فأَجابَ يَسوع: كانَ رَجُلٌ نازِلاً مِن أُورَشَليم إلى أَريحا،
فوقَعَ بِأَيدي اللُّصوص. فعَرَّوهُ وانهالوا علَيهِ بِالضَّرْب.
ثمَّ مَضَوا وقد تَركوهُ بَينَ حَيٍّ ومَيْت.
“ أُورَشَليم” فتشير إلى مكان السلام مع الله والحياة معه تعالى. وبسبب خطيئة آدم نزل من اورشليم. أمَّا عبارة “ أَريحا” بالعبرية ירִיחוֹ (معناها مدينة القمر أو مكان الروائح العطرية) فتشير إلى ارض الشقاء الذي نزل إليها آدم. فأريحا مدينة اللعنة (يشوع 26:6) وترمز للأرض الملعونة بسبب الخطيئة (التكوين 7:3). أمَّا أريحا التي ورد ذكرها في العهد القديم فموضعها تل السلطان، الذي يقع على بعد 1.6 كم من مدينة أريحا الحديثة. وأمَّا وتلول أبو العليق التي تقع على مسافة 1.6 كم غربي أريحا الحديثة، هي بقايا الحي الراقي الغنيّ من أريحا في عصر العهد الروماني، أيام المسيح. وقد كشف المنقِّبون في تلول العليق عن قصر هيرودس الكبير. وتقع أريحا في منخفض يبلغ 251م تحت مستوى سطح البحر، ولذا فجوِّها حار جدا صيفا ومعتدل شتاء. وقد اشتهرت منذ عصور قديمة بزراعة شجر النخيل (تثنية 34: 1و3 وقض 3: 13). والبرتقال والورد (سيراخ 24: 14) وأشجار الجميز (لوقا 9: 14) والبلسم وكثير من أشجار الفاكهة (يشوع 6). والنبع الذي أبرأه أليشاع هو ما يرجّح عين السلطان (2 ملو ك 2). وفي عصر العهد الجديد كانت فرقة من الكهنة تسكن أريحا. ولا بدَّ أنهم كثيراً ما كانوا يسافرون في الطريق الموصل من أورشليم إلى أريحا كما ذكر في مثل السامري الصالح (لوقا 10: 30و31) وقد أعاد يسوع البصر إلى بَرطيماوُس الأعمى (مرقس 10: 46) ورفيقه في أريحا (لوقا 18: 35). وقد زار المسيح بيت زكا جابي الضرائب في أريحا وقد تاب زكا ورجع إلى الرب بعد ما زار يسوع بيته (لوقا 19: 1-10).