إفرحوا عندما يضطهدكم الناس

قال السيد المسيح «طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة، من أجلي، كاذبين. افرحوا وتهللوا، لأن أجركم عظيم في السماوات، فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم»

اخوتنا الأحباء، ان فرح الإنسان المسيحي بالإضطهاد الذي يقع عليه بسبب ايمانه ليس جنون او انفصام شخصية او غير ذلك، بل هو فرح لأن لهذا الإضطهاد اجر عظيم وقيمة ثمينة في نظر الله. ونريد ان نركز على نقطتين رئيسيتين في كلام السيد المسيح هنا:
١ – ليست جميع الظروف الصعبة التي نمر بها هي اضطهاد، فالإضطهاد الذي يتحدث عنه السيد المسيح ببساطة يعني: أن يعامل الشخص المسيحي معاملة سيئة، ليس لأنه اقترف اي ذنب، بل فقط لأنه مسيحي ويطبق تعاليم السيد المسيح. ففي بعض المرات نكون نحن من اتخذ قرارات خاطئة وقام بأفعال سيئة، وعندما ندفع ثمن هذه القرارات والأفعال نحسبه اضطهاد، وهذا غير صحيح، فكما قال السيد المسيح “…وقالوا عليكم كل كلمة شريرة، من أجلي، كاذبين”، فشرط الإضطهاد هو أن يكون الإتهام بالشر كاذباً، لأن تطبيق وصايا السيد المسيح لن يجعل الإنسان يسيء في التصرف او القرارات نهائياً.
٢ – لا يستطيع أي شخص مسيحي ان يفرح فعلاً عندما يقع في الإضطهاد، الا اذا كانت لديه الثقة الكاملة بكلام السيد المسيح، وبأن الله يرى ويعرف كل ما يحصل، وأنه سوف يجازي كل إنسان بالعدل في نهاية حياته. فالمسيحي الذي يكتئب او يغضب او يسب ويلعن ويندب حضه على وقوعه في الإضطهاد، او حتى يلوم الله وتعاليم المسيحية التي ترفض مقاومة الشر وترفض منهاج “العين بالعين”، هو مسيحي بائس. وهو بائس لأنه يعامل معاملة سيئة من قبل الذين يضطهدونه من جهة، وهو فاقد للثقة بالله من جهة أخرى فلا يستطيع استيعاب فكرة أن الله سيحسب له هذا الإضطهاد كأجر عظيم، بل يريد أن يأخذ حقه بيده مباشرة في هذه الحياة. والحقيقة احبائنا، انه لا شيء ممكن ان يعزي الإنسان المسيحي من سوء المعاملة التي يتلقاها بسبب ايمانه، غير هذا الفرح الذي يتحدث عنه السيد المسيح، لأن لهذا الفرح قدرة عظيمة على تغيير حياة المسيحي بالكامل واعطاءه سلام في الحياة الأرضية، ورجاء في الحياة الأبدية، بل ومغفرة ايضاً للذين يضطهدونه!
ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في متى ٥ : 11

هل تبحث عن  المعلم فانوس الكبير

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي