسيح الموعود. إن بناء المثل النَبَوي يختلف كلّياً عن بناء المثل العقائدي والمثل الخلقي. إنَّ مَثَل “التينة المورقة” (متى21/18-22)، وهو من الأمثال النبوية، يوضّح لنا هذه الفكرة. فيما كان يسوع نازلاً من جبل الزيتون في صباح أحد الأيام، شعر بالجوع، فرأى على الطريق شجرة تين عليها ورق غزير، فدنا منها ليقطف منها بعض التين يسدّ به جوعه. فلم يجد عليها ولا ثمرة؛ فَلَعَنها. وعلى الفور اصفرَّت أوراقها الخضراء ويبست، (إن هذا المثل واقعي وحياتي وليس مثلاً قصصياً) لاحظوا أنّ هذا المثل مكوَّن من شِقّيْن: الشِقَّ الأول هو وضع شجرة التين التاعس: إنها خالية من الثمر. والشِقَّ الثاني هو العقاب الذي حلَّ بها: إِنها نالت اللعنة ويبست. إن مثل التينة المورقة النَبَوي هو نموذج لسائر الأمثال النَبَوية. لقد بنى يسوع كُلاً منها من شِقّيْن، فبالشِقّ الأول وصف وضع الرؤساء الديني التاعس والمتدنيّ، وبالشِقَّ الثاني أنذرهم بالعقاب الرهيب الذي سوف يحلّ بهم إذا لم يتوبوا، ولم يقوموا بالأعمال الصالحة، ولم يؤمنوا بالمسيح الموعود. إذا تأمّلْنا في الأمثال النَبَوية نجد أنّ يسوع وَصَفَ في الشِقّ الأول منها الرؤساء بأنهم يتمسَّكون بالخطيئة، ويعصون أوامر الله، ويرفضون الإيمان بالمسيح، ويخونون الأَمانة التي سلّمهم الله إياها. وأيدَّ وصْفه هذا بنبوءة أشعيا النبي الذي قال عنهم إنهّم عميان وصُمّ، عديمو الفهم، غليظو القلوب، يرفضون العودة إلى الله لينالوا منه شفاء أمراضهم الروحية.
١- مثل السامرى الصالح ( لوقا ١٠: ٣٠ – ٣٧ )
( هـ ) أمثال تعليمية عن التواضع .
الأمثال الأخلاقية طبيعة الفضائل المسيحية الكبرى، ولا سيما المحبة، ليدفعنا إلى ممارستها باستمرار، ونبذِ الرذائل القبيحة التي تشوِّه أخلاقنا. وحَمَلَنا، بالأمثال النَبَوية، على التوبة والقيام بالأعمال الصالحة والإيمان بالمسيح الموعود، لنحيا معه حياة روحية مستنيرة بأنوار النعمة، لا تكتنفها ظلمة الخطيئة والشرّ والعمى الروحي.والآن بعدما اطّلعنا على السبب الذي حمل يسوع على ضرب الأمثال، وعلى مقدرته التربويَّة الفائقة في ضرب أمثال ملكوت الله، هل نعرض هذه الأمثال على طلابنا وشبيبتنا في لقاءاتنا الدينية؟ وكيف نعرِضها؟
١- مثل وليمة العرس ( لوقا ١٤: ٧- ١١ )
٢- مثل الفريسى وِ جابى الضرائب ( لوقا ١٨: ٩- ١٤ )
( و ) أمثال تعليمية عن الغنى ٠
تكلَّم يسوع بالأمثال لأن التكلُّم بها طريقة تعليمية وتربوية ممتازة تتفَّوق في بعض الأحيان على الكلام الصريح، ذلك لأن للأمثال جاذبية خاصة تستأثر بها انتباه السامعين، وتقرّب إليهم فهم الأمور حتى المعقّدة والمُستعصية منها.
إن هذا الجواب العام لا يكفي وحده للردِّ على السؤال الذي طرحه التلاميذ على المعلم الإلهي، لأنّ يسوع كان يتوخَّى في ضرب أمثاله إصابةَ أهدافٍ ثلاثةٍ محددة، لا هدفٍ واحد. وإذا أردنا معرفة هذه الأهداف الثلاثة فلابدَّ لنا من أن نعود إلى البحث عن هدف كل نوع من أنواع الأمثال الثلاثة، العقائدية والأخلاقية والنبويّة التي ضربها يسوع تارةً للشعب عامةً، وتارةً أُخرى لرؤساء الشعب خاصة، وهم الكتبة والفريسيون وعلماء الشريعة. وإليكم الحديث عن كل نوع من هذه الأنواع الثلاثة لنطّلع على الأهداف التي أراد يسوع إصابتها عندما كان يتحدَّث بالأمثال عن ملكوت الله.
١- مثل الغنى الغبى ( لوقا ١٢: ١٦- ٢١)
٢- مثل الوليمة أو العشاء العظيم ( لوقا ١٤: ١٦- ٢٤ )
٣- مثل الوكيل الخائن ( لوقا ١٦: ١- ٩ )
ثانيا : أمثال عن مضمون الإنجيل :-
——————————
( أ ) محبة الله ٠
إن الذين بالإيمان قد اتكلوا علي عمل السيد المسيح واختبروا الولادة الجديدة، صار لهم امتياز الشركة مع الآب والابن، قد عبَّر السيد المسيح عن ذلك في عدة أمثال:
(أ) الصلاة: فهناك مثلان عن الصلاة: الصديق اللحوح (لو 11: 5- 8)، والقاضي الظالم (لو 18: 1- 8).
(ب) العرفان بالجميل والشكر عليه، كما في مثل المديونين (لو 7: 41- 43)
(ج) علاقة السيد المسيح بتلاميذه، في مثل العروس والعريس (مرقس 2: 19و 20، لو 5: 34و 35)
(د) العلاقة الروحية والتغذية، في مثل الكرمة والأغصان (يو 15: 1-11)
(ه) سد الاحتياجات الوقتية، في مثل الغني الغبي (لو 12: 16- 21).
١- مثل الخروف الضال ( متى ١٨ : ١٢- ١٤ ) ، ( لوقا ١٥: ٣- ٧ )
٢- مثل الدرهم المفقود ( لوقا ١٥: ٨- ١٠ )
٣- مثل الابن الضال ( لوقا ١٥: ١١- ٣٢ )
( ب ) الشكر ٠
(أ) روح الغفران: كما في مثل العبد القاسي (مت 18: 23- 35)، فالسيد المسيح هنا يشير إلي شفاعة روح عدم الغفران، ويوضح فكرة إن كان الله قد غفر لنا كل هذا، فيجب أن نكون علي استعداد أن نغفر لكل من يخطئون إلينا.
(ب) الموقف من القريب: كما في مثل السامري الصالح (لو 10: 10- 37)، فليكن لنا روح الاهتمام الصادق والمحبة للغير، ولنعتبر الآخرين أقرباء لنا، وإن لم يكن لهم علينا أي حق طبيعي.
١- مثل مسامحة المديونين على دينيهما ( لوقا ٧: ٤١- ٤٣ )
ثالثا : أمثال عن الدينونة والمستقبل :-
———————————
( أ ) أمثال عن مجيئ المسيح ثانية ٠
هناك ستة أمثال ترتبط بمجيء السيد المسيح ثانية والإستعداد للدينونة الأخيرة ففي لو 12: 35- 38 يعلمنا واجب مداومة الولاء والسهر في انتظار مجيئه. فكما يجب علي العبيد أن يكونوا مستعدين لمقابلة سيدهم في أي ساعة يرجع إلى العرش، هكذا يجب علي المؤمنين أن يكونوا علي استعداد دائم لمجيء السيد المسيح في أي وقت. وفي مثل آخر علي اقتحام اللص للبيت، يقدم رسالة مشابهة (لو 12: 39و 40، مت 24: 43و 44)، إذ يجب علي صاحب البيت (المؤمن) أن يسهر لئلا يأتي الرب كلص في الليل بينما يكون هو نائماً. ولإيضاح الموضوع أكثر من ذلك، يضع السيد المسيح المثل في صورة عبد في البيت ينتظر عوده سيده (مت 24: 45- 51، لو 12: 42- 46)، فبينما قد لا يكون مجيء اللص مؤكداً، فليس ثمة شك في عودة السيد. ومثل البواب (مرقس 13: 34- 37) يحث علي السهر في انتظار عودة السيد المسيح ، فهذا المثل يفسر نفسه.
ويؤكد السيد المسيح أهمية الاستعداد لمجيئه، وللحياة الآتية في مثل الوكيل الظلم (لو 16: 1- 13). لقد ظهر الكثير من الصعوبات في تفسير هذا المثل، وذلك نتيجة التركيز علي تفسير تفاصيل لا أهمية لها. فالنقطة الرئيسية هي أن السيد المسيح يريد أن يعلِّم تلاميذه أنه حتي الناس الأشرار- في جيلهم- أحسنوا استخدام الفرص للإعداد للمستقبل، ويستطيع المؤمنون أن يتعلموا درساً من غير المؤمنين في هذا الخصوص، فمتي كانوا وكلاء أمناء الآن، فإنهم يكونون علي استعداد أن يعطوا حساب وكالتهم في نهاية خدمتهم.
وبينما كان السيد المسيح في الأمثال السابقة يحث علي السهر في ضوء مجيئه ثانية، لأن الوقت غير محدد، فإنه أعطي بعض العلامات التي تدل علي اقتراب مجيئه. ففي مثل شجرة التين التي صارت غصناً رخصاً وأخرجت أوراقها، يريد أن يقول لنا كما أن ظهور البراعم في شجرة التين يدل علي قدوم الصيف، فإن ظهور بعض العلامات يدل علي اقتراب مجيئه ثانية. ومثل الشبكة المطروحة في البحر والجامعة من كل نوع، يشير إلي هذه الدينونة بعبارات عامة (مت 13: 47- 50). وهناك ثلاثة أمثال أخرى تتعلق بدينونة السيد المسيح ,اثنان منها متشابهان وإن لم يكونا متطابقين تماماً، وهما مثل العشرة الأمناء (لو 19: 11- 27)، ومثل الوزنات المختلفة (مت 25: 14- 30). وتكشف الدراسة الدقيقة لهما عن العديد من الفوارق. ومثل آخر عن الدينونة، كان مثار الكثير من الجدل، وهو مثل العذاري العشر (مت 25: 1- 13). وهناك مثل يشير إلي الدينونة الفردية، التي تحدث عندما تنتهي حياة الإنسان علي الأرض، وهو مثل الغني ولعازر (لو 16: 19- 31).
١- مثل العشر العذارى ( متى ٢٥: ١- ١٣ )
٢- مثل العبد الأمين و الحكيم ( متى ٢٤: ٤٥- ٥١ ) ، ( لوقا ١٢: ٤٢- ٤٨ )
٣- مثل رب البيت المسافر ( مرقس ١٣: ٣٤- ٣٧ )
( ب ) أمثال عن قيم الله ٠
ففي مثل المدعويّن إلى عرس ابن الملك، يقوم حوار بين المربي والشبيبة، يصل بالطرفين إلى معرفة شخصية مَنْ يدعو إلى العرس، وشخصية العريس، ومضمون الدعوة، وتحديد موقف المسيحيين اليوم من هذه الدعوة الموجَّهة إليهم: قبول، لا مبالاة، معاداة. إنّ هذا الحوار لا يُثمِر إلاّ إذا كشفنا كلّ ما لاحظناه وعرفناه عن بيئتنا الحلبية التي نعيش فيها، فإن معرفة البيئة شرط أساسي لنجاح الحوار والوصول إلى نتائج عملية تناسب إيماننا ووضعنا الحالي اليوم.
١- مثل الولدين وعمل إرادة أبيهما ( متى ٢١: ٢٨- ٣٢ )
٢- مثل المزارعين القتلة ( متى ٢١: ٣٣، ٣٤ ) ، ( مرقس ١٢: ١- ٩ ) ، ( لوقا ٢٠: ٩- ١٦ )
٣- مثل التينة غير المثمرة ( لوقا ١٣: ٦- ٩ )
٤- مثل وليمة الملك فى عرس ابنه ( متى ٢٢: ١- ١٤ )
٥- مثل العبد الشرير غير المتسامح ( متى ١٨: ٢٣- ٣٥ )