قالوا: إِنَّ مُوسى رَخَّصَ أَن يُكتَبَ لَها كِتابُ طَلاقٍ وتُسَرَّح
“أَن يُكتَبَ لَها” فتشير إلى موسى الذي لم يرخص بالطلاق إنما رخَّص أن يكتب كتاب طلاق فتُطلق الزوجة بموجبه، وهنا يوجد فرق بين التعبيرين، حيث أنَّ الترخيص بالطلاق يجعل منه أمرًا سهلًا، أمَّا كونه يُرخص بكتابة كتاب الطلاق أولًا، فيعني ذلك أن الرجل قبل أن يُطلق امرأته يلزمه أن يذهب إلى أحد الكتبة ليكتب له كتاب الطلاق، وكان يلزم أن يكون هؤلاء الكتبة من العقلاء يباحثونه الأمر، ويهدئون من غضبه ما استطاعوا ويلجئون إلى كبار عشيرته أو سبطه إن احتاج الأمر، فيلطفون من الموقف، محاولين مصالحة الرجل مع امرأته.
بل ربما كان الرجل وهو يكتب كتاب طلاق لزوجته ويعرف أن بهذا الكتاب ستصير لآخر، يرجع عن فكرة الطلاق.