أمَّا يسوع فهو ملك ديني محض

فعادَ بيلاطُس دارِ الحاكِم، ثُمَّ دَعا يسوعَ وقالَ له: ((أَأَنتَ مَلِكُ اليَهود؟)).

أمَّا عبارة “دارِ الحاكِم” في الأصل اليوناني πραιτώριον فتشير إلى دار القضاء أو مقر الحاكم في اورشليم سواء في قصر هيرودس الواقع في حارة الأرمن، أو في قلعة أنطونيا قرب الحرم الشريف مكان المدرسة العُمرية حالياً. وقد بناها هيرودس الكبير وكانت منزلا للولاة الرومانيين في أيام الأعياد اليهودية حيث كانوا يأتون إليها من قيصرية (قيسارية) مركز الولاية. أمَّا عبارة “أَأَنتَ مَلِكُ اليَهود؟” فتشير إلى دعوى المُحاكمة نتيجة اتهام السلطات اليهودية للمسيح أنه يطلب المُلك ويقاوم قيصر كما جاء في إنجيل لوقا “وَجَدْنا هذا الرَّجُلَ يَفتِنُ أُمَّتَنا، ويَنهى عَن دَفْعِ الجِزيَةِ قَيصَر، ويَقولُ إِنَّه المسيحُ المَلِك” (لوقا 23: 2). وهذا ما قصده اليهود، وفهمه بيلاطس، ولكن يسوع أبى هذا الملك السياسي (يوحنا 18: 36). أمَّا يسوع فهو ملك ديني محض. لم يطلق يسوع على نفسه هذا اللقب الملكي إلى الآن بل لُقُب به (يوحنا 6: 15 و1: 49). فاستجوبه بيلاطس بخصوص هذه التهمة السياسية الموجّهة إليه، وعلق القديس يوحنا الذهبي الفم ” أن بيلاطس كقاضٍ يبحث عن العدالة والحق فالتزم أن يسمع من كل الأطراف حتى يتحقق من صحة الاتهام ضد يسوع أو بطلانه”. وهذه التهمة ألقت بالرعب في قلب بيلاطس، لان كلمة ملك تعتبر تهديدا لقيصر روما.

هل تبحث عن  سيعبر بك المسيح في وسط مخاوفك

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي