admin
نشر منذ سنتين
2
إيليا حادثة مقتل جنود أخزيا

إيليا حادثة مقتل جنود أخزيا

  • ملابسات الحادثة:


دراسة ملابسات حادثة مقتل الجنود الذين أرسلهم أخزيا إلى إيليا النبي تظهر تحدي أخزيا لإله السماء. لقد تلامس أخزيا مع قوة إله إيليا حين استجاب الله طلبته بامتناع المطر ثلاث سنوات ونصف، وأيضًا في حادثة نزول نار من السماء بصلاته لتلتهم ذبيحته، وأيضًا حين انتهى الجفاف وهطلت الأمطار بصلاته، لكن أخزيا الشرير ازداد قساوة، وجهالة؛ حتى أنه في مرضه أرسل يطلب الشفاء من بعل زبوب إله عقرون، لكن الرب أمر إيليا بملاقاة رسله الذاهبين لبعل زبوب، ووبخه بشدة قائلًا: “… أليس لأَنَّهُ لاَ يُوجَدُ فِي إِسْرَائِيلَ إِلهٌ، تَذْهَبُونَ لِتَسْأَلُوا بَعْلَ زَبُوبَ إِلهَ عَقْرُونَ؟ فَلِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: إِنَّ السَّرِيرَ الَّذِي صَعِدْتَ عَلَيْهِ لاَ تَنْزِلُ عَنْهُ بَلْ مَوْتًا تَمُوتُ…” (٢مل١: ٣- ٤).

  • نية الإيذاء:

أراد الملك إيذاء النبي، ويظهر ذلك جليًا من إرساله قوة عسكرية قوامها خمسون رجلًا للقبض على نبي أعزل متوحد، عابد فوق جبل. إن ذلك ينم عن تصلفه وجهله بقوة الله الذي يتبعه النبي. لقد أدرك النبي نية أخزيا الملك في قتله بعدما قتل أخزيا وأبوه آخاب وأمه إيزابل أنبياء الله. لقد شجعه ملاك الرب لأنه كان خائفًا من أخزيا القاتل، بقوله له: “فَقَالَ مَلاَكُ الرَّبِّ لإِيلِيَّا: “انْزِلْ مَعَهُ. لاَ تَخَفْ مِنْهُ”. فَقَامَ وَنَزَلَ مَعَهُ…” (٢مل١: ١٥).

  • أخزيا ورجاله يتحدون إله السماء:

جواب إيليا على قائدي المجموعتين بالقول “إن كنت أنا رجل الله فلتنزل نار…” يؤكد عدم إيمانهما بقدرة الله، الذي يخدمه النبي مع استهتارهما بالنبي، وتكرار أسلوب الكلام مع قائد المجموعة الثانية بعد معرفته بما حدث مع المجموعة الأولى يؤكد أن له نفس اعتقاد قائد المجموعة الأولي مع كبرياء وثقة زائدة بالنفس. أما قائد المجموعة الثالثة فقد فعل ما لم يفعله الملك ولا قواده، وذلك باتضاعه أمام رجل الله، وإيمانه بإله النبي الذي أيده بالقوة وقوله: “… فَصَعِدَ رَئِيسُ الْخَمْسِينَ الثَّالِثُّ وَجَاءَ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ أمَامَ إِيلِيَّا، وَتَضَرَّعَ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: “يَا رَجُلَ اللهِ، لِتُكْرَمْ نَفْسِي وَأَنْفُسُ عَبِيدِكَ هؤُلاَءِ الْخَمْسِينَ فِي عَيْنَيْكَ” (٢مل١: ١٣).

  • احتراق رجال أخزيا المائة:
هل تبحث عن  أنتِ يا مريم الملقبة عدلاً بأم الرحمة

تحدى أخزيا الله ونبيه، معتزًا بقدرة رجاله، فقرر محاربة الله في صورة نبيه، فأرسل جنوده ناويًا إيذاء النبي الأعزل، ولكن الله أهلك آلة الملك الحربية، التي وجهها ضد نبيه كوعده الصادق: “كُلُّ آلَةٍ صُوِّرَتْ ضِدَّكِ لاَ تَنْجَحُ، وَكُلُّ لِسَانٍ يَقُومُ عَلَيْكِ فِي الْقَضَاءِ تَحْكُمِينَ عَلَيْهِ… ” (إش٥٤: ١٧). أن هؤلاء الجنود قد اشتركوا في حرب تحت قيادة ملك متهور شرير وقُتِلوا بسبب شره، وتهوره، ولكن موتهم هو أمر أرضي يختلف عن مجازاة الله العادلة لهم في السماء.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي