يلزمنا أن لا نسعى في طلب خيرٍ آخر في هذا العالم خارجاً عن يسوع. على أن أيوب البار لم يكن تعيساً حينما فقد في هذه الأرض كل ما كان له، من المال، والموجودات، والأولاد، والكرامات، وصحة الجسم. حتى أنه أتصل الى أن ينحدر عن كرسيه الى مزبلةٍ جالساً تحت الجو. ولكن من حيث أنه كان لم يزل حاصلاً على الله معه. فكان هو في تلك الحال عينها سعيداً. ولهذا اذ يتكلم عنه القديس أوغوسطينوس فيقول: أن أيوب قد خسر ما قد كان الله أعطاه إياه، ولكنه في الوقت نفسه كان حاصلاً على الله عينه معه: غير أنهن تعيساتٌ بالحقيقة وشقياتٌ تلك الأنفس اللواتي خسرن الله بالذات، فأن كانت العذراء المجيدة قد بكت مدة ثلاثة أيامٍ على أبتعاد يسوع عنها، فبكم من الأزمنة المستطيلة يلزم الخطأة أن يبكوا على خسرانهم النعمة الإلهية. وعنهم قال الله: لا أنتم شعبي ولا أنا لكم: (هوشع ص1ع9) لأن الأثيم يفصل ذاته بالخطيئة عن الله. كقوله تعالى: أن أثامكم فرقت بينكم وبين إلهكم وخطاياكم أخفت وجهه عنكم لكيلا يسمع: (أشعيا ص59ع2) ومن هذا القبيل يصدر أنهم أي الخطأة اذا كانوا ممتلكين خيرات الأرض كلها، في الوقت الذي هم فيه فاقدون الله، وفي عينه تضحى لديهم الأشياء بأسرها على الأرض أيضاً دخاناً وعذاباتٍ
القديس أوغوسطينوس