أيها العجيب والقدوس، يا عمانوئيل الهاً جباراً، يا ابا الابد ورئيس السلام. بأي قدرة نشكرك وكيف تقدر انسانيتنا على ايفاءك المديح؟
حين صعدتَ الى السماء قلنا تهرّباً: صعد وهو الاله، فجاءت أمك بانتقالها تقول لنا: بل صعد وأصعدنا معه.
ايها العجيب القدوس، يا الهاً يبدل واقع الأمور ويدخل الى عمق اعماقنا ويزرع فيها روحاً جديداً ومعنى جديداً.
شكرا لك لأنك اعطيتنا مريم اماً لنا، تعلّمنا أن قدرة ابنها اقوى من كل شرّ أو ألم: ففي بشارتها ولدتنا ابناء الله طائعين لارادته، وبميلادها اياك صارت اماً تعلمنا اعطاء كلمة الله للكون، وبوقوفها تحت الصليب علمتنا معنى انتصار الحب على اليأس، وساعة قيامتك علمتنا أن النور يشرق دوماً لمن آمن بقدرتك، والآن بانتقالها تقول لنا اننا دُعينا للانتقال الى مجد الله، فنحن اكثر من تراب، نحن صورة الله ومثاله، مكاننا السماء ورغبتنا قلب الآب ودعوتنا القداسة.
فاطلبي لنا يا ام فادينا أن نسعى دوماً الى جمال السماء، وسعادة الحياة مع ابنك، علّمينا ان نجاهد كما جاهدت ونتعب كما تعبتِ لنستحقّ أن ندعى لله ابناء، ونكون مثلك وتحت كنفك، من سكان بيت الآب.
لك السلام الى الأبد. آمين.