القمص تادرس يعقوب ملطي
أمومة النفس للسيد المسيح

القديسة مريم كوالدة الإله تُمَثِّل الكنيسة التي يحمل أعضاؤها الله روحيًا في قلوبهم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. هكذا يتطلَّع آباء الكنيسة إلى الحياة الروحية للمسيحي بعد عماده كحالة نمو للمسيح نفسه في داخل قلوبهم التي تتَّسم بالأمومة له[84].

* كما يتشكَّل الطفل في الرحم، هكذا يبدو لي أن كلمة الله يتشكَّل في قلب النفس التي تَقْبَل نعمة المعمودية لتدرك في داخلها كلمة الإيمان الأكثر مجدًا والأكثر وضوحًا.

* يبدو أنه من الخطأ أن نتحدَّث عن تجسد ابن الله من القديسة العذراء ولا نشير إلى تجسده أيضًا في الكنيسة.. إذ يليق بكل واحدٍ منَّا أن يعرف مجيء ابن الله في الجسد بواسطة العذراء الطاهرة، وفي نفس الوقت أن يدرك مجيئه بالروح في كل واحدٍ منا[85].

العلامة أوريجينوس

* ما حدث لمريم التي بلا عيبٍ حين أشرق فيها كمال اللاهوت الذي في المسيح يتحقَّق في كل نفس تمارس البتولية كمنهجٍ لها. حقًا لا يعود يأتي السيد ليحل حلولًا جسديًا، “فإننا لسنا نعرفه بعد حسب الجسد” (2 كو 5: 6). إنما يسكن فينا روحيًا ويُحضر معه أباه، كما أخبرنا في الإنجيل في موضع آخر.

* جاء هذا الميلاد من الله، وهو يتحقَّق في كل وقتٍ فيه يحبل بخلود الروح في قلب الإنسان الحيّ، فيُعطي ميلادًا للحكمة والعدل والقداسة والنقاوة الكاملة.

بهذا يستطيع كل مسيحيٍ أن يصير أمًّا لذلك الذي هو في كل شيء، إذ يقول ربنا نفسه “من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات فهذا هو أمي” (مر 3: 25، مت 12: 50)[86].

القديس غريغوريوس أسقف نيصص

* (كل مسيحي) يحبل بالله في قلبه[87].

هل تبحث عن  شخصيات كتابية نتعلم منها (جبرائيل رئيس الملائكة المبشر)

القديس أغسطينوس

* تستطيع أن تكون أمًّا للرب على مثال الطوباوية مريم، التي استحقَّت بطهارة كهذه أن تكون أمًّا لله[88].

القديس جيروم

* ينادي على النفس التي تبدأ في الاتجاه نحو السيد المسيح هكذا: “يا مريم”، أي تتقبل اسم المرأة التي حملت به في أحشائها، إذ تلده النفس بمفهومٍ روحيٍ.

* أِحرص أن تُتَمِّم مشيئة الآب لكي تكون أمًّا للمسيح (مر 3: 35)[89].

القدّيس أمبروسيوس

* من يبشر بالحق يُحسَب فوق كل شيءٍ أمًّا للمسيح، إذ يلد ربنا الذي يحضره في قلوب سامعيه. يصير أمًّا للمسيح، إذ يوحي بحب ربّنا في روح قريبة خلال كلماته له[90].

البابا غريغوريوس (الكبير)
* اسمعوا هذا يا رعاة الكنائس يا رعاة الله،

ففي هذا الوقت يأتيكم الملاك مُبَشِّرًا إياكم: أنه ولد لكم اليوم وفي كل يومٍ المسيح الرب![91]

العلامة أوريجينوس
* الكنيسة في حالة تمخض إلى أن يتشكَّل المسيح ويُولَد داخلنا، فكل قديس يتمتَّع بشركة مع المسيح كأنما يولد المسيح فيه من جديد![92]

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي