أنا هو لا تخافوا

لقد تألم البار فصار الألم ظلاماً رأينا من خلاله أنوار السماء! وحين حمل ابن الإنسان رسالة الألم، مس الألم بلمسة إلهيّة، فصار بذوراً مُقدّسة لمستها يد الله لتنمو وتُثمر في بستان الحياة.
وعندما سكب دموعاً كثيرة لم تضع بل تحوّلت إلى نجوم لامعة هادية في سماء الملحدين، ألم تصبح قطرات دمه مواعظ للخاطئين؟! وهكذا تحوّل الألم العقيم إلى رحم يفيض بالحياة، بعد أن جرَّده يسوع من صفاته المُنفّرة، ونزع عنه قناعه المُخيف!
دعنا نتساءل: هل شفى المسيح كل المرضى؟ بالطبع لا، لكنَّه شفى أمراضاً كثيرة في الإنسان، لا بالقضاء عليها، بل بمعرفة الكنوز المخفيّة فيها! فعلّمنا أن نجد الغنى في الفقر عندما ولد في مذود حقير! والمجد في المذلة عندما تعرى من ثيابه، والحياة في الموت عندما صُلب.. فلا عجب إن اشتهينا الموت لنحيا!
من يُصدّق أنَّ الألم يصير دستوراً لديانة مؤسسها عاش محتقراً ومرذولاً بهذا المقدار؟! وكيف آمن الناس بديانة شعارها الصليب، في وقت كان الوثنيون يمجدون اللذة؟! لا تتعجبوا! لأنَّ المسيح صنع بالضعف ما هو أعظم من القوة، وبصلبه صيّر الألم كنزاً كل من يجده يكون قد وجد الثراء الحقيقيّ!
قد يُبغضك أهل العالم ويحتقروك.. ولكن ما الضرر؟ فقد أبغضوا كثيرين من قبلك.. وها المسيح في أيامه الخريفية تتلاعب به رياح الأشرار وتُسقط أوراقه من شجرة الحياة.
نعترف بأنَّ المسيح أضاء بآلامه ظلام الألم، وأعلن لنا أنَّ الحُب هو المُحرقة التي تُقدّس الألم، فإن أحببت غيرك تحوّل الألم من أجله إلى طاقة بذل وعطاء، وإن أحببت الله تلذذت بالإهانات والتعييرات من أجله..

هل تبحث عن  الله الأب الراعي

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي