admin
نشر منذ سنتين
2
“أَنَا مَعَكُم كُلَّ هذَا الزَّمَان، يَا فِيلِبُّس، ومَا عَرَفْتَنِي؟..”
“أَنَا مَعَكُم كُلَّ هذَا الزَّمَان، يَا فِيلِبُّس، ومَا عَرَفْتَنِي؟..”
إنجيل القدّيس يوحنّا ١٤ / ٨ – ١٤
قالَ فيليبُّس لِيَسوع: «يَا رَبّ، أَرِنَا الآبَ وحَسْبُنَا».قَالَ لَهُ يَسُوع: «أَنَا مَعَكُم كُلَّ هذَا الزَّمَان، يَا فِيلِبُّس، ومَا عَرَفْتَنِي؟ مَنْ رَآنِي رَأَى الآب، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْت: أَرِنَا الآب؟أَلا تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا في الآب، وأَنَّ الآبَ فِيَّ؟ أَلكَلامُ الَّذي أَقُولُهُ لَكُم، لا أَقُولُهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، بَلِ الآبُ المُقِيمُ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ أَعْمَالَهُ.صَدِّقُونِي: أَنَا في الآبِ والآبُ فِيَّ. وإِلاَّ فَصَدِّقُوا مِنْ أَجْلِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا.أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ يُؤْمِنُ بِي يَعْمَلُ هُوَ أَيْضًا ٱلأَعْمَالَ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا، وأَعْظَمَ مِنْهَا يَعْمَل، لأَنِّي أَنَا ذَاهِبٌ إِلى الآب.كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِٱسْمِي أَعْمَلُهُ، لِيُمَجَّدَ الآبُ في الٱبْن.إِنْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِٱسْمِي فَأَنَا أَعْمَلُهُ.
التأمل: “أَنَا مَعَكُم كُلَّ هذَا الزَّمَان، يَا فِيلِبُّس، ومَا عَرَفْتَنِي؟…”
إن سؤال فيلبس ليسوع يعبر عن رحلة طويلة وشاقة في البحث عن الله، انتهت بتعب فيلبس والرسل، لا بل بتعب البشرية كلها من التفتيش، دون أي نتيجة تذكر.
على الرغم من وجود فيلبس مع يسوع يوميا فهو لم يعرفه ولم “يراه”.
طبعاً فيلبس لمس يسوع وتكلم معه وشاهده بالعين المجردة لكنه لم يعرفه معرفة عميقة تكشف له من هو ” الطريق والحق والحياة “.
كذلك فعل بطرس عندما سأل يسوع:” الى أين أنت ذاهب يا سيد؟” (يو 13/36) , وأيضا توما الرسول بقوله:”يا سيد، نحن لا نعرف الى أين أنت ذاهب فكيف نعرف الطريق؟” ..
ألسنا نحن أيضا مثل فيلبس وبطرس وتوما، خصوصا مثل توما، نريد أن نضع اصبعنا لنؤمن؟
ألسنا في حالة بحث مستمر عن أي علامة أو دليل تبين لنا الله “بالعين المجردة”؟
أليست حالنا مثل كاتب نشيد الاناشيد ؟ الذي ” في الليالي على فراشه يطلب من يحبه قلبه يطلبه فلا يجده. يقوم ويطوف في المدينة وفي الاسواق والساحات، يطلب من يحبه قلبه، يطلبه فلا يجده. ثم يلقاه حراس الليل، وهم يطوفون في المدينة يسألهم، أرأيتم من يحبه قلبي؟ فيتجاوزهم قليلا ليجد من يحبه قلبه، فيمسكه ولا يرخيه..”(نشيد الاناشيد 3/1-4).
عندما يتجاوز الانسان حواسه، الذين هم حراس المعرفة لديه, ولو قليلا سيجد الرب.. هذا “القليل” يعطينا “الكثير”، لذلك كان عتب يسوع على فيلبس “أنا معكم كل هذا الوقت وما عرفتني بعد يا فيلبس؟”
يبدو أن الرب هو من يبحث عن الانسان ليصل الى قلبه ويستريح فيه، فهل سهلنا له مهمته وفتحنا له أبواب عقولنا وقلوبنا؟.
هل تبحث عن  قصـــة لـلانـبا انطـــونيوس

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي